هُنا حيثُ اليَد التي لا تُفلتك، والرّوح التي تلتفّ حولَك وإن اغتَربتَ، والقَلبُ النّابِضُ بالدّعوات التي لا تَخبو
هوَ يومٌ كباقي الأيام، يرى فيه مُجتِهدُ البرّ بأمّه أنها عيدُ يومِه، ووجها إشراقُ شَمسِه، وصوتها تكبيراتُ هذا العيد وفرحَتُه، فيتوضّأ بطُهر قَلبِها ليستقبِل عينيها، ويُصلي صَلاةً يرضى بها قلبُها بأن تراه مُستقيمًا في دُروب الحَياة، ويتزاحَمُ أبوابَ المَساجِد، ويَطيبُ أثره على ألسِنَة الذّاكرين!
هوَ يومٌ كباقي الأيام، تُقدّم فيهِ هَدايا الوَرَق، وتُقطَف لأجلِه باقاتُ الوَرد، ويُحتَفى فيه بالأمّ، فتحوّل الأمّ الهَديّة لِهدايا القُلوب التي بِها تستِقرّ الأرواح، وتزرَع الوردَ ليشمَلَ شذاه كُل ذائِق، فتعودَ مدينًا لها بعد كُل عطاء، ومَسبوقًا بعد كُل مُحاولة سَبق!
هوَ يومٌ كباقي الأيام، تَبحَثُ فيه الأمّ عَن الهَدايا فيكَ لا مِنك، فَتنتَظر مِنك دَوامَ البِرّ لا مُناسباتِه، وتُهيءُ قَلبَها عَلى مَقاسِ أحلامِك فَتدعو لترى لَمعَة عَينيكَ بتحقيقِها، تراها تَحتَفِي بالوَطنِ في ذِكرى الكَرامَة لترى فيكَ ثَمرَة جُهد بأن تَكونَ مِن جيل يُعيدُ للأمّة كَرامتها بإصلاح نَفسه ومُجتَمعِه.
هوَ يومٌ كباقي الأيام، الأمّ فيه أمانِي وامتِناني ومُنيتي.
هوَ يومٌ كباقي الأيام، الأمّ فيه أمَامي وإمَامي وأُمّتي.
هوَ يومٌ كباقي الأيام، الأمّ فيه نورِ العينِ وتاج الرّأس وباب الجَنّة.
هوَ يومٌ كباقي الأيام، نكرّر فيه البَديهيّات بأنّك لَن تَبلغ البرّ بأمّك إلا إذا صَرتَ أمًّا لَها!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات