التحرش في الشارع ظاهرة سيئة ولكن ماذا عن التحرش في أماكن العمل

على هذا الكوكب يعيش البشر على مستويات أخلاقية متفاوتة ما بين أصحاب القيم الرفيعة وما بين مستغلي الفرص بالشكل الدنيء، ولما كانت الحاجة للعمل أساسية في حياة الإنسان جاء من يستغل نفوذه في مكان العمل ليحصل على لحظات قليلة من اللذة المغمسة بالمرض النفسي والعجز عن إقامة علاقة سوية تقبلها القوانين والأخلاق والقيم الاجتماعية. ومن أخطر الظواهر السلوكية استغلال تواجد المجني عليه في مكان العمل للتحرش به واستغلاله جنسيا.


ما هو التحرش

التحرش هو أي تعبير جنسي غير مرحب به سواء أكان بالنظر أو الكلام أو اللمس أو الاستعراض (يستعرض الجاني جسده أو صورا جنسية)، ويسبب الإهانة والضيق والشعور بالتهديد للآخر المجني عليه، ويكون فعل التحرش من قبل ذكر أو أنثى على السواء تجاه شخص من نفس الجنس أو من الجنس الآخر. وكلما زاد السلوك بالعنف والاحتكاك الجسدي ينتقل الجاني من فعل التحرش إلى فعل الاغتصاب، كاللمس العنيف ومحاولة الاحتضان والتقبيل والكشف عن جسد المجني عليه.


التحرش في العمل

إذا جاء هذا التعبير الجنسي تحت التهديد بالطرد من العمل (المدراء) أو التداخل مع الوظيفة وخلق جو عدائي في العمل (الزملاء والمراجعون والزبائن)، فنحن أمام نوع لا يستهان به من التحرش الجنسي يتعرض له الكثيرون والكثيرات بداية من مقابلة العمل الأولى كشرط للتوظيف أو حتى الترقية فيما بعد.


آثار التحرش في العمل

للتحرش آثار سلبية كثيرة على المجني عليه من جهة وعلى العمل من جهة أخرى، ويمكننا أن نذكر منها ما يلي:

· الخوف والقلق والتوتر والشعور بالذنب.

· صعوبات في النوم والكوابيس الليلية.

· عدم التركيز في العمل وضعف الانتاجية.

· ترك العمل مع الحاجة إليه.

· الاستسلام للجاني مما يسبب الأمراض النفسية والجسدية.


كيفية التصدي للمتحرش في العمل

لمواجهة التحرش ينبغي العمل وفق خطة تدريجية نختار خطواتها من الاقتراحات التالية:

· اللبس المحتشم والتصرف الرزين والكلام بشكل رسمي مع غير الموثوقين.

· التوضيح للمتحرش أن سلوكه يسبب الإزعاج والضيق، وهذا كاف للتوقف عن التحرش إن كان الأذى غير مقصود.

· تجنب أماكن التحرش التي يتواجد فيها الجاني أو على الأقل عدم التواجد بالانفراد معه خلال الدوام أو ساعات العمل الإضافي.

· مواجهة المتحرش وتهديده بأهل المجني عليها والشكوى الرسمية والقضائية.

· استخدام المواجهة الجسدية لإبعاد الجاني بحال تخطى المسافة الآمنة (متر على الأقل).

· إبلاغ الأهل بحال كانوا متفهمين وداعمين.

· التحدث مع زميل موثوق كشاهد على التحرش والدعم بحال تطورت عملية التحرش والاحتفاظ بتواريخ وقائع التحرش.

· الشكوى للمسؤول المباشر أو المدير العام وتوثيقها (بريد الكتروني مثلا)، وكذلك الشكوى للنقابات أو الاتحادات التي ينتمي إليها المجني عليه.

· ترك العمل أو الانتقال لقسم آخر لا يتواجد فيه المتحرش.

· البحث في قانون العمل للتعرف على الحقوق والواجبات، وكذلك البحث عن قانون مكافحة التحرش المعمول به في البلد، ومن ثم اللجوء للقضاء عند الحاجة.


خاتمة أمن وسلام

للعيش في مجتمع يحترم الصغير قبل الكبير والضعيف قبل القوي، نحتاج للتكاتف الاجتماعي واحترام الآخر، والحفاظ على كرامته الإنسانية، وعدم تعريضه للأذى الجسدي أو المعنوى، فللجسد حرمة كحرمة الروح في جميع الأديان والمبادئ الأخلاقية.


مهند سراج

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مهند سراج

تدوينات ذات صلة