تشير هذه التدوينة إلى مشكلة موجودة لدى فئة من طلبة الجامعات والمدارس وذويهم، وهي الطبقية في التخصصات.
_
ريتشارد هوغارت -وهو عالم النفس الاجتماعي البريطاني- يقول: "مع كل عقد من الزمان نقول إن الطبقية ماتت، لكن الكفن يبقى فارغًا".
يبدو أن الطبقية في هذا الوقت تجاوزت جميع أشكالها التقليدية المعروفة إلى شكل جديد آخر يسمى: "تخصصي هو الأصعب" -والأصعبُ هنا على وزن الأفضل-، ليست عبارة عادية خرجت من فم قائلها بل ثقافة ذميمة انتشرت مؤخرًا بشكل كبير بين طلبة الجامعات وحتى المدارس في فروع الثانوية (علمي/ أدبي) بل وبعض الأساتذة والأكاديميين للأسف أيضًا، عبارةٌ لهجتها الفوقية والتعالي والغرور، تكرّس الطبقية الموجودة أصلًا في المجتمع، ولن تنتج إلا أجيالًا فارغة تسعى إلى الألقاب بعيدًا عن الإنجاز.
معلوم لدى الجميع أن التخصصات -بشكل عام- تتفاوت في صعوبتها، لكن التفاخر بصعوبة التخصص من أحدهم هو اعترافٌ ضمني بعدم أهليته له؛ لذا نصادف الكثير من أصحاب التخصصات التطبيقية كالطب والهندسة والتقنية وغيرها يرون أنفسهم أفهم أهل الأرض وأكثرهم ذكاءً وأصحاب التخصصات الإنسانية دونهم في الفهم والذكاء، إلا أنهم في الواقع لم يدخلوا تخصصاتهم رغبةً أو حبًّا بها أو لتحقيق إنجاز عظيم من خلالها أو حتى لكفاءة عالية يمتلكونها بل سعيًا لكسب لقب وظيفي لا نفع من ورائه إلا أن يسد نقصًا اجتماعيًا لديهم، ونتيجة لذلك نجد الكثير منهم في الجامعات يعيد المساق مرات عديدة وبجهد جهيد حتى يخرج منه ناجحًا بالحد الأدنى.
علينا أن نعي جميعًا ونساهم في توعية غيرنا بأنه "لا فضل لتخصص على آخر إلا بالإبداع والإنجاز والتميز"، وأن المبدع حقًا هو الذي يصنع إنجازه من تخصصه، ولا ينتظر من تخصصه أن يصنع إنجازه، ولن نكون أمة متحضرةً إلا باحترامنا وتقديرنا لجميع التخصصات والمجالات والمهن ونؤمن إيمانًا تامًّا بالحاجة لها جميعها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كلام جميل
بس ياريت الأهل يفهموا انو مش تخصص واو يعني اشي احسن الأهم هو الميول والإبداع 🌾🌸