هل كلمة عائلة تعني أب، أم وأخ وأخت أم هي أعمق من ذلك ؟؟؟؟
ليست كلمة بابا أو ماما أو أخي،أختي، أو حتى أبي وأمي...، هذه مسميات ، العائلة أعظم من هذا وذاك، وما أساسها و أسسها في الحياة ، هي أمان وراحة وسلام وإطمئنان ، هي المسكن والسكون والفؤاد و الملجئ من هموم وضغوط الحياة ، هكذا يراها الجميع، لكن اليوم ساخبركم عن العائلة من زاوية ومنظور آخر، وقبل هذا سارد قصة ...،
في يوم من الأيام وفي أحلك الليالي الشتوية، كان هنالك رجل رزق ببكر له وكان جد مسرور لذلك وبعد مرور الزمن أصبح لديه أبناء (بنات وأولاد)، وكأي أب يرى أن متطلبات الحياة كثيرة ، وجب أن يجتهد في عمله حتى يوفر ما يسعد أبنائه ، فظن أن كثرة الانشغال بالعديد من المجالات سترفه عنه وعن عائلته ، " وإن الظن لا يغني من الحق شيئا" ، وكأي شخص في أي عمل هنالك ربح وخسارة ، وفجأة مر بأزمة فضاق به الحال ، وبات عندما يعود إلى البيت متوتر وقلق ، حتى أبسط الأمور تزعجه ، فاحدى بناته قالت له: يا بابا يبدو أنك مرهق كثيرا ما الذي يزعجك؟!، رد عليها: لا يوجد ما يقلق لا دخل لك في هذا ، ذهبت في حال سبيلها وغرق في قيلولته ، لاحظت ابنته عليه البرد الشديد وهو منكمش مثل القماش ذهبت مسرعة وأتت بغطاء وغطته ، استيقظ عصراً وكان سيخرج مسرعا نادته ابنته إنتظر هاهو كوب الشاي، لكنه ذهب ولم يبالي بأمرها وللبال ، أتى موعد العشاء وهاهو دخل إلى البيت وهو مشغول بمكالمة هاتفية متعصب جداً ، فقالت له ابنته الصغيرة يا أبي هل نحضر لك العشاء ؟؛فقال: وما العشاء ؟؟، قالت: أنه كسكس ، فرد عليها غاضبا بيديه لا، لا أريد أن أأكل ، فقالت له: لم؟؟، فرد عليها: هل ينبغي أن أكرر الجواب أم ماذا ؟ ، فذهبت منصرفة عن المجلس ، ومرت الأيام وهو على هذا الأمر ، وعندما حلت الأزمة ، أصبح يفكر في مشاريع أخرى وفعلا حدث ذلك ، وأصبح في أكثر من شق....، وتعددت الشقوق إلا أن شقت..، أصبح سفره كثير وكلما يقولون له أبناؤه: يا أبتي متى تعود ؟ ، يرد: بعد أيام قليلة ، وعندما يتصلون به، يقول: سأتي بعد الغد، ولا يأتي ، وهكذا يتكرر الأمر كلما تكرر السفر، إلى غاية أن توقفوا عن سؤالهم له ، وعندما يتصل بهم لا يهاتفهم بغية الاطمئنان والقاء السلام بل بهدف أمر نساه حتى يحلونه له، وإذا اتصل بهم حتى يطمئن عليهم إلا في وقت فراغه الذي هو قل ما يحدث...، وهاهو يركض منذ الصباح الباكر إلى المساء ، ناسياً أن هنالك أمور أهم ، وهكذا وعندما يتكلمون عن عطلة له ، يرد عليهم: لا يوجد عطلة إلا إذا تم بيع الأرض ، وظل على حاله هكذا ، وعندما كبروا أبناؤه كانوا يتكلمون أحياناً قبل النوم ، وهو يود النوم فيرون النعاس في عينه يصمطون، ثم عندما تبدأ الحركة البسيطة، تنزعج الوالدة وتتكلم دون أن تسد الهفوات فتزيد من حدتها، فيستيقظ غضبان عليهم ليتكم لم تأتون ،ما هذه المصيبة التي رزقت بها وووو إلى ماله مجرة من ذلك..،
ذات مرة من المرات من شدة غضبه أصبح لا يطيق حتى المكوث في منزله ، زاعما الهروب من فوضئ البيت ، وإذا أتوا إلى استشارته أو حتى طلب موافقته ، كل شيء لا عنده، وتطالبه بالحجة، يرد قائلا: أعلم أكثر منك، ولي خبرة أفضل منك، لهذا قلت لا، ولا تسألني لماذا؟؟....،
انتهت ورقة اختباره وخياره ظنا أن أساس الحياة هكذا إلا أنها خلاف ذلك ، ما أساس الأسرة وما أساس الزواج ؟؟، أوليس الشورى هم كلهم وما فائدة حياة فاخرة وذات رفاهية دون إجتماع العائلة دون تواصل ، كل واحد منهم في زاوية ، إن الأساس ليس أن تنجب وتغذي وترعى وتؤمن المسكن وغيره مع كامل احتراماتي هذا عمل الحيوانات أكرمكم الله وليس بني أدم الذي ميز عن غيره من سائر المخلوقات بالعقل ، وما فائدة هذا الميزان إن كنا سنعيش على مأكل ومشرب ونوم؟؟!.، ضاعت حياته وافناها في مشاغل الحياة دون بناء أمور جميلة وأجمل من مجالات الحياة وهي عائلته وأبناؤه ، ولم يدرك هذا .
لم يخطء أمير الشعراء عندما قال:
ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من
هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا
فأصـابَ بالدنيـاالحكيمـةمنهما
وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ
أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا
— أحمد شوقي.
لذا ما أجمل أن يكون هنالك ثقة تبنى من الصغر ، لا تتخلى عنه وتكسرها من الصغر وتطالبه بالثقة في كبره لك، ولا تلمه على ذلك ، ذلك ما صنعته بيدك، أنتم لا تبنون بيوتا وإن كان البناء صعباً ليس بالأمر الهين، بل تبنون جيوشا ، تبنون حياة و مستقبلا، أحسنوا ثم أحسنوا ثم أحسنوا ما تزرعون ، وأهم شيء وهو الوعي ، الوعي ثم الوعي. حفظكم الله جميعا وحفظ أولادكم وعائلاتكم وأهليكم ولا اذاق الله فيكم منهم سوء.
تحياتي والسلام.
#معاني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
Ali Fandi Hatamleh
الله ينعم عليك بنعمه الواسعة 🤲
وهو كذلك حقا 👌
شكرا لمرورك العطر والطيب هنا
تحياتي والسلام.
نعم الاسرة ليست عدد من الافراد يعيشون معا. ولكن هي مشاعر واحاسيس وتواصل ومحبة