(قصة قصيرة لفتاة لفضتها الحياة خارج الزمن لأنها أعتادت الأعتياد إذا على ما يبدو أن الحياة لا تتقبل الأعتياد بل تمقته)

خرجت من مكتبي ذا الجدران الشفافة الشبه مظلم إلا من إنارة ممراتالمكاتب الخاوية من الموظفين، لم انتبه للوقت غرقت في كومت الأوراق وكل هذا العمل الروتيني، شعرت بشيء من الوحدة ومن ثم بدأ الخوف يتسلل داخلي، كل شيء صامت أنا من يحدث الضجيج حتى أنه بدأ يتسلل إلي الرعب من ضجيجي ،ثم أصبت بالإرتياب وأصبحت أسابق الزمن للنزول لمواقف السيارات في القبو ،توقفت أخذت أضحك على نفسي لا أدري لما كل هذا الخوف ، لا أحد يراقبني وليس هناك من يطاردني عجيب كيف يربط العقل أفلام الرعب في مواقف كهذه ، تشير الساعة ل9:30 ليلًا ركبت سيارتي ،وعند خروجي للشارع وكأن كل أثر للخوف بدأ يتلاش، تنفست الصعداء عندما رأيت الناس حولي ، شعور الوحدة شعور مخيف حقا عندما لا تسمع صوت غير صوت نفسك وكأنك في إناء فارغ كل ما يرتد هو صدى نفسك فيه ،أتوقف عند الإشارة ثم ألتف لليسار كل يوم نفس الطريق ، لما لا أسلك طريقًا أخرى أخرج من منطقة الراحة كما يقولون ، قررت أن أمر محل القهوة الذي يتحدث عنه أصدقائي ،غيرت الطريق ..شردت مع موسيقى في المذياع وفجأة توقفت الأغنية ثم تبعها تشويش .. أخذت أبحث عن قنوات أخرى الا أن كلها مشوشة أيضًا.أقفلت المذياع وحاولت التركيز على الطريق ، أصبح الطريق فجأة خاويا من المارة والسيارات شعرت بأني في آخر الليل لم تمر أي سيارة بجانبي من فترة ، كل المحلات مغلقة على جنبات الطريق ، غريب هل أخطأت الطريق رغم إني متأكدة بأن هذا الطريق هو الطريق المؤدي لمحل القهوة ، نظرت للمرآة الخلفية أتفقد الطريق خلفي فقد بدأ شعور الوحدة يتسلل لي وكأني على طريق سفر كل الطرقات خاوية من السيارات ، وفي طرفة عين أصبحت أمامي سيارة صغيرة سوداء تشبة سيارات لندن كاب ذات النوافذ الكبيرة لا أعرف كيف أصبحت أمامي فجأة ،ثم أخذت سرعتها تقل شيء فشيئا حتى تمكنت من اللحاق بها ، وأنا انظر لمقعد السائق رأيت أكثر شيء مخيف في حياتي هناك قبعة سوداء مدورة على مقعد السائق لا يوجد شيء غيرها لم أصدق عيناي ورغم خوفي الا أني استدرت مرة أخرى لنظر للسيارة للتأكد مما رأيت ، لم تكن هناك قبعة واحده كانت هناك قبعتين واحده على مقعد السائق والآخرى على مقعد الراكب في هذه الحالة إما أنني أحلم أو إني أصبت بالجنون ، نظرت للسيارة مرة أخرى بل حملقت لأتأكد مما شاهدت.ثم يا إلهي لقد أستدارت القبعات لي وكأنها تنظر إلي هل أثرت غضبها!؟ أخذ قلبي يدق خوفًا ، يا إلهي ما زالت تنظر إلي، نظرت لعداد السرعة لقد تجاوزت 180 دون أن أشعر حتى ما زالوا بجواري ، نظرت للساعة كانت تشيرل9:32 دقيقتان فحسب كيف يعقل ذلك ، ثم آتى أمامي مفترق طرق ، دارت مئة فكرة برأسي ولكن شعرت بارتياح فربما يسلكون الطريق الآخر زدت من سرعتي حتى لا يتمكنوا من اللحاق بي وفجأة خرج ضباب أمامي وكأني أمام جبال من السحب البيضاء غطى المكان تماما وكأني دخلت به دون أن أشعر ،الرؤية أصبحت معدومة حتى أن سيارتي أمتلأت بهذا الشيء الأبيض ، أوقفت السيارة أشعلت الأنوار العالية ، أخذت أرتعد خوفًا وبردًا هل سأموت كل ما كنت أريده هو كوب قهوة ، لم