جُودٌ مِنَ المَوجُود بِرائِحَةِ العُود يَضبِط الحُدود؛


بِسْمِ اللهِ الإِلَه نَبْدَأ، وبِإذنِ رَبِّ الأنبِيَاءِ لَنْ نَصدَأ، ربُّ الذُرِيَّة؛ ذُكوراً وإِنَاثاً مِن البَشرِيَّة، أزوَاجاً عِشَريَّة، شُعوبَاً وقَبائِلَ بِكْرِيَّة، كَمْ عَظِيمَةٌ هِيَ الهَدِيَّة، حَياةٌ مَهدِيَّة، مُجتَمِعينَ بِرفقَةِ القَهوةِ والتَمرِيَّة، بُيوتٌ عَربِيَّة، عَاداتٌ وتَقالِيد أبِيَّة، فِيها تَسامُحِ الإسلامِ واليَهودِيَّة، نَبضُ حَياةٍ ولَيسَت كالعَادِيَّة، تَفاصِيلُهَا تَفاصِيلٌ مَعنِيَّة، تَملأ القُلوبَ السَويَّة، يَا لهَا مِن إبرَاهِيميَّاتٍ هنَيَّة.


هُنَا سَيَخسَأُ الكَائِد، سَيُوَاجِهُهُ رضِيعاً صَائِدٌ، لَمْ يَأبَه بِمكيَال سَائِد، طِفلٌ كَصُلبِ الحَدائِد، طِفلةٌ تَمِيلُ عَلى والِدهَا الرَّاشِد ذو الفَوائِد، لَا مَكان للمَارِد، مُتَّكِئينَ جَمِيعُهم عَلى الوسَائِد، بِالجِوَار؛ شَائِبٌ مُنشغِلٌ بِجمعِ العَوائِد، وأمَّا الشَّيخ؛ فهُو مِن المَسجِد الأنِيسِ عائِد، قَد ألقَى التَحيَّة عَلى مَن فِي الكَنِيس مِن أهلِ العَقائِد، وللأجرِ هُو زِائد، هُنَاك؛ فِي صَالةِ الجُلوس الكَثِيرَ مِن القَلائِد، شَاشةُ تِلفازٍ كَبيرَة وعَلى الجِدار لهَا سَانِد، يُحِيطُها الكَثِيرُ مِن الأخبَارِ عَلى هيئَة جَرائِد، أطبَاقٌ مِن كُلّ المَوائِد والعصَائِد، لَا زَوائِد؛ الجَمِيع يَتربَّصُ الحَصائِد، نَعلَمُ كَم لنَا مِن الحَقائِد، لا يَهُمُّنَا لأنَّ الوَطن هُو الرَّائِد، وطنٌ؛ لَهُ مِنَ القِمَمِ والقَامَات بِوجهِ الشَدائِد، نَتغنَّى بِه ونَتلُو القَصائِد، نَفدِي بِأرواحِنا الأرضَ والقَائِد.


دَعونَا نُغيَّر الألفَبائِيَّة لِلعَمارِ والإِعْمَار، أمُفتَرق الطُرقِ إختِبَار؟ أمْ هُوَ حُسنُ الإختِيَار؟ لنَرى الإعتِبَار وبِكُلّ إختِصَار، وكَما نَقُولُها بِالعاميَّة السَاميَّة شُو صَار؟


كَمْ غَرِيبٌ أمرُكَ يَا سلاَفكُو يَا سِمسَار! أنتَ مَن أدَار خُبثَه عَلى حُمَاة الدَّارِ وأهلِ الدِيَار، كَانَت كالمَدار، دُخَّانٌ بِلا نَار، أشَعرت بِالنَّقصِ أمَامَ الصُقورِ الثوَّار؟ أنسِيتَ أنَّنا عِندَ الجَارةِ أم الأقطَار؟ ألَم يَكفِيك الإخطَار مِنَ الشَّارةِ والأشجَار؟ ألَم تَسمَع أنَّنا نَضرِب الأمثِلَة فِي آذار؟ لِمَا هَذا الإستِعجَال بِالقَرار؟ أكانَت بَعضاً مِن الأعرَاض الجَانِبيَّة مِن مُنشّطاتِ الحِمار؟ أمْ خَلعَ البِيزُو عَن عقلِك الأزرَار؟ يَا لِلعَار، يا لِلعَار.


سَتشعُر يَوماً بِذاكَ الحِصَار، ليسَ بِالمَلاعِب ولَا بِجوار شَاشاتِ الڤَار، بَل عَلى شَاشَةِ الأخبَار، مُراسِلٌ مِن الأغيَار، أنتَ بِالجِوار تَسأَل شُو صَار؟ لَا عقلَ لديكَ لأنَّه طَار، نَحن نَقرأُ الأسفَارُ يَا هذا ولا نُنجِّم الأَعمَار، بَل كمَا تُدين تُدَان عظِيمَة الأقدَار، فالسَّوابِق تَشهَدُ لكَ مِن بينِ الأوكَار، لِما العَداوة مَع أحبَّةِ الأقدَار؟ لَا نُرِيد أعذَار، فَالصُّقورُ لا تُقهَر ولا تَنهَار، مَهمَا صَار، سَنردُّ الإعتِبار يَوماً فلتَتحمَّل الأوزَار.


أمَّا أنتَ يَا إبنَ السَامبُو؛ إرتَكبتَ الأخطَاء ونَسِيت البَامبُو، مَا السَّبب؟ أكَان البَاستِيل أم وجبَة الجَامبُو؟ لنْ تَتردَّد كمَا غيرُكَ مِمَّن يَكرَه الشَّامبُو، أعلَمُ أنَّ وارسُو ردَّدَت لَك يَا رامبُو، سنُواصِل يَا بِرمبُو، ستَرحَل عائِداً مَع أهلَ الرِينبُو، بَشرٌ نَحنُ بِألقَابِنَا لَا مَكائِنَ ولا تِيربُو، سَتُعرقِلُك الخَطيَّة حتَّى لو هَربتَ على كولومبُو.


وأخيراً؛ قبلَ تودِيع الجَارة وعَلى عتبَةِ البَاب، هوَ مايكل؛ صاحِب الإحتِسَاب والإكتِسَاب، لَا عِتاب، لرُبَّمَا الأسبَاب؛ نَقصٌ فِي بَعضِ الأدوِيَة مِن شَارع الضَبَاب، أو تَناولُ وجبةٍ تُشبِه الكَبَاب، أنسِيتَ أنَّ هُناكَ مَن قَدِمَ مَعَك بِلا آدَاب؟ يَا للعظَمَة كَم دفَن غُرورَك ذلِك الهَدفُ الجَذَّاب، نَحنٌ عَربٌ؛ ليسَ كمَن غَاب، لا فرقَ لدَينَا عِند دفعِ الحِسَاب، وعَلى أرضِنَا كُلّ التِرحَاب، إِحتَرِم تُحتَرَم ومَا لِلدعوَةِ أيّ أسبَاب، نأسَف عليكُم مِن هذَا الهِباب، ستَخِيب آمالُكم ذِهَاب وإيَّاب.


أعتَذِر عَن هَذا الصَّخبِ يَا أصحَاب، فأنَا مِنَ الأعرَابِ ومُحبّي التُرَاب، أعشَقُ البَدويَّة ذاتَ الأنسَاب، أتَرقَّبُ السَّحَاب، أتَعلَّم الكثِير مِن السَّراب، هِوايَتِي كُلَّ مَا لَذَّ وطَاب، فِي أسنَانِي إثنَيْنِ مِن الأنيَاب، لا أهَابُ زَئِيرَ الذِئَاب، أتسَاءل عَن كُثرَةِ الشُهبَ والشِّهَاب؟ أهِي طَبِيعةٌ أمْ بِسبَبِ بَالٍ مُصَاب؟ مَا بَالُ المَخابِيل عَلى الحِجَاب والنِقَاب؟ أيَعلمون أنَّه لَا يُزعِجُنَا نِبَاحُ الكِلاب؟ فَالحُرَّة والحُرِيَّة لهَا أصحَاب، نَحنُ أهلُ الكِتاب يَا مَن خَاب، مَا رأيُكم بِبعضِ الإعرَاب؟ نَحن العَربِيَّةُ والعِبريَّة فِي كُلِّ خِطَاب، الضَمُّ والجَمْعُ خَواتِمُنَا ويَا لنَا مِن أربَاب، نُقطَة تُنهِي سَطراً والإعتِراض مَصيرُه السِّكرَاب.


هُنَا الحُب والحَياة؛ هُنَا السِّلمُ والسَّلام، هُنا بَدأَت وكيفَ ستَبدو، هُنا تَطِيرُ اليَمامَة، هُنَا السَّلامَة والقِيَامَة.

هُنا؛ تِلاوَة الجُمعَة الجَامِعَة، تَراتِيلُ السَبْتِ بِنجمَتِها السَّاطِعَة، وأمَّا الأحَد؛ فَلهَا ولِصلاتِها السَّماءُ سَامِعَة.

هُنَا أرضُ العَرب، حَركَاتُ الطَرب، حُروف العَجَب، نُقاط الذَهب، عِقاب مَن نَهب، الحَلِيمة مِن كُلِّ غَضَبٍ وعتَب.



نختمها بِكُلّ أدَب، عسَاكُم سَالمِين مِن أخلاَق أبُو لَهبْ.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة