فقال ﷺ : إن الشيطان يجري مِن ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً.


عن أم المؤمنين صفية بنت حيي –رضي الله عنها- قالت:

كان النبي ﷺ مُعتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب

فقام معي ليقلبني, فمر رجلان مِن الأنصار

فلما رأيا النبي أسرعا،

فقال ﷺ : على رسلكما إنها صفية بنت حيي

فقالا: سبحان الله يا رسول الله

فقال ﷺ : إن الشيطان يجري مِن ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً

أو قال شيئاً.

اصرف نفسك عَن مَوطِن الشُبهات!

فهذا النبي مُحمد ﷺ المُنزّه عَن كُل خطأ

لَم يأْمن على قلبهما مِن وسواس الشيطان

فما بالك بمن هو مِن الناس وإن كان تقياً وَرِعاً؟!

إن تقوى المرء ووَرعه ليسا دوماً كافيان لدرء ظنون الناس عنه

وأيُ تقوى وورعٍ, فلا أنت نبيٌ وليس الناسُ صحابة!

فهذه السيدة مَريم –عليها السلام- المُصطفاة المُنزهة

خَشيت ظَنُ الناس بِها

وهذه أُم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-

طَعنوا في عِرضها في حادث الإفك.

والإنسان ليس بمعزلٍ عن مُجتمعه وبيئته وموئله

وليس دوماً يحي بمبدأ "ما لي ومال الناس"

وكما أن الله بصير وأعلم بِه ينبغي له أن يُبصِر الناس

بالقدر الذي يدرأ الشُبهة والظن عنه.

والنبي ﷺ أوصى بإعلان النكاح صيانةً

لعِرض كلا الزوجين مِن سوء الظنون

وهكذا لا تَكتنز المال كُله ثم تُظهره كله

فيُظن بِك سرقةٍ أو اختلاس ولكن بالقدر الذي لا يخرج بِك إلى الإسراف

ولا تُخفِ عَن الناس عبادتك فيُظن بِك كفرٌ أو فسوقٌ

ولكن بالقدر الذي لا يَخرج بِك إلى الرياء

ولا تَنعزِل عن الناس فيُظن بِك كبرياءٌ وتعالٍ

ولكن بالقدر الذي لا يَهدر وقتك ووقت الناس

ولكن دوماً ابتغِ بين ذاك وذاك

ومتى أساء الناس الظَن بِك برر لهم

بالقدر الذي تحفظ بِه عِرضك وودِك عِندهم

وإن رجموك بالكَذب فما فوقه.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات محمد الصاوي

تدوينات ذات صلة