كيفَ تخسرُ من تُحب في ٣ ثوانّي ، تدوينة قصيرة و خاطرة بقلبّي أودُّ لو يقرأها الجميعُ بقلبِه و يقرأ الرسالة خلفَ السطورِ ، و الدموعَ المخبئة بين الحروف.

كيفَ تخسر من تحبّ في ٣ ثوانٍ ...

قد يعتقدُ الإنسانُ أنَّ عنوان هذه التدوينة ساخرًا أو هزلّي ، و لكن عزيزي القارئ هو حقيقةٌ علمية تتجرد تمامًا من الفكاهة !

عزيزي ، أصبحت السوشيال ميديا منبعْ لكلِّ فاهٍ يثرثر بما يريدْ و لكلْ يدٍ تريدُ أن تنشُرَ الفسادَ في الأرض ، كمن يريدُ التفريقَ بينَ الأصحابِ و الأزواجِ و الأُمّ و أبنائِها ..

لا إراديًّا أصبحتِ السوشيالْ ميديا و مواقع التواصُل الاجتماعي ، تزرع العديدَ من الأفكارِ السئية و الاعتقاداتِ المُشينة في عقولِنا الباطنة ، في ثلاثِ ثوانٍ فقط ، و هي مدة كافية لتقرأ منشور أو تغريدة قصيرة...

و من ضمنِ الأخطاءِ التي تتسبب بها السوشيال ميديا بلا شك هي اعتقادات و أفكار تخصُّ علاقاتنا الإنسانية ، سواءً أهل أو حبيب أو قريب .

تضع مواقع التواصل قوانين و تسرد دستور جديد لعلاقاتنا في كلّ مرة يقرر أحدهم أن يكتب منشورًا يخصُّ تجربته أو قناعتَهُ أو رغبتُه الداخلية فقط ، لينشر المنشور أو يُعاد تغريدهُ ، لتراه في اليومِ آلاف المراتِ ، حتى يستقرَّ في عقلِكَ أنّهُ الصواب ..، ليعتمدَ عقلُكَ الباطن هذا المنشور أسلوبًا و منهجَ حياة .

عزيزي .. انتشرَ في الآونة الأخيرة بعضُ المنشورات المتناقضة تماما ، لا تدري أيهمّا تتبّع ..

ترددت بعضُ المنشورات حولَ ، كيفية انتهاء علاقةٍ ما ، و سهولةِ التخلّي كشربةِ الماء ، و الانسحابُ دائمًا و رفع الرايةِ البيضاءِ في كلِّ روايةٍ لم تعجبُك بعضُ فصولِها ..

بعضُ المنشوراتِ حرّضتِ الأبناءَ على آبائهم و الزوجاتِ على أزواجِهم ..

فترددّ بكلّ تبعيّة لُغة هذا المنشور الذي اِستقرّ في قلبها و آمنت بهِ عن ظهر ِ قلب ..!

أو يتغنّى البشرُ بسهولةِ قطعِ وصالِ القلوبِ ، متمسكين باعتقادٍ ظهرَ في تغريدةِ أحدهم أنّ وصالُ القلوبِ يمكنْ أن ينقطِعَ ببعضِ الكلماتِ المسمومة التي دسّها أحدهم في حساباته ..

أو أن يرى الإنسانُ انغماسَ قلبِه و تفانيِه في وصال قلبِ من يُحبَّ خطأً .. و عليه أيضًا أن يتعلمّ الوقت المناسب للانسحابِ و كيفيتِه ..

لايجب بالتأكيد في كلّ مرةٍ أن يجعلَ الإنسانَ مرجعيتِه غوغائية مواقع التواصل ..

يجب أن يتعلّم بحقٍّ و على أسس علمية و دينية متى يصلّْ و متى ينسحب ..

فكسرُ القلوب ليس هيّنًا ..و أيضًا العلاقاتُ السامةِ ليستْ هينة ..

يحبْ أن تدرسَ كيفَ يمكنُ اختيارُ البقاءِ أو الذهاب!

يجبْ أن يكون الأمرُ مدروسًا لا بعواطفَ شاردة أو بعضَ النصائح التي خرجت من رحمِ مواقع التواصل الاجتماعي على ألسنة منّ ليسوا مختصيّن..

عزيزي ، أرجوكَ لا تَغرُّكَ كلماتُ المشهورين لكثرةِ مُتابعيهم و لا ينزعنّ منشورُ تافهِ ثقتك فيمن تُحبّ ..

لا تجعل بعضَ التغريدات تُدخلْ إلى قلبُكَ الضغينة ..

نلكَ المنشورات التي تضع شكلًا للعلاقاتِ فتكونُ هكذا أو لا تكون ، هي أسوء سلاحْ يضربُ سلامَ نفوسِ الأحباب !

أحببْ أصدقاءك كما هم ، ليسَ كما يُنشرُ و تغافل عن أخطائهم فليسَ كلُّ خطأ نهاية العالم ، و تمسّك بوصالِ القلوبِ فليسَ القطعُ أبدًا بالحلِّ الأولّ بلْ نُعمرُّ الوصال و نعمره ثمّ نعمرُه ..

لا تستسيغ كل ما تقرأ عزيزي القارئ ، لا تتبع دستورَ افتراضي واهٍ ..

لا تخسر أحبابكَ ...


مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعة يامريم💟💟💟💟

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة