رسالةٌ لصديقي العزيز ، أتمنى أن يقرأها .. رسالةٌ بكلّ المبِّ سُطرت لكَ يا عزيزي ..

بينَ هذهِ السطورِ و خلفَ هذهِ الكلماتِ .. تتوارى بعضُ المشاعرِ التي أحمِلُها ، و أتمنّى لو يقرأها صديقي العزيز ..

أعلمُ أنّي تأخرّتُ في تسطيرِ الحُبِّ بيننا ، و إثباتِه بالأدلةِ و البراهينِ .. أعلمُ أنّ نقشهُ على الورَقِ كانَ مُتأخرًا .. و لكنَّ قلبّي قدْ حَفِظهُ عن ظهرِ قلبٍ و اِسمُكِ بماءِ الذهبِ قد رُسمَ و خُطَّ في لحائِفِه ..

صديقي ، لقدْ سكنتَ الحشا و جاورتَ قلبّي في مكانِه ..

محبّتُكَ في قلبّي تعلو ، أصبحتْ تُنافسُ ناطحات السحاب ..

في كلّ مرةٍ اِتكأتُ كُنتَ خيرَ المُتكأ ..، لم تُعرني كتِفَك فقط بل مددت لي ضلعكَ و كُنتَ على اِستعدادٍ لاعارتِه ليِ للأبد ..

في كلِّ مرةٍ هرولتُ كُنتَ في اِستقبالي دائمًا ..، لا أبحثُ عنك أبدًا دائمًا ما أجدُكَ بجانبي ...

لا أستطيعُ إخباركْ يا عزيزي كمْ هدئ موجُ قلبي عندما أراكَ هُنا بجانبِي و تلتقي عينانا .. كمْ ساءَ يوميِ حينَ غاب طيفُكَ ..

كلماتُكَ كانتْ تُحيي الأمل في رمادِ قلبِّي !

أعلمُ أنّي بائسٌ مقيتٌ منطفئٌ في الكثيرِ من الأحيانِ ، لكنّ سُرعانَ ما أجدُكَ تُخبرنّي كيفَ لنجومِ السماءِ أن تنطفئ ...

أنا أعلمُ أنّي سيءٌ و لكنّكَ دائمًا ما تبحثُ عن الجميلِ بي و تتغاضى عن السيء ، ثمّ تتهجم و تخبرني هذا أنتَ جميلٌ ..

تُغمضُ عينيكَ عن جميعِ العيوبِ و كأنّكَ أعمى و ترىَ بكلّ قلبِك ما هو جميلْ ...!

لا أعلمُ لماذا يستحقُّ شخصٌ مثلي هبةً مثلَك ..


أعلمُ أنّي كنتُ مثالًا لصديقٍ مذبذبٍ مليءٌ بالخطايا و كُنتِ خيرَ مثالٍ لاحتواءِ ذبذبتي و العفو عن خطاياي..

أعلمُّ أنّ ضوضاءَ نفسي مُزعجة ، لكنّك لمْ تملّ يومًا منّي ...حاولتَ إقناعي أن ضوضائي موسيقى هادئة تستمتعُ بها ..

لمْ يتغيّر قلبُّكِ أبدًا ، دائمًا كأنّ مأوى حينَ ضربَ بردُ الدنيا آواصري ...

يجبُ أن أعترفَ لكَ الآن بشيءٍ حملتُهُ في قلبي طويلًا ..

أنا أُحبُّكَ يا صديقي من كلّ قلبّي .. لم أعرفْ ذلك اليوم بالتأكيد بل أحفظُه منذُ أنْ التقيتُكَ يا عزيزي و لكنْ لم أعي أنَ لمْ يُحبُّني أحدٌ مثلُكْ ..إلا بعدَ سنينٍ رأيتُ قلوبَ الكثيرِ و لمْ أرَ مثلَ قلبِكَ !

فللهِ الفضلُ منْهُ و المنّة أنّ قُسِمَ لي منّهُ قطعةٌ !

أن جعلنِي الله في قلبِكِ ..

جعلني بينَ ضلوعِكَ أسكن .. و بروحِكَ نتجاور ..

تأخرّت رسائلي على العلنِ .. و لكنّ كنتِ خيرَ داعمةِ و مثالْ لنصفِ الروحِ ، لمْ أشأ من الأصدقاءِ سوى مثلكِ ...

أذكُرُ و أحتفظُ بدفتري الصغيرِ الذي أهديتني بِه ..

أتذكرين ؟

مازلتُ أحتفظُ بِهِ .. ذاكَ الذي أهديتني بِه في أولى خطواتي في طريقِ الكتابة !

أنا اليومْ بعدَ وصولي لهذه المكانة و هذا المكانْ .. و بين هذه السطور التي قد يقرأها الآلاف من الناسِ أُخبرُكِ ..:"شُكرًا من القلبِ لكلِّ شيءٍ و لكلّ تفصيلةٍ بيننا " ... أُحبُّكِ بقدرِ ما شاءَ الرحمن لقلوبنا أن تتحاب ..

لا أُنكرُ أنّ دموعي لم أعد أستطيعُ كبحها ، سأذهبُ لأكفكفها عن وجهي .. و لكن ليس لأنّي انتهيت .. فلا نهايةِ لتسطيرِ ما بيننا ..

أنتِ دائمًا بقلبّي ..

أُحبُّك ..


مريم طه

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

❤️❤️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات مريم طه

تدوينات ذات صلة