عن وصفها بكاءها.

تضمي والحياة ونمضي معها دروب لا نعلم نهايتها، وبكل طريق نسلكه تسكب دموعنا عبثًا

عن وصفها بكاءها..

قالت مره انها لا تبكي او بالأحرى لا تستطيع البكاء حتى بأصعب أصعب المواقف،، قد يصفها البعض بالمتبلده او العديمة المشاعر او أياً من هذه العباراتالجارحة التي تعبر عن خلوّها من المشاعر والأحاسيس، تقول دوماً حينما يسألها احد لماذا لا تبكين ان كنت حقاً تتأثرين تقول بأنه اخبرها الطبيب انّ جفافٌاصاب عيناها.

ولكن بداخلها ليس ذلك السبب، هي لا تبكي فعلاً وحتى لو ارادت البكاء بينها وبين نفسها، انها احياناً تتمنى البكاء نعم تتمناه وقد وصل بها الحد انها ترغببالبكاء لأنها لا تستطيع ان تبكي..

"تقول: انّ السبب يعود الى تلك اللحظة التي كاللعنه! وذلك السبب الذي جعلها فتاة غير قابلة لذرف الدموع.

كان السبب الذي دائماً ما يجعلها تبكي وتبكي وتبكي الى ان ينتهي ليلها كله بكاء، ذلك السبب الذي لطالما ابكاها ولطالما جعلها ضعيفة هشه كل داخلهايرجف، يصرخ، ينزف، يبكي..!

كانت تبكي كل يوم وكل ليلة، كانت ضعيفة مكسورة خائفة..

كانت انسانة داخلها لا يحتمل الحزن داخلها رقيق جدًا يبكي ويذرف الدموع دائماً.

تقول: انّ بكاءها كان دائماً بينها وبين نفسها وانها مستحيل تبكي امام احد. وحين تبكي أمام اي شخص توبخ دموعها ليلاً.

أتت تلك اللحظة التي وقفت بها امام نفسها وعاهدتها بأنها لن تذرف دمعة ولن تبكي يوماً ولن تسمح لنفسها انّ تضعف امام هذا السبب،، عاهدت نفسها انهاسوف تكون "فتاة أخرى" حينها فقط صارعت دموعها كل ليلة..

تقول: تعبت كل ليلة وانا امنع دموعي جاهدت مراراً لكي لا ابكي، في تلك اللحظة كانت عيناي مليئة جدًا بدموع وقلبي حزينٌ جدًا ووحيد، شهقة البكاء تخنّقُحنجرتي خنّق، داخلي يصرخ!! هل تعلم معنى ان كلكَ يصرخ يطلب النجاة وتريد البكاء بكل قوتك وتمنع ذلك!!!

حينها مسكت تلك الدموع وحلفت انني لن اجعلها تذرف..

ولم ابكي بتلك اللحظة..

اكثر لحظة اردت ان ابكي، اكثر لحظة كان داخلي يصرخ فيها وكان كل مابي يبكي.. إلا عيناي.

بقيت تلك الشهقة بحنجرتي الى هذا اليوم. وانا الى هذا اليوم لا استطيع البكاء."

تقول: بعد ذلك اليوم اصبح داخلي كالمقبرة.. مقبرة للحزن والآلام والخوف والضعف.

لم اسمح لنفسي ان اكون غير فتاة قوية مهما كلفني الأمر، وهذا الذي جعلني فتاة غير قابلة لذرف الدموع فتاة اخرى اطلاقاً عن التي كنتها.