ودائماً أقول بأننا حين نختار أن نكمل الطريق فإننا نكمل ليس لأننا نسينا أخطاء بعضنا، ولكن لأننا اخترنا أن نسامح بعضنا على هذه الأخطاء...
عندما تجمعنا علاقة من أي نوع مع أحد الأشخاص فإنها لا تخلو من الخلافات أو من ارتكاب الأخطاء، فنتسائل، من منا يجب عليه الاعتذار؟ وهل على الطرف الآخر أن يرد الخطأ بالخطأ، أو سوء المعاملة بسوء المعاملة من باب العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم؟ وأنا أرفع شعاراً ما قاله شمس تبريزي "المعاملة بالمثل ليست من الحب , الحب لا مقابل له"...
فنحن نتعامل مع الأشخاص المحيطين بنا بهويتنا نحن وبما نحمله من حب ومبادئ وقيم، والأهم من ذلك بما نحمله في داخلنا لهؤلاء الأشخاص، وبمكانتهم لدينا، ومدى استعدادنا للعمل للحفاظ على هذه العلاقة، نحن لا نهين كرامتنا ولا نقلل من شأن أنفسنا، نحن نكون أقوى وأشجع عندما نبادر للصلح، عندما نبادر للعطاء، عندما نبادر للفهم، عندما نبادر للحب، مع الوقت يفهم الطرف الآخر هذا ويقدرنا حتى وإن لم نكن معاً في تلك اللحظة...
"المعاملة بالمثل ليست من الحب , الحب لا مقابل له"... شمس تبريزي
عندما نختلف، أو نخطأ بحق الآخر، نقرر حينها هل نكمل الطريق أم لا، ودائماً أقول بأننا حين نختار أن نكمل الطريق فإننا نكمل ليس لأننا نسينا أخطاء بعضنا، ولكن لأننا اخترنا أن نسامح بعضنا على هذه الأخطاء، واختيارنا المسامحة يختلف بحسب العلاقة ونوعها والشخص المرتبطين به، أحياناً نسامح، ولكن لا نستطيع أن نستمر، وإن لم نستمر، فنحن نبتعد ونحافظ على ما تبقى من خير بيننا وذكرياتنا الجميلة وأيامنا بحلوها ومرها، نحافظ على هذا الخير حتى إن التقينا مرة أخرى وقاطعتنا الحياة نستطيع أن ننظر في عينيّ الآخر ونحن نبتسم بمودة ونلقي تحية محبة...
نحن نسامح ونغفر ونمنح فرصة ثانية بكامل المحبة في داخلنا، نحاول أن نحتفظ بالعلاقات التي تهمنا، ولكننا طرف واحد، والعلاقة لها طرفان، الطرف الآخر له مشاعره وآراه وأفكاره وقيمه ومبادئه، فإن اختار أن يمضي فدعه يمضي، وتشبث فقط بذكرياتك ولحظاتك معه، فإن شئت أم أبيت فذاك الشخص دخل حياتك وهو يحمل لك رسالة أو درس أو خبرة تساعدك لتنضج وتطور الوعي بذاتك، ذاك الشخص وذكرياته كان قطعة صغيرة في أحجية حياتك الكبيرة، وأنت الذي يحلها...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات