اسم المتسابق: د. حنين إبراهيم باجس معالي - فئة المسابقة: الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة
اعتدال عثمان
يتكون الكتاب من ستة فصول:
الأندلس في الشعر العربي الحديث (جماليات المكان).
عالم القصائد الخمس بين الواقع والحلم(قراءة في قصيدة أحوال ثمود لأدونيس).
الشعر والموت في زمن الاستلاب (قراءة في أوراق الغرفة(8) للشاعر أمل دنقل).
النص: نحو قراءة نقدية إبداعية (لقصيدة الأرض لمحمود درويش).
أسئلة الثقافة أسئلة القصيدة في زمن المأساة الملهاة (قراءة في قصيدة محمود درويش (مأساة النرجس وملهاة الفضة).
إضاءة جانبية الشاعر ناقدًا (التآلف والتخالف في الخبرة الجمالية لدى صلاح عبد الصبور وأدونيس).
تعرض المؤلفة في الفصل الأول قضية جمالية المكان في الشعر،فالمكان فيه يتشكل عن طريق اللغة بمساندة الخيال حتى ولو كان يتجاوز المكان الواقعي، فقد يرسم الشاعر مكانًا حقيقيًّا، ولكنه بخياله يجعله متناقضًا مع حقيقته منسجمًا مع رؤيته الشعرية، فالسؤال هو :ما خصائص المكان في الشعر العربي الحديث؟ وللإجابة عن السؤال تأخذ نموذجًا من المكان في الشعر وهو الأندلس، وتحاول أن تتحدث عن الغربة والاغتراب والمنفى، فقد تكون الأندلس في القصيدة تحمل أحد هذه المعاني، فكأن الشاعر يجعل المكان حاملًا لوجدانه ومشاعره، ويتحول المكان أحيانًا إلى رمز؛ ليتحدث فيه الشاعر عن الواقع بأوضاعه السياسية والاجتماعية، فيصبح المكان معبرًا عن رؤية الأديب، ومع ذلك لا تكون هذه الرؤية فردية محضة، وإنما تمتد لتصف الرؤية الجماعية وتعبر عنها.
وأهم ما تقف عليه المؤلفة هو "عمل المخيلة الشعرية في تشكيل الأنساق المكانية التي تتمحور حول الأندلس عند شعراء هم: أدونيس، محمود درويش،سعدي يوسف، عبد الوهاب البياتي، أحمد عبد المعطي الحجازي، محمد عفيفي مطر، وهم جميعًا كتبوا عن الأندلس في المنفى".
يشكل المكان بعدًا أيديولوجيًّا في قصيدة حجازي "هذه آخر الأرض" فالقصيدة تتعامل مع سقوط الأندلس بوصفها المعادل الشعري لسقوط آخر في الواقع، فالماضي يكشف عن الحاضر، ولذلك يعبر عن المرحلتين قبل السقوط وبعده.
وتجد حجازي يتشابه مع درويش في ربط الأحداث الماضية والأماكن مع الواقع بحيث تصبح القصيدة مفتوحة على الأزمنة المختلفة رابطة بين الماضي والحاضر والمستقبل، فالأندلس عند درويش في شعره عامة تعادل الوطن أو الخروج من منفى إلى منفى، ويتجلى المكان بالحضور والغياب، وترى أن قصائد درويش في ديوانه" حصار لمدائح البحر"، ولا سيما قصيدة "أقبية أندلسية، صحراء" تشكل نموذجًا كاشفًا لمفهوم النسق المكاني المرتبط بالأندلس في شعره.
وعند سعدي يوسف يتحقق التفاعل بين الأنساق من مكان ولغة وخيال؛ فالشاعر يستخدم شخصية الأخضر بن يوسف في قصائد متعددة ليكون قناعًا يعبر فيه عن روح التمرد، وله قصيدة "عبور الوادي الكبير" يعبر فيها عن الرحيل عن المكان، ويستخدم الضمائر ليتنقل بين الفرد والجماعة، وكذلك استخدم الحوار ، وحاول الشاعر التعبير عن عالمه الداخلي ورؤيته بطريقة تشخيصية، وفي قصيدة " تحولات الصقر" لأدونيس فالمكان "حالة ذهنية يستدخل الشاعر فيها الخارج، لينشأ بين قطبي الداخل والخارج جدل يتحقق شعريًّا عن طريق حركة الخيال التي تتخذ أشكالًا متنوعة"، فهو يعقد مشابهة بين الأحداث التاريخية في زمن عبد الرحمن الداخل في الأندلس، وخروج الشاعر من موطنه دمشق" أندلس الطالع من دمشق"، ويركز على المكان وتغيراته.
تشير المؤلفة في الفصل الثاني إلى أن أدونيس يكثر من استخدام الأساطير، وأهمها أسطورة أدونيس، وتدرس قصيدة "أحوال ثمود" التي ينوع الشاعر في أساليبه التي يستخدمها في قصيدته مثل: الصورة الشعرية، والأسلوب التقريري، والحوار وقد ينتقل من فقرة إلى فقرة في النص بطريقة مفاجئة "نتيجة تداعٍ تحكمه تحولات وعلاقات مضمرة لا تظهر بصورة مباشرة" لذلك قد تبدو للوهلة الأولى غير مترابطة منطقيًّا، ولكن القصيدة تنطوي على بنية عميقة.
وجدت المؤلفة في الفصل الثالث أن أمل دنقل استطاع أن يقدم بشعره "مشروع محاورة وتفاعل وتجاوز للظرف الموضوعي أو الواقع الراهن، ومحاولة للوصول إلى الواقع الممكن"، ولهذا فإن الشعر يحدث جدلًا بين عناصر الثبات والحركة التي تعبر عن الرؤى، وتكشف عن طاقات التغيير، ومن قصائده: قصيدة "الطيور".
فيجعل الشاعر الطائر فيها بين محورين متوازيين السماء والأرض، ويحاول أن يتوحد مع الطبيعة وأشياء الكون، وهي أشياء متحركة لكنها مكبوحة الحركة، وتنتهي حركتها إلى انكسار، فالطائر هنا يتوحد مع الشخصية الشعرية ومع بقية البشر واستطاع أن يكثف الرؤية في الجملة الشعرية معنويًا فقد جعل حركة الطيور مقيدة.
أما قصيدة "بكائية إلى صقر قريش" لدنقل أيضًا فتجد الشاعر يستخدم الشخصية التاريخية رمزًا متحولًا يعبر فيه عن انشطار اجتماعي، ويعبر فيه عن واقع، فيتوجه في خطابه الشعري إلى الصقر " الذي تحول من رمز تاريخي حيوي إلى دلالة هامشية، مما يجعل النص محملًا بطاقة إيحائية ودلالات متعددة.
تهتم المؤلفة في الفصل الرابع بقصيدة " الأرض" لدرويش، وتركز على كيف يقول الشاعر ما يقول؟ وهذا يستدعي حديثًا عن النص النقدي الذي يدرس العلاقات في داخل النص، بالإضافة إلى أن النص النقدي يضيف عمقًا جديدًا للنص الشعري، بحيث يضيف الناقد إلى النص النقدي علاقاته مع العالم،فينتج نصًّا إبداعيًّا آخر.
ويربط درويش بين القصيدة والأرض الفلسطينية التي يرتبط بها، وكذلك فإنه يستفيد من الأساطير مثل أدونيس وغيرها، ويربط الزمان بالمكان في مجموعة علاقات مع هذه الأرض، ويتحدث عن نفسه بتجربة ذاتية منفتحة على جيله بأكمله، وكذلك لا يجعل الشاعر في هذه القصيدة الوطن وطنًا جغرافيًّا، وإنما وطنًا ذهنيًّا يرتبط بالحلم، ويتوحد الشاعر مع الأرض.
أما الفصل الخامس فربطت المؤلفة بين الثقافة ودورها في تشكيل الهوية عند الفرد والجماعة وما يحيط بذلك من أسئلة فتحاول القصيدة التقاط هذه الأسئلة، وإن ارتبطت بالقضية الفلسطينيةمثل قصيدة: (مأساة النرجس وملهاة الفضة) لدرويش، فالشعر تشكيل لغوي يتفاعل فيه القديم مع الحديث ففي هذه القصيدة "يطرح الشاعر أسئلته الجوهرية على التاريخ، وعلى الزمن العربي وعلى الذات الحضارية العربية"
وفي الفصل السادس تجد المؤلفة الكتابة الإبداعية عند الأديب نوعًا من المعرفة التي تستند إلى خبرة جمالية، والناقد بدوره يقوم بالكشف عن هذه المواطن الجمالية عند الأديب في نصه، ويعمل على إبرازها، وتطرح المؤلفة قضية أن يكون الكاتب مبدعًا وناقدًا في الوقت نفسه، وتأخذ المؤلفة صلاح عبد الصبور وأدونيس. وهما نموذجان للحديث عن قضية الجمع بين النص الأدبي والنقدي؛ ولذلك تأخذ نماذج شعرية ونقدية من كتاباتهم، وتبين علاقة الشاعر بالعالم وباللغة وبالنقد.
فعلاقة أدونيس بالعالم والواقع في شعره تظهر متجاوزة للوضع البشري والواقع معًا، ولذلك تتلاشى الحدود بين الذات والعالم، بينما يجمع عبد الصبور بين الرؤيا والحقيقة والواقع، وهذا يجعله يقيم حوارًا بين الذات المركبة – من الشاعر والشخصية الشعرية- والعالم. وفي الجانب اللغوي يميل عبد الصبور نحو الوضوح والإبانة، ويستمدها الشاعر من تجربته الجمالية وموهبته الشعرية، بينما يتسم شعر أدونيس بالغموض، ووجود فجوات دلالية مفاجئة تحتاج إلى وقفات نقدية عميقة. أما الكتابة النقدية فنقد عبد الصبور نقد ذوقي جمالي، عكس أدونيس الذي يحاول في كتاباته النقدية أن يؤسس حداثة عربية موظفًا تجربته وخبرته.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
دكتورة حنين مبدعة ومميزة
بالتوفيق دكتورة
كانت رحله مميزه مع تلخيص د حنين حيث حلق بنا الخيال بين صفحات الكتاب ..وعشنا مع الشعراء في قصائدهم الخالدة التي نقلتنا بين الماضي التليد أفي الأندلس مره والخروج الى المنفى وربط الماضي بالحاضر ،بأسلوب مشوق في التنقل بين حجازي وتدنيس ويوسف ومحمود درويش ..حتى انني سأكشف على تلك القصائد الرائدة لهؤلاء الشعراء الأشاوس واعيش معها
الشكر والتقدير الى د حنين على هذا التلخيص المتميز للكتاب
وفقك الله ورعاك