جميعنا نعلم أنه كلما زاد وعي الشعوب، كلما كان النظام فيها يحمي الجميع
منذ بداية هذه الجائحة و في كل مرة كان الرهان على وعي وثقافة والتزام المواطن الأردني هو المتصدر والغالب على المشهد العام، منذ آذار الماضي والتعويل على وعي و ثقافة المواطن ودرجة تقبله لفكرة الحجر الصحي المنزلي ومقدار تفهمه " لثقافة الحظر" ومدى التزامه بالتعليمات وحرصه على صحته ونفسه قبل حرص الحكومة عليه. ومع ذلك ما زال هنام الغير مقتنع بوجود المرض ، وما زال صاحب نظرية المؤامرة ينشر نظريته هنا وهناك و ما زال الغير ملتزم المشجع على عدم الالتزام، رغم أوامر الدفاع ورغم تغليظ العقوبات، كل ذلك بدا لنا غير ذلك الوعي المراهن عليه والالتزام المتوهم!
فبالرغم من هذا وذاك وخاصة بعد فتح جميع القطاعات والعودة الى الحياة ، فالمناخ العام و السواد الأعظم -وان بدا ملتزماً- فهو عكس ذلك ، والأقل منهم هو الملتزم المدرك لخطر فيروس كورونا المستجد،نعم ! ما زال الأغلب يخالف التعليمات، لا تباعد اجتماعي و لالبس كمامات ولا حتى تعقيم.. صالوا وجالوا هنا وهناك كالفئران بلا ضمير حتى اصبحت الحالات بالآلوف وان كنا لا نثق بقرار حكومي وان كنا سنلوم اجراءات هنا واخطاء هناك ، الا ان علينا الاعتراف أننا الكتلة الأكبر ، وعلينا الحمل و اللوم الأكبر، ى فما ان وقعت – الفأس بالرأس - ، كيف يمكن لنا حقاً ان نمييز الخبيث من الطيب، الملتزم حق الالتزام من المستهتر، والأناني، الذي يضع حياته وحياة الآخرين على حافة الهاوية ويودي بالمجتمع إلى التهلكة ، فمن المؤسف أن تكون حياتنا هي رهن تخلف بعض غير المبالين بالنتائج الوخيمة لعدم الالتزام.
فجميعنا نعلم أنه كلما زاد وعي الشعوب، كلما كان النظام فيها يحمي الجميع، وكلما انخفض الوعي، أصبح النظام امتيازا للبعض وعقاباً للبعض الآخر، فالشعوب التي لا تملك الوعي في هذه الأزمة يسهل اختراقها عبر هذا السلاح الفتاك الذي يسمى كورونا!
فلن يفيد نصف وعي أو نصف جهل ! فإما وعياً والتزاما كاملاً وإما جهلا كاملاً يودي بنا الى الهاوية بسبب عدو لا تقل أهمية محاربته عن أهمية محاربة فيروس كورونا، وربما يكون أكثر فتكاً من هذا الفيروس فهو ينشر المرض بيننا بخبث.
فالتعويل على الوعي والالتزام بالمسؤولية الشخصية في هذه الحالة لم يعد يجدي نفعا بلا ضمير، في زمن التخلف والأنانية المفرطة ، والشفافية والتعامل بحسن نية، لم يعد هو الحل في زمن حب النفس والانانية والخيانة وتدمير كل سياج وقائي بني خلال الفترة السابقة .
ومع وجود مقياس الجهل – وان قل أو ندر- خصوصاً في ما نراه من تصرفات لا مسؤولة، كشفت عن جهل وقسوة وعدم انتماء للوطن، ما وجب علينا حقا ، هو عدم التهاون والحزم الصارم مع هذه النوعية من بني البشر، وجبت العقوبة ووجبت الغرامات عليهم وتحمل المخالفين لكافة التكاليف المادية والضرر المعنوي والنفسي المسبب منهم للبقية الملتزمين ، ووجب علينا حقا ً البعد عنه كما الوباء كي يشعر كل من خالف بقساوة الجرم وذروة وصعوبة المرحلة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات