لم أكن أملك تذكرة ذهاب و ليس لدى حجز مسبق و لا أعلم أى القطارات ستتلقانى .
في البداية أنا لا أدرى إن كان هذا العمل المقروء قصة قصيرة أم سرد لتفاصيل الحكاية ، ولكن ما أعلمه يقيناً أنه إستئصال من واقعى ، عوده لثلاث ساعات من سفرى ، تسريب للذاكرة تجرى على إحدى صفحاتى ..
لذلك لن أهتم بالآراء ف بلاغتى أو لغويتى إنما أردت أن أكتب ما حدث ، أكتب فقط ...
الثانيه بعد منتصف الليل . اتخذت قراراً بالذهاب لمدينة القاهرة العاصمة صباح الغد السبت السادس عشر من شهر يناير ، لإنهاء بعض إجراءات أوراق حكومية مع زيارة مثمرة للسفارة الامريكية بالتحرير .
الثامنه صباحاً ، استيقظتُ من النوم و تلحفت بملابسى الثقيلة من ثم نقلنى والدى بالسيارة الخاصة لمحطة القطار ، لم أكن أملك تذكرة ذهاب و ليس لدى حجز مسبق و لا أعلم أى القطارات ستتلقانى .
التاسعه إلا عشرة دقائق أمام شباك التذاكر ، لحسن الحظ او لسوءه !
وجدت تذكرة فى قطار 971 أسيوط- القاهرة حيث ينطلق من رصيف محطة المنيا الساعة التاسعة و خمسة عشر دقيقة . سبحان ميسر الأموووور ...
وصل القطار فى موعده ، ركبت القطار متجه لمقعدى عربية ثمانية - جمب الشباك - كان يحتل الكرسى الجانبى رجل - نائماً - يبدو أنه من ركاب مدينة أسيوط ، أخرجت من شنطتى ثلاث كتب للعلامه الدكتور / مصطفى محمود . وضعت شنطتى أعلي المقاعد و انحنيت للجلوس ، اصطدمت بالرجل فاستيقذ فجأه و نظر لى ...
- عزيزي القارئ ان كنت قد مللت ف هذا اسفى على كثرة سطور المقدمه ، ربما هذا م اردت كتابته ، و لكن انت غير مجبر على قرائته ..
- آسف يا فندم .
= لا يابنى اتفضل اقعد .
لم يكن هذا الأسف المتلفظ منى إلا غطاء لسهم إستكشافى الذى إنغرس ف هيئة الرجل لاتخاذ صورة مفصله عنه في ثوان و العودة بها الى مراكز إلاستكشاف خاصتى .
رجل عجوز يبدو ستينى ، شعره مجعد تتخلله بعض الشعيرات البيضاء - يعكف على الميل ناحية أحد الجوانب - عدسات نظر ذهبية اللون و شنب أشبه ب شنبات رجال المخابرات العامة ف مسلسل رأفت الهجان - لا لم أقصد محسن بيه - يرتدى بدلة قديمة ربما موديل السبعينات عليها شعار القوات الجوية المصرية بالإضافة لطائرة ذهبية اللون و أيضا دابوس دائرى مكتوب عليه - الأشراف المهدية - يحمل هاتفين محمول من ذوى النغمات المجسمه . إصبعه بها أكثر من خاتم ظننتها فضه حتى تأكدت لاحقا أنها غير ذلك.
ما أطولها نظرة م أعمقه اسف !!
جلست مبتسماً حتى أخذت عجلات القطار تستيقظ في موعدها المحدد بالدقيقة و أنطلق القطار ، سبحان ميسر الأموووور
منذ أسبوع ذهبت لصديقى أردت ان أخذ منه كتب للدكتور مصطفى محمود ، أول مره ف حياتى اقرأ لهذا الرجل . كان يغمرنى الشغف ان ألتهم بعض كتابته . لم يبخل صديقى - أحمد إسماعيل - و أحضر لى ثلاث كتب أحدهم " اخلعوا الأقنعه " و ثانيهم " جهنم الصغرى " و ثالثهم " الله في الإسلام " . سفرى للقاهره كان فرصه للبدء ف خوض التجربة و قراءة ما شهيته .
بأيهما أبدا ؟!
ربما سبب قرائتى لتلك الكتب هو ما دفعنى ان أبدا بكتاب " الله فى الإسلام " - نعم شغفى لمخطوطات مصطفى محمود كان دافعه هو النظرة الدينية ، و سعيى وراء النظريات الدينية و الإجتهادات الصائبه المحصنه بالحقائق و الدلائل ، أردت ان أعرف الله من البدايه -
فتحت الكتاب اخذت اقرأ و و قبل ان اتم العشرة دقائق قاراءً ، مال ذلك الرجل الستينى على كتفى بالكلام و اتذكر انه لم يتحدث بل اخذ الكتاب ليعرف ما هذا و مالى اقرأ فيه ..
عمو الحج : يااه دكتور مصطفى محمود العلامه المحترم الله يرحمه ،، كتاب " الله فى الاسلام " انت اسمك ايه يابنى ؟
انا : محمد ممدوح
عمو الحج : بتقرا الكتاب ده ليه ، لم اتعجب من السؤال كالعاده - تطفل العواجيز- ؟
انا : محتاج أعرف بعض الحاجات اللى لازم أعرفها ، محتاج أرتب و أنظم تفكيرى حول الدين و أستنتج معانى الذات الالهيه ، محتاج أستفاد من مصطفى محمود ..
عمو الحج : اهااااا قولتيلى ، ربنا يكرمك ..
عمو الحج : بص يابنى ..........
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات