ظاهرة التنمر باختلاف أنواعها تشهد تفشيا كبيرا في المجتع في ظل نقص الوعي والادراك بمخاطر هذه الظاهرة.

أصبحت كلمة التنمر تتردد كثيرا في الآونة الأخيرة ليس لأنها ظاهرة وليدة اليوم أو مصطلح جديد بل لإنتشارها الكبير في مجتمعنا ليس بين الأطفال وكفى بل حتى بين الكبار،

ماهو التنمر؟ كيف أحمي نفسي وأطفالي منه؟ وكيف يمكن تطهير المجتمع من هذه الظاهرة؟

التنمر هو شكل من أشكال الإيذاء الذي يمارس على فرد أو مجموعة، وتتنوع أشكال التنمر لتشمل التنمر الجسدي أو التنمر اللفظي، ليتجلى في عدة أشكال من الأذى هي:

  • الأذى الجسدي من ضرب واعتداء، القوي يأكل الضعيف.
  • الأذى اللفظي كإطلاق الألقاب ومختلف الكلمات المسيئة.
  • الأذى النفسي بالإستقواء والترهيب والتسلط والتقليل من الشأن.
  • الأذى العاطفي من خلال الإحراج الدائم لشخص ونشر الشائعات حوله.

من منا لم يتعرض يوما للتنمر حتى متنمر المدرسة ذلك الذي في مخيلتك ربما يكون قد تعرض له يوما ولم لسنا نحن هم المتنمرون ولانعلم ذلك، العديد من الأفراد يقدمون على التنمر دون وعي منهم وقد يكونون من الذين يدعون للحد من ممارسة التنمر حتى، واذا واجهتهم بفعلهم هذا ينكرون ويدرجونه ضمن الصراحة والمزاح، شيء جميل ومضحك أن تنعت أحدهم بالقزم لقصر قامته أو أن ترحب بأحدهم قائل مرحبا لقد ازداد وزنك كثيرا يا صاح لماذا هذا؟ يجب أن تمارس الرياضة، وكأنه كان يأكل من طبقك أو ينتظر ملاحظاتك المبهرة هو يعشق بطنه الكبير"دعلته" فما دخلك أنت ! أخي رجاءا أحسن اختيار كلماتك وأحسن طريقة نصحك أو بلفظ أصح "قل خيرا أو اصمت"، أخي صديقي أبي وأمي لاتجعل انتقادك تنمرا غايتك نبيلة ولكن أحسن اختيار طريقتك أنا لست مجبرا أن أسمع عبارات الاهانة ولست مجبرا على ان أفضح أمام الناس تحت مسمى الانتقاد أو المزاح أو مهما كانت تسميته.


حمزة متسرب مدرسي لم يكمل حتى مرحلة الابتدائي يجلس أمام المتوسطة كل مساء رفقة مجموعة من الشباب لا يختلفون عنه، يستهدفون مجموعة معينة من التلاميذ وأولهم أيمن كان محبوبا عندهم لأنه لا يملك أخ أكبر منه مثل البقية يتعرضون له كل يوم تقريبا يسمع منهم أوسخ الكلام وينعت بأرذل الصفات، كان لقبه أيمن "فرماجة " أي أيمن جبنة بمعنى أيمن الطري الهش الرخو الضعيف لم يتوقف الأمر هنا بل كان حمزة يمد يده لوجه أيمن يتحسسه ويصرخ قائلا: طري ورطب أكثر من زينب "الكحلة "أي زينب السوداء، ويعلوا صوت ضحكهم المستفز أيمن يحاول الهرب منهم والوصول للمنزل بأسرع ما يمكنه فإذ هو قاوم وتكلم يتعرض للضرب لا محال حكم القوي على الضعيف، زينب في الجهة المقابلة منكمشة كان من الصعب أن تواري الدمع او تخفي ملامح الحزن فحتى بعض الفتيات ارتسمت على وجوههم تلك الابتسامة الساخرة، يعود كل من زينب وأيمن لمنزله والحزن يملئ فؤادهما يجعل كل منهما من العزلة ملجئ له ومن الوحدة رفيقا قل حديثهما وازداد خوفهم من التجمعات يوما بعد يوم، لا أعلم مالذي أدى بحمزة لهذه البقعة المظلمة ولا أجد تفسيرا لتصرفاته، هل هو فشله الدراسي؟ هل هي محاولة لاثبات نفسه أمام البقية؟ أم ندمه على تكاسله وتضييع تعليمه؟ أم انه مجرد شاب مراهق يحتاج لبعض النصح والمتابعة.استطاع أيمن وزينب تجاوز الأمر بفضل متابعة الأولياء ومراقبتهم، الحمد لله أن والديهما كانا ممن يهتم بكل جوانب أولاده ويراقبهم فلولى هذا لحصلنا على كتلتين من الجماد أجساد بلا روح فقدت طعم الحياة،بعد أعوام تخرج أيمن وزينب وكل منهما يعيش حياته بحلوها ومرها، حمزة يفتح باب مكتب في شركة كبيرة لاجراء مقابلة عمل بمجرد دخوله على أعضاء اللجنة يضحك أولهم ويبتسم آخرهم ويتكلم أوسطهم ألم تقرأ الاعلان أم تستهزئ بنا ! أنظر مالمكتوب هنا أم أنك لا تجيد القرائة؟ "ذوبنية جسدية تتناسب مع الوظيفة" هذا هو المكتوب اخربني هل رأيت يوما حارسا في شركة يملك بطنا مثل الذي تملك ! يخرج حمزة مطأطئ الرأس ويسمع ضحكاتهم تعلوا خلف الباب...

الكل معرض للتنمر كبيرا أم صغيرا كان لذلك اذا وقعنا فيه يجب ان لا يأثر فينا ونتجاوزه بكل بساطة ونعزز ثقتنا بأنفسنا ولا نعزل أنفسنا أبدا نتحدث مع المتنمر ولا نهابه ولا نسكت عن حقنا، وعلى كل أب وأم متابعة أطفالهم ومراقبتهم كن قريبا من أطفالك وصادقهم.

وفي الاخير حديثي لك أيها المتنمر تنمرك لن يرفع من مكانتك ولن ينقص من مكانة ضحاياك شيء تنمرك لن يمحي اخفاقاتك ولن يجعل منك أفضل شخص، راجع تصرفاتك أخي وصن لسانك.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بوركت أثرت موضوعا حساسا يجب التوسع فيه ، والالمام بجميع جوانبه ، شكرا جزيلا على مجهودك .

إقرأ المزيد من تدوينات بن قرين عبد الكريم

تدوينات ذات صلة