صديقي أنت الذي أخبرتني على سبيل المساندة بأن ما خفت منه وظننت أنه لن يمضي مضى وسيمضي ما أخافه الآن...
صديقي...
وحده الله يعلم...
هي الجملة الوحيدة التي تهون مرارة العيش وتبقي الإنسان على حافة الحياة بعد أن ركلته بعيداً جداً فأصبح في هوةٍ عميقة أبعد ما تكون عن الحياة فعلم أنها الحافة...
وحده يعلم كم من حربٍ نخوض وكم عراك يحدث في دواخلنا بين حاضرٍ قاسٍ وماض أليم ومستقبل مجهول...حروب كل مواساة العالم لن تخمدها..
اقدر لك حقاً مواساتك واستجماعك قوىً مزيفة لتنأى بي قليلاً عن هول ما يحدث وانت الذي طمر الركام على قلبك فأرداه قتيلاً ...
أقدر لك حقاً أنك لم تحكم يوماً علي ولم تضع حمل "أن أكون سعيداً" على كاهلي كما تفعل كل وسائل العالم الحديث التي تحمل الانسان فوق طاقته وتقنعه بأن قدره بيده..
لطالما كان نقاشنا يدور حول القدر والحتمية والاختيار وكنا قرابة أن نجزم بأن السعادة قرار ...ربما لأن وردية الحياة وقتها كانت في ذروتها وكل شيء كان في ابتداء وما أجمل البدايات....
واليوم وبعدما تبين ما تبين أنا أجزم لك لو أن السعادة خيار لاختارها كل خلق الله وما أرادوا سواها لكنها قدر الله يا صديقي ورزقه ويؤتي رزقه من يشاء...
وأنا في هذا لا أبيح لنفسي الجزع والحزن والركود لكن اعفني من تبربر ملامحي الغائمة كلما رأيتني فأحياناً لا قول يُقال ...
صديقي أنت الذي أخبرتني على سبيل المساندة بأن ما خفت منه وظننت أنه لن يمضي مضى وسيمضي ما أخافه الآن...
هذه الجملة تخيفني جداً عكس ما أنت ترمي إليه...في الحقيقة ما مضى كان في مضيه يعبر مني ومن خلالي ويمضي دهساً حتى يصل إلى سبيله فلا يغادرني إلا وترك ما ترك...
لا أعلم إن تبقى مني ما يكفي ليعبر غيره ويمضي...
لكني أعلم أن "وحده الله يعلم" ما لا أعلم ولم أعلم ولن أعلم وأني ما أوتيت من العلم إلا قليلا...
ومن حافتي هذه اقول لك بأني جزعة وإلا تدركني رحمة الله فلا مدرك لي ...فدع عنك مفردات الكون كلها لأني أحفظها عن ظهر قلب...
واعلم أني أحبك بكل ما تبقى مني وبكل ما أوتيت من فرح يوم كنا لا نرى من الحياة إلا بوابتها الوردية 🌸
#سارة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات