انها فريدة قوية تعبّر عن ما يخالجني من مشاعر بحرف مميزة
علمتني حروفك البيان والبلاغة
جعلتني لغتك لوناً صعب المنال
يا من جعلتي لكل عربيّ نورًا
احيّيكِ في يومك المنشود وأعلن لك العهد على ان حروفك ستبقى حصانة لكّل عربيّ
وإنّ معجزاتك ليست الا عطر لأدبك الذي سيبقى مخلدًا في كل العصور.
وتماشيًا مع ما تم ذكره سابقًا، اهنئكم في اليوم العالمي للغة العربية بمقال أعرض من خلاله أجوبة عن بعض التساؤلات
اللغة العربية؟ وكيف أصبح لها يومًا عالميًا؟ وماهي امتيازات هذه اللغة؟
تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغاتِ الحيّة، يعود أصلها إلى اللغات السامية. إذ يمتد تاريخها إلى أكثر من 18 قرنا، تأسيسًا على ذلك يعود أصل أقدم نصوص عربيّة عُثر عليها إلى القرن الثالث بعد الميلاد، وهي نصوص شعرية جاهليّة تميزت ببلاغة لغتها، وأسلوبها الراقي بالإضافة إلى وزنها الشعري المنظم.
كما وتعود أغلب الأقوال بأنّ أصل اللغة العربيّة لبلاد الحجاز في شبه الجزيرة العربيّة، حيث تطوّرت اللغة العربيّة مع الزمن نتيجة لعدَّة عوامل منها تعدد الحضارات وكذلك تعدد لهجاتها، وإقامة الأسواق المُختلفة ومنها:” سوق عكاظ”. وبناء على ذلك، تعدّ اللغة العربية من أعرق اللغات وأكثرها خصوبة، وتبلغ كلماتها نحو 12.3 مليون مفردة. بالإضافة إلى انّ هناك اثنان وعشرين دولة اتخذت اللغة العربية لغة رسمية ومنها لبنان.
تُعد اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، لذلك أقرّت الأمم المتحدة في هذا اليوم من سنة 1973(كانون الأول/ ديسمبر) وتحت رقم 3190 قرارها في إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، ثمّ اتخذت منظمة اليونسكو أن يكون هذا اليوم يوما عالميا للعربية، بعد اقتراح قدمته للمملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
وبهذه المناسبة تحتفل مؤسسات كثيرة في العالم وتقِيم ندوات تذكّر فيها بأهمية اللغة العربية ودورها في بناء الحضارة الإنسانية. ولم تكن الجمعية هي وحدها من أحيت هذا اليوم فقد لوّن بعض الكتاب هذه الصورة بريشتهم مشيرين إلى أهميتها. ومن هذا المنطلق، لقد ذكّر أمير الشعراء احمد شوقي: {تعلموا العربية، فإنها تثبتُ العقل، وتزيد في المروءة}
ولم يكن العرب هم من انشدوا بالعربية فحسب بل ايضا كان الغرب من المشجعين لها. فالكاتب الفرنسي وليم مرسيه له قول (العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد اوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثمّ تُحرّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوكباً من العواطف والصور)
وتفسيرًا لذلك فاللغة العربية لها امتيازات عديدة أبرزها عدد المتحدثين بها. وبناءً على الإحصاءات بلغ عدد متحدثي اللغة العربية 295 مليون شخص. امّا بالنسبة إلى الذين يتناولون اللغة العربية كلغة ام فقد بلغ عددهم 246مليون شخص. نستخلص مما سبق ان اللغة العربية تأتي بالمرتبة الخامسة من حيثُ عدد المتحدثين بها فيبلغ عدد متحدثي اللغة العربية حول العالم 541 مليون شخص. بالإضافة الى ان اللغة العربية من أصعب اللغات التي يمكن لشخص تعلّمها وبالتالي أي شخص يتقن اللغة العربية يتمكن من تعلم اللغات الأخرى ببساطة وذلك لأنها أقل صعوبة من اللغة العربية.
ومن زاوية اخرى تساهم هذه اللغة المتميزة في تعديل طريقة كلامك وتقويم لسانك ليتمكن من نطق الكلام بالصورة الصحيحة والحصول على المخارج الصحيحة للحروف. وفضلًا عن ذلك ان اللغة العربية من اللغات الشاملة الواسعة التي تعمل على تقديم عدد لا حصر له من الكتب والأدباء والشعراء فنجد أنها لغة قريبة من سائر العلوم بداية من التاريخ وصولا للأدب العربي والشعر وبالتالي لا يمكن لها أن تفقد رونقها أو تضيع هويتها على الإطلاق. وفي نفس الصدد، يعد الشعر من أبرز الفنون التي تساهم في إثراء الثقافات ومنحها مزيدا من التميز والرقي وهذا الشعر يتوقف بشكل خاص جدا على اللغة العربية فجميع شعراء العرب متقنين تماما للغة العربية الفصحى.
والجدير بالذكر، تعتبر اللغة العربية لغة القرآن الكريم، والسنة النبويّة الشريفة، وهي بذلك جزء لا يتجزأ من الدين الإسلاميّ، وتساهم في حفظ القرآن الكريم، وفهمه، وتعليمه، والعمل بأحكامه، كما يُسهم في فهم الحديث النبويّ الشريف، نشر العلوم الإسلاميّة والثقافة الشرعية إذ يرتبط فهم الإسلام بفهم اللغة العربيّة.
وفي الختام القلم العربي لم يتوقف يوما، لازلت حروفه تزين معالم الحياة ولا زلنا نغدو في تاريخه. تختلف الريشة ولكن الحرف لا زال كما هو.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
الهمتني