هل تأملت نفسك من قبل في المرآة أرجوك ...لا تفعل ذلك إلا عندما تكون مستعدا ...

أبدو ككل الفتيات في عمري أو هكذا أظن تخرجت من الجامعة وألتحقت بوظيفة كنت أتدرب فيها من قبل جعلني ذلك أبدو محظوظة حقا فقد اعجبوا بعملي وأرادو توظيفي أبدو كشخص غير مبالي لا شيءمهم لا أسرح شعري المجعد ولا أضع المكياج لا أشتري الملابس الغالية وربما كانت ملابسي ملونة أكثر من اللازم أحب الحياة لي أصدقاء غريبوا الأطوار أو ربما كنت أنا غريبة الأطوار أسمعهم يتحدثون عن الحب والغرام والساعات الطويلة على الهاتف وكيف يهتمون بمظهرهم بعناية فائقة يذهبون لحفلات كثيرا كنت اشعر بداخلي بان هناك شيء غريبا لم اكن مثلهم لم اقع في الحب قط لم أبالي حقيقة بأمر الحب ...مرت السنوات أنتابني هذا الشعور خلسة هناك شيء مفقود لم أفهمه لست راضية عن حياتي لم أعد أحب عملي ، أصدقائي لا يفهمونني أوأ نا لا أفهمهم لا أشعر بحقيقتهم هناك زيف دائما هناك قناع لما يجب أن يكون وما لا يجب حتى لو كان زائفا ،يحبون عذات الحب بل يعشقونها و كأنهم يتلذذون بها يعشقون الأغاني الحزينة يبدو وكأنهم يدورون في دائرة مغلقة مجوفة لا ترد غير صداهم فقط ومع ذلك يتمسكون بآخر قشة أصبحت الدكتورة النفسية لمعظمهم أسمع شكواهم واحاول أن أداري خيباتهم حتى انني لا أجرؤ على قول الحقيقة في وجوههم خوفا من ان ينبذوني كنت اعرف بأنهم يعرفون أنهم داخل كذبه وتضليل وتدليس لا يمكن أن يكون الحب بتلك الطريقة !!ولكن ما الجدوى من اخبارهم بذلك !!ثم شعرت مرة بوجوب قول الحقيقة تلك ويا إلهي على كمية الأزدراء والعتب التي تلقيتها بل أصبحت أحسدهم على ما هم عليه ثم من انا حتى أقول ذلك !!انتي لم تحبي قط !! هكذا اجابوني ويا لسخرية القدر أصبحت من صديقة لعدوة منافسة أختبأت حول ذاتي القاصر بالنسبة لهم وهم ذوات التجارب المتعددة المملوئة بالألم ، كان السؤال الذي يدور بعقلي هل هذا كل شيء هل هذه الحياة حقا هل هذه الحياة تحتوي شيء لم أراه . عمل أصدقاء وقاعون بالحب المحزن عملاء ثم منزل هذا كل شي ء حقيقة هل هذه الحياة وما تحتوي أصبحت أهمل نفسي أكل أي شيء بل أصبحت أدخن مع صديقات الحب الحزين لا شيء إنما أريد أن أجد شيء يشعل هذه الحياة كنت أتلذذ بمساعدة العملاء بل كنت أنغمس في مساعدتهم لا يخرج العميل الا وهو راضي تماما الرضى وربما قد تبدل حزنه فرحا وما يلبثوا الا أن يعود مرة آخرى ، ثم يخيم الواقع كل المحادثات التي تدور هي تدور عن الأزواج ،الأحباء أو عن الأطفال لا شيء آخر أشعر أحيانا وكأنني في عالما آخر عالم لا يمت للحقيقة بصلة شعرت بأنني مضطرة للعيش حتى أجد مخرجا تعب جسدي أصبحت أخرج كل شيء أكله ،وكأنني معترضة على هذه الحياة ، تهيج القولون شاي البابونج أصبح صديقي الحالي لاأكل الا به وأخيرا قدمة أستقالتي ،لا أعرف أين أذهب جلست بالمنزل أريد أن أجد حل لما أمر به العمل وبيئة التنافس الغريبة تلك الحياة التي لم أفك شيفرتها بعد ثم حدث شيء أخرج كل المسارات عن الطريق تقدم لي خاطب أتصلوا بأهلي وحددو أ موعد الخطبة ، كيف أرتبط وأنا لم اعرف بعد عن نفسي أي شيء أيتها الحياة لم أطلب الأرتباط ما الذ ي تفعلينه بي اكثر شخص كان متحمس لذلك هي والدتي لو أردت الزواج فهو من أجلها فقط حتى آراها مسرورة ، جاء الموعد وقفت امام المرآة ودعوني أخبركم بأني لم اقف لأواجهه نفسي قط امام المرآة كل ما أفعله هو ان أشبك شعري المجعد للخلف وأتأكد من أنني أبدو مرتبة كفاية ثم لا اعود لمشاهدتها أبدا ، ولكن في ذلك اليوم أخذت انظر لتلك الشاخصة أمامها لا أعرفها حقيقة لم اعرفها من انتي ؟! شعر أسود طويل مجعد عينان لوزيتين سوداء وجهه يبدو كمثلث، حاولت لمسني من خلالها وما ان أقتربت من المرآة حتى تحولت المرآة لشيء آخر تغير لونها للبنفسجي و أحدبة فجاة أبعدت يدي خوفا يا إلهي هل ما رأيته حقيقة لقد عادت كما كانت مرآة عادية هل بدات بالتخيل لم اهتم كثيرا لبست الفستان الذي دخلت أمي به نحوي في قمت سرورها و أبتسامتها التي شقت وجهها كفلق الصبح لبسته وشعرت بالبهجة ولو قليلا هناك شيء جديد حدث أتى الخاطب جلست بجواره بعد ان قدمت العصير تركونا سوية أول شعور اختبره أنه انسان عادي جدا رغم كل ما كان يشاع عنه بأنه وسيم جدا وذا شخصية جذابة هذا ما قلوه لي بنات عائلتنا بل شعرت وكأنه أخي وكأنني أعرفه منذ زمن بعيد لا عيب فيه غير أنه كثير الكلام عن نفسه يسالني أسئلة ربما لم أستطع أجابتها أبدا ، ثم جال هذا السؤال في بالي لماذا أنا ما المميز فيني حقا ليأتي لخطبتي أنتهاء اللقاء الذي لم أشعر بشيء حرك ساكنا في ، ثم توالت مكالماته يكلمني خمس مرات في اليوم يسألني عن كل شيء في بدأية الأمر هذا الشيء جعلني أشعر بشيء ما ولكن أصبح ذلك لا يطاق ولا اعرف لم شعرت بالأختناق أكثر أمتدت تلك الأتصالات لوقت طويل حتى أصبحت قصيرة وتحتوي على الكثير من الأسئلة ماذا تفعلين أين تذهبين وماذا يقرر هو ، لا شيء مهم تحدد ميعاد الزواج أصبح الأمر رسميا الا أنني كنت أدعوا الله في كل يوم أن يجنبني الضرر ويبعد عني الشر و أهله أحسست بأني أخدع نفسي حقا ها أنا أصبح شيء فشيء مثلهن ، كل من حولي مغيب أكلم خالاتي فيقولون لي بأنهم كلهم مروا بنفسي الشيء لم يحبوهم في بداية الأمر ولكنهم أحبوهم بعد العشرة وكانني لا أعلم بان حياتهم سعادة مؤقته وبؤس كثير وصديقاتي ذوات التجارب كانوا ينصحونني بشت النصائح ألبسي كذا و ضعي ذاك وأمشي هكذا وتكلمي وأغمزي بعينيك، وكأنني أعرف نفسي حتى أقلد شيء لا أعرفه وكأني أريد أنبات الحب بداخلي أنباتا ،أقترب موعد الزفاف ،وكل شيء يصرخ بداخلي ان لا أستجيب ولكن الحياة مليئة بالخوف كيف ترفض شيء لم تجربة لم تعرفه ، أصبح الأرق صديقا لي في يوما من الأيام اخبرني زوج المستقبل عن أنه يحب الشعر الناعم والمكياج الخفيف قررت ان أتعلم كيف أملس شعري المجعد وقفت أمام المرآة ثانية في همة وعزم أخذت أملسه بسشوار ثم اخذت نظرة للفستان الأبيض المعلق لم أنظر له بتفحص قط لا مشاعر حقيقة تجاهه هل كل الفتيات مثلي يا ترى ؟ ثم رجعت بنظراتي لشعري وبدات أملسة وما ان نظرت للمرآة حتى رأيت اكثر شيء مخيف في حياتي وكانني أرى عالم آخر متموج باللون البنفسجي غرفة آخر بها سرير كبير وطاولة كتب بجانبها وعجوز شعرها أبيض من الواضح لي بأنهامتعبة جدا كانت تنظر للجهة الآخرى ثم أستدارت برأسها لناحيتي ووقعت اعيوننا بأعيون بعضنا تنظر إلي ثم مدت يدها نحوي كأنها تعرفني دخلت أمي الغرفة فجاة أرتعدت ثم نظرت ناحية المرآة مرة آخرى واختفى كل شيء ، تلك الغرفة وتلك العجوز المسنة ، عادت تلك المرآة لما كانت عليه ، أنتفضت من مكاني لم أسمع حقا ما كانت تقوله أمي رغم صوتها العالي ثم خرجت واغلقت الباب خلفها وهي مقتنعة تماما بأن الحديث معي بلا فائدة جلست على كرسي التسريحة مرة آخرى غير مصدقة ما حدث لم أستطع النوم فقد قلبت تلك المرآة كثيرا لا شيء بقيت مستيقظة كل الأفكار على ما يبدو لا تجيب عن تساؤلي هل ما رأيته حلم ما ، مرت الأيام لم يحدث شيء إلى أن أيقنت بان عقلي اللاواعي يخيل لي أشياء ما فانا متخصصة في البرمجة لابد لي من معرفة ذلك لا شيء حقيقي لا شيء ، مرت الأيام وها هو يوم الزفاف قد حل لم أنم يومها كنت اتأمل كل شيء يخشوع تام وكأنني سارحل للأبد ضحكات امي وغضبها وكلام اخواتي وضحكاتهم حتى السخيف منها وقفت أمام المرآة للمرة الأخيرة وانا بفستاني الأبيض وطرحتي البيضاء لوحدي لم يعجبني المكياج ولا حتى تسريحة شعري أبدو كدمية نظرت لعيني هذه الفتاة مرة آخرى عيني السوداء التي تزينة الكحله والرموش الإصطناعية ثم شعرت بدموعي تتساقط ويا للهول كانت تتساقط ولا أعرف حتى لماذا ثم تداركت الأمر بسرعة بحثت عن المنديل لا أريد ان اخرب فرحتهم بي ولا حتى مكياجي ثم تبدلت المرآة مرة آخرى شعرت بذلك ، نفس الغرفة ،نفس السرير ، ولكن هذه المرة هناك جرة غاز أكسجين بجانبها وقناع اللأكسجين على صدرها نفس العجوز كانت تنظر بأتجاه المرآة وكأنها تنتظرني مرة آخرى مدة يدها لي لمست المرآة خرجت يدي للجهة الآخرى كالأفلام الغامضة بالضبط أخرجتها بسرعة خوفا وذعرا إنه يوم زفافي ما الذي أفعله ماذا لو فعلتها ولم أستطع العودة كالأفلام ، بدات العجوز تسعل سعال مخيف لم يكن احد بجانبها كانت تحاول أن تتكلم ولم افهم منها شيء مدت يدها لي وكانها لا تريدني أن اذهب حتى سقط قناع الأكسجين على الأرض ،الموقف يبدو بائسا أغمضت عيني في غضب لما لا أساعدها لا يبدو ان أحد معها كنت في صراع مع فكرة الخوف والخوف وحده سمعت صوت امي تناديي على هل أنتهيت ؟نظرت للباب ثم نظرت للعجوز أجبت امي بعد إلحاح منها نعم ثواني وسأخرج ... حملت فستاني الطويل الذي أكرهه أكثر من أي شيء آخر وذهبت ناحية الباب كان قلبي هناك لم أحمله معي صوت سعالها يزمجر في أذني هل يستطيع الأنسان كسر كل خوفه وغباءه دفعة واحدة كل هذه السنين ،رجعت مرة آخرى نحو المرآة مددت يدي بل دخلت بكلي أعلم أنني كسرت كل شيء الأن وانني أمضي في طريق بلا عودة لقد أخترت شيء أخيرا وبكامل وعيي شعرت بأنني اتنفس رغم أنذارات الخوف فيّ تبطء عمل رئتي وتسرع نبضات قلبي ، خرجت حيث كانت العجوز ، سقطت من تسريحتها لقد كان الفستان أكبر مني بل أنه لا يشبهني هو فقط للأستعراض ،خلعت طرحتي من شعري و هرعت للمرأة العجوز وضعت لها قناع التنفس وطمأنتها ووضعت رأسها على المخدة لترتاح هدأت انفاسها ثم فتحت عينيها ونظرت لي ،أمسكت بيدها المرتجفه المجعده القناع لتنزله رفضت ذلك ورجوتها ان تبقيه حتى تأخذ رأحتها أمسكت بيدي وكأنها تخبرني أنها أصبحت بخير ، ثم وضعت يديها على خدي و أخذت تطيل النظر وقالت :كم أنتي جميلة جدا ،تعلمين من أنا؟ قلت لها لا وكيف أعرفك نحن من عالمين مختلفين على ما يبدو !قالت عالما آخر ! لم أتجرىء قط ان انظر للمرآة مثلك لقد اخترت أن أتباع طريق الآخرين رغم ذاك الصوت الذي كان يهمس لي بأن لا أفعل ولكني اخترته و احزري ماذا تزوجت مثلك تماما وأنجبت وأصبحت جده ولم انظر للمرآة قط بل كنت اشعر بالخوف عندما آراها فلم تكن انا على الأطلاق كمية البؤس فيها مؤلم بل أصبحت أتجنبها لأنها ستخبرني بما اعرفه ورغم كل هذا الألم اخترت !لم اغير طريقي أبدا أتعلمين أنني ولمدة أربعين سنة عشت كما يعيشون الناس بالضبط لم أتعرف على نفسي اتعلميني بانني أحب السفر وأحب الثقافات الآخرى واحب مساعدة الناس واحب كل ما هو غريب ومختلف حتى أن الحب لم أتعرف عليه بعد في هذا العالم الذي يشبهه بعضه بعضا تمنيت امنية لو يرجع بي الزمن لأستقلت من عملي مبكرا وأوجدت عملي الخاص وسافرت حيث لم اسافر بعد وتعرفت على مختلف الثقافات وضربة بعرض الحائط كل من يقف بطريقي وقلت الحقيقة بوجوه صديقاتي بكل شجاعة و تركتهم سأرفض الخاطب الذي جاء ليخطبني في ذلك اليوم لو يعود الزمن سأنظر للمرآة جيد لن أخافني بعد الان لن أخاف هويتي وقوتي و أختياراتي ، همت بالجلوس وساعدتها لتجلس بصعوبة شديدة ثم قالت أنظري حولك هذه هي حياتي هذه الغرفة والكرسي المتحرك والأن أنضمت لي عبوة الغاز كصديقة ترافقني أتعلمين لقد تحدثت كثيرا جدا . قلت لها لا بأس حقا ثم وضعت يدها على خدي وقالت لقد كان شعرك المجعد جميلا ووجهك بدون مساحيق التجميل أجمل وملابسك الملونه لا بأس بها كنت ترين كل شيء بعين قلبك الذي لا يكذب عودي كما كنت أرجوك ، سألتها بستنكار بعد ما أبكتني و كيف تعرفين كل ذلك عني قالت : لأنني أنت ألا ترين ...



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات منال عبدالله

تدوينات ذات صلة