مشاعر مبهمة ممزوجة بخليط من الأسئلة حول ذاتنا . ذكريات قديمة تفرض نفسها في وقت غريب
يباغتني هجوم الذكريات، وقع حوافرها يقرع وسط رأسي يترك فجوة عميقة أسقطُ فيها كل صباح، وأتسلقُ جُدر الذاكرة، ثم أخرج منها لاكتشف أنني ما خرجت وإنما حلمت بالخروج، كابوس اليقظة. أحيانا تكون مطرقة الواقع أكبر من سندان الصبر .. أفرغت كلّ عواصفي الرملية وأنا أنظرُ للبحر وللحظة . ما عدت أحب الحياة ولا أكرهها ..فما عاد فيها ما يهمني ولا ما يحزنني في ذات الوقت. لملمت كل سرر الهموم الصغيرة والوليدة والهرمة وألقيتها لتبتلعها الأمواج.. فأصبح لون البحر ضبابيا. خلعت نظارتي ومسحتها جيدا ثم لبستها..
حاولت أن أفكر بعد ذلك في شيء فلم أجد، فتحت كتابا في يدي شعرت بملل شديد... وماذا بعد القراءة؟؟- قراءه أخرى، ثم ماذا بعد؟ لمَ لم يعطني هذا الكمّ من القراءة علما يساعدني في فهم الحياة؟ لما لا تتحول قراءاتي الكثيرة لفكر يسعدني؟ لم ازداد ضمحلالا كلما قرأت أكثر؟ ما فائدتها إن لم تعطني شيئا... ضحكت في نفسي ومن أفكاري التي امتطيها فقط لكني لا أغوص فيها أبدا. فالغوص فيه هلاكي ....
صوت الرعد يزداد شيئا فشيئا والسفينة تتمايل بخفة وهدوء كأنه لا علاقة لها بضوضاء الرعد والمطر ..عالم يعرف خطاه.. أوغل الليل في رحلته اليومية مسدلا ستار ظله على أدمغتنا ، ليحول مسارات التفكير لأرض أخرى.. لا عجب أني أحب الليل.. نمط واحد أوله وآخره .لا إحساس بالوقت وألوانه . لا صبح يشرع نوافذه في سهول وجهك آمرًا: أن ابدأ من جديد ..لا ظهيرة تقزّم أخيلتك وظلك وتوحد فصولك.. لا عصر يمر على جسدك بأبواقه الكبيرة : ماذا أنجزت اليوم... الليل متحد الساعات واللون . والسفينة تتمايل وسفن داخلي لا تسير.....
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات