أفتقدُكَ ..

شعورُ يُخالجني ، وددتُ لو تشاركوني بِه، هل أنا وحدي ؟من أفتقدُ الشعورَ ليس الوجود !

كاذبةٌ إن قلتُ لمْ أشتاق إليك ، لا أذكُرُ متى آخرَ مرةٍ لمْ أُفكرْ بكَ ..

تبدوُ الأيّامُ مُظلمةٌ بدونِكَ يا عزيزي، تتهادىَ روحيِ لذكراكَ تتقفى أثرًا كانَ في قلبي ..

لا يبدوُ على ملامحيِ كمْ أشتاقُ إليكَ ؟ ..، و لكنّ قلبي خاوٍ على عروشِه ، يتلّمسُ وجودكَ في كلّ شيء ..

و لكنّ إذا انقطعتِ السُبُّلُ و تراكمتْ

حتى أنّي اُفتقدُّ غيابكَ قبلَ وجودِكَ ..

يقتلنّي الحنينُ ..

سألنّي أحدهُمْ ذاتَ مرةٍ ، ما تعريفُ الفقدِ ؟

ارتعشتْ يداي و تلعثمت الكلماتُ و بلل العرقُ جبينيِ ، و تعالتْ ضرباتُ قلبي ..

و بدأتُ أهذي بـ :

الفقدُ لا يعني الموتَ بالضرورةِ ، بل أكثرُ الفقدِ آلمًا أن تفتقدَ حيًّا ..

أن تفتقدَ وجودَهُ .. كلماته و عينيهِ عندما تلتقي بعيني .. و ذراعيه حولّي ..

أن تفتقدَ لشعورٍ ما تجاهه ، كلهفةِ التلاقي و انتظارِ اللقاءِ ..

عزيزي أفتقدُكَ ، ليسَ فقدًا لرؤيتكَ أو شوقًا للقاءك ..

إنما أفتقدُ ذكرياتِنا ، أفتقدُ شعوري نحوكَ ، و لمعة عيني عند النظر إليك .. أفتقدُ وجودكَ في تلافيفِ قلبي ..

لا أفتقدُكَ فقدَ الغائبين ... إنما أفتقدُ وجودكَ الذي كنتُ ألمسهُ في غيابك ...

لما الآن أنت موجودٌ ، أراكَ ، تنظرْ لي و أنظرإليك ، ألمسُ يديكَ ،أُحادِثُكَ ، و لكن أفتقدكَ ..

أفتقدُ شيئًا ما كان بيننا ، لم يعد هناك ..

في عنفوانيةِ ما بيننا ضاعَ شيءٌ لم أدرِ بِه..، أبحثُ عنّه في كلّ مكانٍ ..

انتُزِعَ شيءٌ ما .. جعلنّي أفتقدُكَ بشدة ..

لا تدري كم أفتقدُكَ ، رُغمَ وجودِكَ !

أسوءُ ما يُسجنُ المرءُ داخِلهُ هو أن يفتقدَ شعورًا ما ، يُعيدُ إحياءَهُ كل ليلة .. ثمَ ينامُ يحلمُ بِهِ و يستيقظ صباحًا يبحث عنه ...

و لكنّهُ ذهبَ إلى الأبد ...