قيلَ في مواساة الأصدقاءِ ، أوَاسيكَ و لو في الحفاء ، ما أعظمَ أن تملِكَ من تبوحُ له ببواعثك،فيرق قلبه لدمعك.
أُواسيكَ في الحفاء..
قال محمد بن مناذر كنتُ أمشي مع الخليل بن أحمد الفراهيدي و انقطع شسعي أي نعلّي و صار لا يصلح للسير ، فخلع الخليل بن أحمدنعليه أيضًا ، فقلتُ ماذا تفعلْ؟
قالَ : أُواسيكَ في الحفاء..
هكذا قالوا في مواساة الصديق ..، و هكذا يجبُ أن تسيرَ الحياة ..
لا يُزرعُ الحبُّ في قلوبنا سوى لنكونَ هُنا معًا ، نتبادلُ المواساة و نتآزر و نسير عُرجًا و مكاسير ، مُتكئين كلُّ على الآخر ..
لمْ تصف الدنيا لأحد و لن تصف فهذا سلوُها ، و لكنّ يمكنّ لكلِّ شيءٍ أن يصبحَ أفضلَ بحضرةِ أحبابنا ، يمكنِ للطريقِ أن يهونَ بالثرثرة معمن يُشبِهُنا ..
صديقي ، أنا هُنا لكَ متى ما عكّرتِ الدنيا قلبّك و كشفت عن أنيابِها ، لا تتردد فيِ التحامي في قلبي و البُكاءُ عندي .. أعلمُ أنّي لنْ أستطيعَدرءَ الحزنِ عنك و لا أن أمسحهُ عن قلبِك و لكن سأجفف دمعك و أبكي بدلًا عنك ..
عزيزي ، أنت لا تعلم كم يعزُّ على قلبي أن آراكَ حزينًا ..و لا تعلم كم هي شديدةٌ تلكَ اللحظة التي أُغلِق بها الهاتفِ و أنا أعلمِ ما بقلبِكَ المكلوم.. فأصلّي لكَ ليمسحُ اللهُ عنك .
لمْ نوجدْ في الدُنيا جماعاتٍ و زرعَ اللهُ الوحشة في الوحدة إلا لأنَ الإنسانَ لا يُطيقُ السيرَ وحده .. و لا يسعهُ أن يحمِلَ عبءَ آلامِ الدُنيا بمفرده..
بلْ نحملُهُ سويًّا ..حتّى إذا تقاسمناهُ قلتْ وطئتُه ، و حاربنا معًا في حربٍ ضروس ،إما أن نحيّا اثنينا أو نموتُ سويًّا ...
قيلَ ..(ليسَ من العدلِ أنْ نتقاسم الفرح و تحزنُ وحيدًا ).. بل يا عزيزي دعنا نتقاسم الحزن و أعطني النصيبَ الأكبر ..
لا تخشى من أنْ تُثقِلَ قلبي ، أو أنْ أهرُبَ منك .. لا تتردد و لو للحظة أن تترنحَ و تُسقطَ كل ما بكاهِلِكَ في قلبي .. أنا هُنا لأشدّ عضُدكَ .. وأتمسُّكُ بكَ حينَ لا يأبهُ العالمُ لوجودك .. أنا أُصفقُ لكَ حينَ تنظُرُ لنفسِكَ و تلعن و عثائِها..
أنا هُنا لأقفَ في وجهِ العالمِ أُخفي عنهم ضعفك ..و دموعكَ ..
لا تخالُ للحظةٍ أنّي سأفلتُ يديكَ .. أو أُديرُ ظهري عنك ...
أنا هُنا دائمًا و أبدًا .. حتّى في شتاتك سألملمه معك ، و في عثرتِكَ سأشدُّ حبالَ النجاة .. و في دمعِكَ سأمسحُ عبراتك..
لنْ أملّ منك أبدًا ..
لكنِّ الرصاصة التيِ أصابتكَ ، ضجيجها آلمني ، و أعلمُّ أن آلمك أكبر ..
أنا لن أتركك في منتصفِ الطريقِ يا عزيزي .. نحنُ هنا كي نُكملَ الطريقَ معًا، نصلُّ لبرِّ الأمانِ يدًا بيدْ ، لا محطاتٍ في المنتصف ..
و لكنْ ..
أرجو أن لا تتركنّي أيضًا .. و أن لا أبحثُ عنك يومًا فلا أجدُك .
أرجوكَ لا تلقِ أنتَ بنصيبِكَ من حملّي و تتركنّي ..
لا تدر ظهركَ عنّي في وقتِ حاجتي ..
لا تملّ منّي ..
و لا تُفلتْ يدي ... لا تترك خرابَ قلبي إنّ هرعت يومًا لمنظره ..
لا تتخلّ عنّي في منتصفِ الطريقِ ، فأنا لا أحفظُ اتجاهاتِه ، كُنتَ عيني التي أُبصرُ بها وبصيرتي التي أرى بها .. و بعدُك سأضلُّ وأهوى..
ليس من العدلِ أيضًا أنْ نبدأ الطريقَ معًا و
أضلُّ وحدي..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
Tu7faaa ya maryam mashallaaah❤️❤️❤️
جميلة كالعادة يا مريم 💌💌💌