تأخرت في عملي اليوم ، لما لم أبالي وكنت مثل بقيت زملائي ، أرهق نفسي بكل شيء وكأن العالم سيتوقف عن العمل إن لم أعمل ، حتى أن كوب قهوة يجلب لي الكوارث وقبعات تقود السيارة لما يحدث ذلك لي ، سمعت صوتًا بجانب سيارتي ثم فتح باب مقعد السيارة ودخلت قبعة بجانبي رغبت بالصراخ حاولت فتح باب سيارتي لكنه لم يفتح حاولت وحاولت ثم تكلمت القبعة وقالت لا تحاولي لقد أقفلت الباب ، تجمدت في مكاني ، ثم شعرت بالباب الخلفي يفتح لقد كانت القبعة الأخرى دخل وأقفل الباب وقال : لقد قلت لك دعك منها فهي مضيعة للوقت ستدل طريقها في بعد آخر أو تنتقل لزمن آخر وتعود مجددًا هذا مصيرها دعك منها .. ثم ساد الصمت. تكلمت القبعة بجانبي شغلي السيارة، حاولت تمالك نفسي وشغلت السيارة ولكنها أبت وكأن خلل أصابها، صوت القبعة من الخلف يقول كما قلت لك سوف تنجرف مع التيار لن تستطيع مساعدتها هي اختارت ذلك.تحدث القبعة الذي بجانبي وقال: أعلم ذلك، وأعلم أيضا أنها لا تستحق ما سيجري لها، لا بأس بقليل من المساعدة لن نتأخر على كل حال..ثم تحركت القبعة وكأنها تنظر لي وقال: أتعلمين بأنه لو لم تتأخري في عملك اليوم ولو لم تقرري الذهاب لأخذ قهوة لما حدث كل هذا.قلت وأنا أكاد أبكي وألعن تلك الفكرة حول إنهاء عملي ولو كلفني أن إبقاء حبيسة المكتب وتلك القهوة !!، ما الذي فعلته لأستحق كل هذا وماذا سيحدث لي؟نظر للأمام وكأنه يتفحص شيء ما وقال نحن في المنطقة الرمادية حيث الوقت هنا لا يحتسب أنظري للساعة، نظرت للساعة كما هي 9:32 متوقفًا تماما ، ثم قال ستمضين هنا أعوام ثم ستعودين مرة أخرى ولكن الوقت سيتغير من حيث آتيت ربما يأخذ الأمر أعوام وربما قرون من يدري.قلت له: ما الذي فعلته لأستحق كل هذا؟ أرجوك ساعدني ما الذي يجب على فعله!؟تحركت السيارة وكأنها تسبح بطريقة ما ثم شعرت وكأني أطير من مقعدي ثم انطلق بسرعة عالية للأمام التصقت بالمقعد لم أستطع النظر لأن ضوء قويا يعمي عيناي، ثم هبطنا في موقف للسيارات أمام محل القهوة الذي كنت سأشتري منه ثم ألتفت لي وقال: تريدين شكري أشتري لي كوب قهوة، ثم سمعت القبعة من الخلف وهي تقول: أرجوك لست جادا بهذا!!ألتفت إليهما وقلت سأشتري القهوة خرجت من السيارة، أصبحت أنظر حولي كغريب أشتاق لوطنه، كل التفاصيل الصغيرة أصبحت تشدني الأصحاب وهم يضحكون مع بعضهم الأطفال يلعبون بانتظار أهاليهم، رائحة القهوة، صرير باب المحل الخشبي كل تلك الأشياء لم تكن بذلك الجمال كما الان، اشتريت القهوة وعدت للسيارة مازالا موجودين، حقا يريدان القهوة.تفضلا القهوة لم أر يدين ولكنهما أخذا القهوة، ثم سألت لما حدث ذلك لي، لما أنا بالتحديد، ثم ساد صمت مريب،قال لي صاحب القبعة بجانبي، أحقًا تريدين معرفة الأمر؟!أجبته بنعم قال عندها كل ما يحدث لنا يغيرنا بطريقة ما.وخرجا من السيارة ثم طرق نافذة السيارة وقال: استمتعي كل يوم بشيء جديد وقهوة جديدة من يدري ربما نصادف بعضًا مجددًا. نظرت للساعة أصبحت 9:40 لا أدري لما قررت يومها أن أستقبل من عملي وأبدا شيء جديد شيء يجعلني أشعر بالحياة كما الان.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميلة

إقرأ المزيد من تدوينات منال عبدالله

تدوينات ذات صلة