يتحدث المقال عن نمطان مختلفان من التفكير و اثار كل منهما على الانسان . هذا المقال دعوة لاعادة نظر كل شخص منا بطريقة تفكيره

صعقت في المرة الاولى عندما سمعت كلمة (ادمان) مرفقة ب التفكيرالسلبي ! أيعقل ان ندمن نحن البشر فكرة معينة او نمط تفكير معين ؟! وما العمل في حال كان هذا الادمان لفكرة سلبية !

اجبت نفسي رداً على كل هذه التساؤلات ؛ لِمَ كل هذا الاستغراب؟ فكم من فكرة لازالت تتردد الى ذهني مرات عديدة في اليوم منذ طفولتي حتى يومي هذا .. نعم يمكن للانسان ان يدمن فكرة او طريقة تفكير..

ترد افكار عديدة على اذهاننا كل يوم بل كل ساعة , و كل فكرة من هذه الأفكار تصاحب نوعا مختلفا من المشاعر عند التمعن فيها ،

فبعض الافكار تولد مشاعر ايجابية و تجعل الانسان يشعر بسعادة و ارتياح عندما تطرأ على ذهنه و البعض الاخر من الافكار تولد مشاعر سلبية عند الانسان و تثير قلقه و تتسبب في ازدياد مستوى التوتر لديه.

علمياً، هناك مادتان كيميائيتان رئيسيتان تصوران لنا ما الذي يحدث في الدماغ عند التفكير بفكرة معينة و هما الكورتيزول و الدوبامين ، اما الاول فهو عبارة عن هرمون يفرز عندما يكون الانسان بحالة توتر؛ و يُحَفَزْ افراز الكورتيزول عند التفكير بفكرة سلبية و من تأثيراته انه يزيد من توتر و انفعالية الانسان و شعوره بالقلق و الاكتئاب، بينما يتحفز المركب الثاني وهو الدوبامين عند التفكير بإيجابية و يتولد عن افرازه الشعور بالسعادة كما يعمل على تحسين المزاج .

ان كيميائية دماغ الانسان مرتبطة بافكاره، فكلما كان تفكير الانسان ايجابياً كلما ازداد الدوبامين و عندما يعتاد الدماغ على الدوبامين سيصبح شيئاً اساسياً لديه حينها سوف يدمن الدماغ الافكار الايجابية لانها تحفز افراز الدوبامين الذي اعتاد عليه ؛وهذا ينطبق ايضا على افراز الكورتيزول و الافكار السلبية , دماغك سيدمن المركب ذو النسبة الاكبر لديك بناءً على نوعية افكارك!!

و مما يفسر لنا اكثر ان الانسان ممكن ان يدمن طريقة التفكير ايجابية كانت ام سلبية ؛ انه من الممكن لشخصين ان يمروا بنفس الموقف و يخرج كل واحد منهما بنتيجة مختلفة و يرجع السبب الى الفكرة التي اختارها كل واحد منهما كاستجابة للموقف الذي مر به هذين الشخصين . لناخذ كمثال اخوين يتيمين عاشوا في عائلة فقيرة تشاركوا نفس ظروف الطفولة الصعبة فكبر أحدهما ليصبح من الناجحين و الأثرياء اما الاخر فأصبح يعيش في ظروف اقسى و اشد فقرا من ظروف الطفولة و عندما سُئِلَ كل منهما كيف و صلت لهذا الحال كانت الاجابة واحدة! وهي موت والدهم و نشأتهم في عائلة فقيرة وظروف صعبة .. نفس الظروف ولدت شخصين مختلفين كلياً عن بعضهما و يعزى سبب هذا الاختلاف لطريقة التفكير التي تبناها كل شخص منهما.فاما الاول كانت ظروفه دافعاً له لكي يصبح شخصاً افضل بسبب طريقة تفكيره الايجابية بينما الثاني اخذ من ظروفه حجةً لتبرير حاله الضعيف و قلة سعيه نتيجة تبنيه لطريقة تفكير سلبية.

لنبدأ الان و نراقب افكارنا و نرتبها على حافتي خط مستقيم يفصل الايجابية منها عن السلبية و نختار النوع الذي نريده منها فقط النوع الذي يساعدنا على بناء نفس هادئة وعقل سليم ، لنقف بضع دقائق قبل ان نصدر ردة فعلنا تجاه اي حدث نمحص الافكار التي تخطر على ادمغتنا في تلك اللحظة و نحاول اختيار النافع و الايجابي منها . ان الله عز وجل اعطانا الارادة و حرية الاختيار لكل شيء في حياتنا ، فاختر افكارك و جودتها كيفما اردت ان تكون حياتك فكل شيء يبدأ بفكرة ..(إنا هديناه السبيل اما شاكراً و اما كفورا)

Just a Wish

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف وعي

تدوينات ذات صلة