بعض أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معها .. لطفاً لفهم المقالة أرجو قراءة سلسلة المقالات السابقة من ملامح مضيئة ثم إكمال قراءة هذا المقال



5- الصادق:


بالتأكيد كل من سيقرأ تلك الكلمة سيأتى إلى ذهنه أن هذه صفة وميزة وليست عيب ... بالتأكيد الصدق والصراحة ميزة وصفة جيدة يفتقدها الكثير من البشر ويكفى أن رسولنا الكريم كان ُملقب بتلك الصفة الرائعة ويجب أن يتحلى بها جميع البشر ليس المسلمون فقط ولكن من نتكلم عنه هنا هو الذى يجبرك أن تقول له (متبقاش صريح وإكدب عليا) ... نعم يوجد إناس يتصرفون مع الصدق على أنه مفهوم مُطلق يقال بأى طريقة وفى أى وقت ... وأيضا هؤلاء الأشخاص دائماً ما يرددون جملة (يعنى أضحك عليك) أو (ليه بتزعل من صدقى معاك) أو (ليه الناس بتزعل من الحقيقة).


هى الناس مش بتزعل من الحقيقة ولكن يوجد طريقة دبلومسية فى قول الصدق والصراحة والحق ... فى الحقيقة أن طريقتك توصلهم لمرحلة أنهم يكرهون صدقك معهم ويتجنبو الحديث معك حتى لا يسمعون منك هذا الصدق ... 99% من البشر يعرفون الحقيقة كاملة فى أى موضوع أو مشكلة ولكن بإختلاف الطباع والشخصيات يخفنونها بشكل أو بأخر ولأسباب عده ... فعندما يتحدثون إليك يكونون على علم بحقيقة الأمر جيداً ولكن يتكلمون معك لأسباب أخرى ... إحتمال أن يكون لمجرد الفضفضة أو أنهم يحتاجون أن يسمعو رد محدد يجعلهم فى حالة أحسن أو أنهم يستمدون الثقة من ردك عليهم فلا تخذلهم بصدقك المُطلق وحاول أن تُجمله وتُحسنه وتخرجة فى صورة جميلة يرتاح إليها المُتَلقى ويُحب صدقك معه.


التعامل مع هذه الشخصية صعب جداً فى الحقيقة لكن أيضا نحاول عدم اللجوء إليهم فى الفضفضة أو عندما نحتاج لرد معين فلا تحاول أن تلجأ لهم فى هذه الحالة ... لأنهم سيخيبون أملك ولم يعطوك الرد الذى تريده منهم وهذا سيجعلك غالبا أكثر تعاسة.


6- إنسان العزلة


نحتاج جميعا إلى فترة راحة من هذا العالم المزعج ... فيلجأ وقتها الإنسان إلى العزلة وغلق الدائرة على نفسه كى يستعيد طاقته للمواصلة على التحمل ومواصلة إدارة حياته وشحن طاقته على الإحتمال ... وفترة العزلة تختلف من شخص لأخر وليست محددة بوقت معين فكل منا يعرف ما هى الفترة المناسبة التى يجب أن يخرج منها إلى العالم مرة أخرى بطاقة جديدة ... وهنا يختلف تصرف الأشخاص من فرد لأخر فى هذه الفترة فمنهم من يمر بسلام ويخرج كما كان ومنهم من يخرج من هذه الفترة مُحمل بخسائر كثيرة ... فتصرف الشخص مع الأخرين فى هذه الفترة هو الذى يحدد كم الخسائر فمنهم من يتصرف بسخافة وقلة ذوق مع الأخرين بحجة أنه يمر بحالة مزاجية سيئة أو ينفعل على من حولة دون سبب واضح لمجرد أن حالته غير طبيعية ... أو يبعد عن أشخاص مهمين فى حياته يهتمون به ويحبونه دون أن يخبرهم لمجرد أنه يحتاج إلى فترة العزلة ... ويتفاجىء بعدها أنه فقدهم دون أن يشعر أو حتى فقد مشاعرهم وإهتمامهم دون أن يشعر وللأسف لا يعلم أنه السبب ويترك كل اللوم عليهم.


علينا جميعا أن نحترم عُزلة الأخرين ولكن من حقنا أيضا أن نعلم لماذا تبعد الأشخاص عن عالمنا ويخبرونا أنهم يحتاجون هذه الفترة كى يستعيدو طاقتهم ويتم الإتفاق بينهم على شكل العلاقة فى هذه الفترة المؤقته إحتراما للطرفين وإحتراماً لتلك الفترة المهمة فى حياة كل البشر... إنسان العزلة يخسر الكثير من العلاقات الإنسانية ويندم عليها فقط لمجرد أنه لم يُحسن التصرف خلال هذه الفترة.


جميعنا يمر بمراحل يأس وإحباط وأحياناً إكتئاب وهذا هو حال الدنيا وحال كل البشر بإختلاف أماكنهم وطبائعهم وأسلوب حياتهم ولكن الفرق بيننا يكون فى القوة ... من لدية القوة هو الذى يستطيع أن يعبر هذه المرحلة بسلام ودون خسائر جسيمة . ومنا من يظل عالق هناك ويستغرق وقت كبير فيخرج بعدها بخسائر كبيرة وواضحة . وهذا فى الواقع ضعف وإستسلام لهذه الحالة وإئتلاف لنعم الله الكثيرة التى منحنا إياها.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Samia Mahmoud Afifi

تدوينات ذات صلة