لا يمكن لاي لغوي ومهتم بالأدب والنحو والبلاغة، الا يقرأ للزمخشري كما لا يمكن -كما أشرت- تجاوز سيبويه الذي سبقه.

يُعتبر سيبَويه [عمرو بن عثمان -أبو بشر-] أكبر نحوي، بل صانعُ علمه في اللغة العربية. فارسي وُلد في بيضا بإيران بالقرن الثامن ميلادي ولم يُعمّر طويلاً.

▪سيبَويه باللغة الفارسية تعني "رائحة التفاح". فقد أسمتهُ والدته كذلك، لمقارنته برائحة أزهار التفاح. ومنذ ذلك الحين ، أصبح هذا لقبهُ، واسم عائلته في نفس الوقت.

كل من يريد أن يتعلم لسان العرب عليه أن يلتقي بهذا الإسم، فقد كان مُحيطاً بكل ما يتعلق بقواعد النحو، وأستاذاً لا يشق له غُبار في مدرسة البصرة أو مدرسة الكوفة.

أسلوبه وقواعده التشكيلية كانت تعد استثناءً.

▪عندما كان طفلاً ، غادر سيبويه وطنه ”بلاد فارس“ ليستقر في البصرة بالعراق ، وكانت إحدى عواصم الثقافة الكلاسيكية.

وهناك درس اللغة العربية، وقواعدها، متفوقًا على أساتذته في دراسة القرآن الكريم، ودراسة كل الأعمال الأدبية العظيمة منذ عصور ما قبل الإسلام.

فقد كان حمّاد، المؤرخ الشهير للغة العربية، وقبله الخليل بن أحمد [المبرمج للمقاييس والقواعد العربية] معلميه الرئيسيين في فن الجمع بين القواعد المنطقية للغة.

📖 سريعاً ما أثار سيبَويه ضجة كبيرة بين أقرانه، وأصبح قائد المدرسة النحوية الشهيرة في البصرة.

بعد كثرة الأخطاء في الرسائل، وملاحظته للشاب الذي يُحدث ثورة في اللسان، خاطب الخليفة العباسي القوم غاضباً "تعلموا اللغة العربية من الفُـرس!"

📚 جمع طُلاب سيبَويه فصول تعاليمه، فاشتهر نطق اكلمة "كتاب" بين العلماء على كتابين، القرآن الكريم، أو عمل سيبويه.

🕯 كان سيبويه ك”عالم منطقي في اللغة“ قد تعهد بتدوين القواعد النحوية للغة، وبالتالي عمل على حذف بعض ما كان موثوقًا في التعبير الأدبي، وكمثال. أجاز استعمال الهاء الساكنة، [عِ/عِه]، [المدرسة/المدرسه].

💡وبفضله، انفتحت مدينة البصرة لمنافسة لمدرسة الكوفة على أفكار جديدة في النحو، لا سيما تلك التي نقلها المعتزلة لمستوى أرقى، وأشهرهم المعروف بـ


[جار الله الزمخشري].

رغم تمسكه بمذهب الاعتزال، إلا ان كتبه ماتزال مصدرا عند كل المسلمين، خاصة في اللغة العربية، وهو الذي كان أستاذا فيها، وصنف فيها التصانيف، واستعملها في تفسير القران في كتابه الكشاف، على ما فيه من أخطاء كان قد صوّبها العلماء.


🔸على عكس معظم علماء المعتزلة، لم تُرد المذاهب والفرق الاسلامية التخلي عن الأخذ باجتهادات ”جار الله“ محمود الزمخشري، فقد صنّف في اللغة والنحو على سبيل المثال: المفصل في صنعة الاعراب، والمفرد المؤلف، والكتاب الضخم في عدّة مجلّدات ”أساس البلاغة“.


▪فقد كان إماما في التفسير وفي النحو وفي الأدب والبيان والفلسفه والكلام والشعر، و لُقّب بجار الله لبقائه أمام الكعبة لمدة طويلة.


🔸أبو القاسم الزمخشري فارسي المنشأ، ولد بزمخشر سنة 1074 م، ورحل الى بخارى لطلب العلم ثم الى بغداد.

كبر وهو عاشق للغة العربية، فقد قسم علوم البلاغة الى بيان ومعاني، وأضاف لها البديع، وقد ألّف معجماً لغويّاً مرتبا على الحروف الهجائية.


↩ ذكر غير عالم بأنه أفضل وأعلم فضلاء العجم بالعربية في زمانه، بعد سيبويه.

وقد كان جار الله أعرجا، يمشي في رجل من خشب، أي أنه كان مبتور القدم.

وكان يأخذ تارة بالمذهب الحنفي، وتارة أخرى بالمذهب الشافعي.


📌كان رجلا تقيا متدينا، متواضعا لطيفا، قاسيا على مخالفيه من المعتزلة والمتصوفّة، محبا للعربية وأهلها.

ويقول عن نفسه:


تراني في علم المنزل عالما

وما أنا في علم الاحاديث راسخا

فلي للسُنة البيضاء في مناهج

ويبغي كتاب الله في المعارفا

وما أنا من علم الديانات عاطلا

في أحسن خلي لم يزن لي شانفا

وما للغايات العربي مثلي مقوم

أبا كل ندب متقن أن يخالفا


كان الزمخشري بَصري النزعة في النحو العربي،

📍يمكنكم البحث في (اهم معالم النحو البصري لفهم الانواع) فقد كان يعتمد على منهج سيبويه ومتابعته لآرائه.


📎لا يمكن لاي لغوي ومهتم بالأدب والنحو والبلاغة، الا يقرأ للزمخشري كما لا يمكن -كما أشرت- تجاوز سيبويه الذي سبقه.


توفي في غرغانج سنه 1143م، رحمهما الله.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عماد الدين زناف

تدوينات ذات صلة