التربية بالصيام و الإحسان كنز يخرج جيل سره أفضل من علنه

مما لا شك فيه أن الصيام من أفضل و أزكى العبادات ، بل هو ركن من أركان الإسلام الخمس .. بالإضافة إلى وجوده الضمنى فى ركن الصلاة أيضا .. كثرت التفاسير و الشروحات فى الصيام

و أنا لستُ أهل لكى أتناول الموضوع دينيا لكنى أردت أن أستنبط من الصيام شئ ما ، ومن ثم تعميمه فى إشكالية التربية ..


ماذا لو تعاملنا مع تربية الأولاد نفس تعاملنا معهم فى الصيام المفروض ؟!


من أعظم الأمور فى عبادة الصيام لوجه الله ،هى أن الصيام عبادة سرية علنية ، ف من الممكن أن يظل الشخص الصائم بعيدا عن أعين الناس طيلة النهار و مع ذلك لم و لن يجرؤ على أن يفسد صيامه بقصد

و أيضا يحذر أن يفسده بغير قصد !

فهو تربي و نشأ منذ الصغر على أن الصيام عبادة لله فقط و أن الله مطلع عليه ويعلم كل تفاصيل يومه و ما يفعله فى السر و فى العلن !

سبحان الله و هذا الأمر جعلنا بشئ ما لا أراديا نخشي أن نبطل صيامنا

ف الله يرانا

الله ناظرنا

الله معنا ..


حقيقة هنا لا أقصد أن نأمر الاطفال بالصيام و ان كان هذا مفيد جدا و وصى به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الشباب كثيرا كثيرا فهو يساعد فى غض البصر و تحصين الفرج

و لكن أردت أن أخرج من الصيام ب الإحسان و إستشعار مراقبة الله ..


اذا ماذا لو تم تنشأة الأطفال و تربيتهم بالصيام و مغزاه !

هو أن الله يراك يا صغيري مهما كنت تفعل فى السر و فى العلن !

فى كل صغيرة وكبير وفى كل وقت أردت أن تأكل سرا و تبطل صيامك الله يراك !

كذلك كل مرة أردت أن تبطل يومك بذنب كبير ف إن الله يراك !


ربما لو تعامل مشاهدي المواقع الإباحية مثلا مع ما يفعلونه كما يتعامل الصائم مع إفساد صومه و تناول شئ بعيد عن الناس

ربما لن نجد الكثير ممن يعانون من إدمان هذه المواقع

ربما يخاف أحدنا أن ينفرد بنفسه فى ظلمات الليل يشاهد المواقع الاباحيه ، أمام عين الله التى لا تنام


ربما سنجد شباب يعلم جيدا معنى نظرة الله إليه فى السر قبل العلن !


و أخيرا ، أذكركم ونفسي

بالحديث المشهور الذي يرويه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين سأل جبريل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الإحسان فأجاب بقوله: (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)،

والمقصود بالإحسان هنا الإخلاص،

ولا يَصل الإنسان للإحسان إلّا بأن يكون مُسلماً حقاً،

وأن يُؤمن بالله إيماناً خالصاً،

ويَطمئنّ قلبهُ بالإيمان،

فمن الإحسان استشعار مُراقبة الله ..


الحمدلله الذي سترنا و ألهمنا و نسأله وحده العون و التوفيق


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد ممدوح

تدوينات ذات صلة