هُنا حَيث الأحداث العالمية سُبلٌ مِن سُبل الدّعوَة إلى الله، وطرقٌ مُيسّرة لنشرِ سَماحَة الإسلام وهَدم ما يصنعه أعداؤه

في كُل قَلبٍ نابِض روحٌ تَدعو إلى الله!


فبالأخلاقِ يَدعو المُسلمُ لسَماحَة دينِه، ويُشير دونَ صَوتٍ لحديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ".

وبِسماحَة الوجه، ولين التّعامل تحكي عَينيكَ حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ".

ثُم إنطلاقًا مِن توجيه رَسولِ الله صلى الله عليه وسلّم: "بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً ... "، تَجِد الخَطيبَ يُذكّر النّاسَ على المَنابِر، والعالِم يشُدّ المُجتمع قوّة بتزايُد حِلق العِلم، وأهلُ القُرآن يُبلّغونَ عِظَم آياتِ الله بجليلِ أصواتِهم.

وهُناك تَجد صاحِب هِمّة علاه هَمّ الدّعوَة فَيسعَى بالمُتاح عِلمًا ومَعرفَة، يكون في مُحيطه شُعلَة نور، يُذكّر بالله حُبّا، ويُذكّر بالله تَرغيبًا وتَرهيبًا.

فالدّعوَة إلى الله نَسيمٌ يَحمِله الرّيح، لا تُوقفه اختِلافُ الفُصول، ولا تُحدّ من بلوغِه تَقلّب أحوال السّياسَة!

وأهلُ الدّعوَة أهلٌ أوفياء، تَجدهُم حاضِرينَ في منصاتِهم الاجتماعيَة، متألقينَ في مَدارسهِم وجامِعاتِهم، مُشارٌ لهمّتهِم في أعمالِهم وأشغالِهم، ويخلقونَ للدعوَة طُرقًا فريدَةً لتكونَ حاضِرَةً في السّياسَة والرّياضَة والسّياحَة!.


هذا نبيّ الله يُوسف عَليه السّلام يرسُم للدُعاة مِنهاجَ الدّعوَة، والإصرار عَلى تبليغها رُغم الظّروف، فكانَت سبيلَه في ظُلمَة السّجن، تَسريةً له مِن الظُلم والابتِلاء، وبقيَت حاضِرَةً في جوارِه مَع المَسجونِ والسَجان والحاكِم.

وهذا خاتَمُ النّبوّة صلى الله عليه وسلّم كانَ حَريصًا على اغتِنامِ فُرص اجتِماعِ قَومِه ليدعوهُم، فيتنقّل صَلى الله عليه وسلّم بينَ الحَجيج داعياً، يُشهِر في كُل حدثٍ عظيم الإسلام؛ فلا يُضيّع موسِم عُكاظ ومجنّة وذي المَجاز فيسعى داعيًا إلى الله!


وَما أشبَه الأمسَ باليَوم، ونَحنُ على أعتابِ أبوابٍ عالميّة، تَتوجّه أنظار العالَم لكأسِ شعوبِ الأرض، يتوافَدُ النّاس باختِلاف ألوانِهم ولُغاتِهم وعَقائِدهِم نحوَ بلدٍ عربيٍ مُسلِم يستَضيف هذه البطولَة في قَطر، حيثُ مُتعَة الرّياضَة والمُنافسَة حاضِرة، وثَوابُت الأمّة وسَماحَة الدّين والدّعوَة إلى الله تُعرضَ عَلى النّاس.


مِن هُنا فإن هذا الحَدث العالميّ مَنصّةٌ لما يَعرضِهُ أهلُه وحاضريه ومُتفرّجيه مِن جميلِ دعوتهِم صَمتًا ونُطقًا، يشتركُ فيه الدّول والحُكومات والوزارات والأفراد، كُلٌ بحسبِ جُهدِه وطاقَته بما فَضّل الله بِه عليهِم.

فَما كانَ في هذه البُطولَة مِن خَيرٍ ودَعوَة وأجر فاللهُم بارِك فيه، واجزِ فاعِله خَير الجَزاء، وما كان فيها غير ذلك فاللهُمّ إنا نبرأ إليك من شَرّه ونسألكَ المَغفرة والرّحمَة والسّداد.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات جعفر فوارس || شيء يعتقله عقلي

تدوينات ذات صلة