اسم المتسابق: محمود جمال أحمد مقدادي - فئة المسابقة: الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة



لي صديق، لا يهمه من أخبار الآخرين سوى تتبع و معرفة فضائحهم. كلما كلمته عن مناقب شخصية ما، قاطعني و شرع يعدد فضائحها. و إن سمع بها للمرة الأولى، ذهب للبحث عنها، و أتاني في لقائنا التالي بفضائحها. و إن لم يجد فضائح، اختلقها من الإشاعات و الأقاويل دون الاهتمام بمدى صحتها و ثبوتها.


حاولتُ إفهام صديقي أنَّ إنجازات الآخرين هي ما يعنينا، و ليس فضائحهم. لكنه ظلَّ أسير ذاك الهَوَس المَرَضي، الذي يجتاح العالم بأكمله. فجميعنا نسعى اليوم لخطف الأنظار بواسطة فيديو أو صورة، تتضمن فضيحة لشخص ما. ثم ترانا نلهث متوسلين لرؤيتها، مُتجاهلين أنَّ بداخل كُلٍّ منا فضيحة مستورة، نتمنى من أعماقنا ألّا تخرج للملأ. فلماذا حين تأتينا الفرصة، لنُساهم في تحقيق هذه الأمنية، لشخص يحتاجها بكل صدق، نرفض، بل و نستمتع بمناقشة الفضيحة!


سُئلَ رياضيٌّ ذات يوم حول فضيحة لحقت به، فقال "لا يوجد شيء اسمه فضيحة. بل يوجد أخيار يسكتون، و أشرار يتحدثون". لقد مَسَّ هذا الرياضيُّ جوهر الحقيقة، فلولا تحدث أولئك الأشخاص، الذين وجدوا في حَدَثٍ، يُضِرُّ بسمعة صاحبه، ما يُرضيهم، و يُسلطُّ الأضواء عليهم، لَمَا أُثيرَ شيءٌ من الأصل.

لربما نقف أمام أنفسنا لبرهة، و نرى كم بتنا بأمس الحاجة لمعايشة أشخاص، لا يهمهم من شؤون الآخرين سوى فرحهم، و عدم لحاق الأذى بهم! و إن كان حلماً صعب المنال، و ربما مستحيلاً، فبإمكاننا، على الأقل، أنْ نجعل من أنفسنا أولئك الأشخاص.


و قبل مغادرتي أوَدُّ تنويهك لفضيحة تجري حالياً خلفك... هل ستلتفت؟

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بالتوفيق دائما

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة الخطاب المُلهم

تدوينات ذات صلة