التحرش الجائحة الأكثر انتشارا، قصص قصيرة واقعية للاجابة عن تساؤلات تطرح في كل قضية تحرش.
التحرش الجنسي ظاهرة فتاكة بالمجتمع انتشرت انتشار النار في الهشيم لا يكاد يخلوا منها أي يمجتمع عربي الذي هو مسلم بالأساس مما يعني أننا مجتمع اسلامي بالإسم ليس إلا فهذه التصرفات من المفترض أن لا تتفشى بين المسلمين، لذا توجب البحث عن حل لهذه الأزمة ومن أجل هذا تطرح مجموعة من الأسئلة دائما، هل كبت الشباب هو سبب التحرش؟ هل تبرج النساء هو السبب؟ أم لا دخل للاثنين؟
دعوني أسرد لكم قصة كنت شاهدا على مجرياتها لنسميها " المرأة في الحافلة"
في نهاية يوم متعب مكتض بهموم الحياة اتجهت الى محطة الحافلات للعودة الى المنزل انتظرت قليلا قدمت الحافلة صعدت بشق الأنفس كانت مكتظة كالعادة انطلق السائق وكما يعلم الجميع وكأنه يسابق الزمن، بعد موقفين أوثلاثة وجدت مكان في مؤخرة الحافلة جلست وأبحرت في هاتفي أقرأ بعض الكلمات لأحد الكتاب، بعد عدة مواقف خلت المزيد من الأماكن تنهض امرأة في الأربعينات تغير مكانها وتجلس بصمت لم أعر ذلك أهمية كبيرة ولكن لاحظت أنها كانت تجلس بجوار أحد شائبي الرأس مؤكد أن عمره قد جاوز الستين، دقائق وأتى موزع التذاكر حين وصل لذلك الشائب نطقت تلك السيدة وسط هدوء الجميع قائلة: من المفروض أن يدفع ضعف الثمن جزاء أفعاله، لم يفهم أحد جرم الشائب أو سبب ذلك الكلام يبتسم جامع التذاكر معها وينظر للشائب دون أن يتكلم أي منهما لتضيف السيدة: إنه لا يستحي وقالت بالحرف الواحد "الشيب والعيب" حينها أغلقت هاتفي وأدركت انه تحرش بها، اقترب منها جامع التذاكر وسألها ما الذي حدث؟ تجيب قائلة: أنا جالسة بجواره وهو يتحسسني ويتلمسني بيده، وما يلفت الانتباه أن تلك السيدة لم تكن متبرجة ترتدي لبس محتشم مستتر، يقف الشائب مع توقف الحافلة يتجه مسرعا للباب ويقفز حتى دون توقف الحافلة نهائيا ويلحقه وابل من الشتائم والصفات البالية من السيدة، ذهب مطئطئ الرأس مذلولا، تواصل السيدة الحديث مخاطبة الجمع: أعمل مع شباب صغار ولم تخرج من أحهم كلمة سيئة حتى، يهدؤها أحدهم فتجيبه بكلمات أعجبتني قالت: يجب أن أوقفه عند حده وأذله أمام الجميع لعله يتوب الى خالقه، وهذا ما على كل فتاة وقعت في نفس الموقف أن تفعله كوني قوية وواجهي المعتدي ستكونين الرابحة لا محال لا تدعيه يتمادى ويراكي قطعة لحم جاهزة للأكل.
بهذه القصة نجيب عن أسئلتنا فلا تبرج المرأة ولباسها السبب ولا طيش وكبت الشباب السبب.
ما يلفت الإنتباه أن الجميع تحدث عن تحرش الذكر بالأنثى والتحرش بالأطفال ولم يسبق أن صادفت يوما أحد تحدث عن تحرش الأنثى بالرجل أم أن هذا غير موجود !؟
أليس مخاطبتي باستعمال ايحائات جنسية تحرش؟ أليس السير بتمايل وضحكات متعالية مثيرة تحرش؟ أليس ارتداء لباس يظهر أكثر من ما يخفي تحرش؟
حسنا حسنا هذا رأيي فقط لا تهاجموني فورا دعوني أسرد لكم قصة أخرى تحت نفس العنوان " المرأة في الحافلة"
قصة الشاب أحمد الفتى المهذب الخلوق جميل المظهر مفتول العظلات صاحب الأعين الخضراء، استقل الحافلة جلس بجوار النافذة يتأمل هاتفه ويجول من موقع لآخر ليتفاجئ بشابة في أواخر العشرين تضع من الزينة وترتدي من الثياب ما يؤهلها للتوجه مباشرة لحضور حفل زفاف، جلست بجواره على الرغم من توفر عدة أماكن شاغرة، أسند أحمد رأسه على النافذة وجمع أرجله معا وحاول الابتعاد عنها بكل الطرق ليترك لها المجال والحرية في المقعد بمجرد انطلاق الحافلة حتى أحس بها تتقدم نحوه أكثر فأكثر حتى التسقت رجلها برجله ويدها فوق فخذه تقريبا، كان يضم يديه الى صدره ويحاول الابتعاد أعتذر منكم ولكنها واصلت الإقتراب حتى شعر بصدرها يلامس يده وهي تتحرك كأنها تفرك جسمها بجسمه عمدا، تملك الرعب أحمد المسكين في تلك اللحظة وأصبحت يداه ترتجف سحب يده بسرعة واستأذنها للمرور وغير مكانه، طوال الطريق وهي تنظر اليه وتبتسم ابتسامة شر وسخرية بكل تأكيد أنها كانت تقول في داخلها انه عاجز أو مخنث فهذا ما يتبادر في ذهن الجميع مباشرة حين ترفض وتتصدى لاحداهن في مجتمعي، هذا لن يعتبر تحرش منهن وحتى لو تكلمت لن تسلم من اتهامات المجتمع أوينقلب عليك الأمر فتصبح أنت المتهم وهي الضحية.
المتحرش مريض نفسي لا حجة له لا تقاوم التحرش بالتجاهل فذلك يجعل من المتحرش يظن أنه علامة رضا وقبول قاوم وواجه ولا تستسلم
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات