على حين نجمتين، وثُلْمةٌ في أبريق الجفون، صدأ العمرُ حتى راقَ العسل المالحُ في محجَري..


على حين نجمتين،

وثُلْمةٌ في أبريق الجفون،

صدأ العمرُ حتى راقَ العسل المالحُ في محجَري..

روحي مثخنةٌ بهابيل الجريح،

ورائحة الغياب تفوح من معطف أرملةٍ حسناء،

وملامحها القتيلة..

أكتبُ من الرسائل ما يكفي لتأبين عينين غائبتين،

من أحبارهما يغشى على ورقي ليلٌ سديم..

مضى سرب الانتظار،

وشتاء قلبي ما زال يتدثر بوشاح عقارب الأيام..

في دمعي حروفٌ بكماء،

تأنُّ اشتياقًا كلما تراءى خيالكَ في المرايا..

انتظرتكَ يومًا في الذكرى،

على إيقاع لحنٍ يتيم،

وميعادٍ رجعَ خائبًا يجرُّ خلفهُ أكوام شوقٍ وحنين..

على الشرفة يقفُ بضعٌ من وَجْدي الكثيف،

تخامرهُ نسماتٌ من نشيج العاشقين..

في عيني تحتشدُ حمامتان،

جناحهما ملطخان بمداد مآقي الدموع..

تنازعني اللهفةُ إليكَ،

والهوى يشتدُ للقياكَ عند كل نبضةٍ ورمشة..

تهدلت أشواق العصافير على أغصاني،

تناجيكَ: لا تغب بينَ غيهبين،

لنجمَعَنا دمعةً على ضفة الأثير،

أو آخر نغمتين وحيدتين قبل موت الهدهد الغريق..

في كفي غديرٌ ترتجفُ في حجريه حيرة الكلمات،

وناقةٌ تبحثُ عن قلبها المدفونُ في نصّي الأعزلُ إلا منكَ..

تظلل أهدابي المضناة ظلال الأقحوان الحزينة،

تمضي إلى تلال الياقوت في مُحيّا الحرب..

يباغتني ولهٌ خسيف مُلفّعًا كواكبَ الأشجان،

ومآتم الهشيم تحمل نعشي على قشة الوصال..



آمنة البوعينين..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات آمنة البوعينين

تدوينات ذات صلة