اسم المتسابق: غادة حسام أحمد خنفر - فئة المسابقة: الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة
إنّ ما يَزيدُ عن ثُلُثَيْ سُكّانِ العالمِ يُعانونَ منَ الإدمان، أجِدُ هذهِ النّسبَةَ صادِمَةً لك، أستطيعُ قراءةَ ذلكَ من خلالِ تعابيرِ وجهِكَ المُتَعجّبة، إنّ النّسبَةَ التي ذكَرتُها آنِفًا هيَ نِسبَةٌ تقريبيّةٌ للأشخاصِ الذينَ يحملونَ هاتِفًا ذكيًّا حولَ العالم، يَبدو أنّهُ عليكَ اختبارُ نفسكَ لتَطْمئِنّ عنها كذلك!
هل منَ المُمكنِ أن تكونَ على جَهلٍ بإدمانِك!
كيفَ قضيتَ يومَكَ حينَ تعطّلَ هاتِفُكَ النّقالُ عن العمَل!
أم أنّكَ سارَعتَ في إصلاحِهِ، وحينَ تعذّرَ لعلّكَ سارعتَ في شراءِ هاتفٍ نقّالٍ جديدٍ، منَ المُحتَمَلِ أنّكَ مدَدْتَ يدَيكَ مُقتَرِضًا المالَ من أحدِ أصدِقائِكَ لشرائِهِ كذلك، ماذا عن الفرحةِ العارِمَة التي خالَجَتْ نفسكَ حينَ امتَلَكَتْ يَدُكَ مَحمولًا ذَكيًّا حديثًا!
هل شعرتَ بذاتِ الألمِ الذي ينتابُكَ لدى دفعِ النُّقودِ في سبيلِ شراءِ المُنظّفاتِ لمنزِلك، أو شراءِ دفتَرٍ أو قلمٍ لإنجازِ مهامِكَ المدرسِيّةِ أو فروضِكَ الجامِعيّةِ من مصروفِكَ الخاصّ!
لا بدّ أنّكَ لم تَشعُر بذلكَ الألمِ رغمَ تَبايُنِ الفروقاتِ السّعريةِ بوضوح!
انهَضْ من عالمِكَ الافتراضِيّ نازِعًا عنكَ غطاءَ الوهمِيّةِ، وتوقّفْ عن مُمارَسَةِ الشخصيّةِ المِثاليّةِ المُزيّفَةِ التي لطالما حَلُمْتَ في مُمارَسَتِها على أرضِ الواقعِ ومارِسها فعلًا.
اخلُدْ إلى عالمِكَ الواقِعِيّ ومُدّ لهُ يدَ العَونِ بما لديْك، فإنّهُ في أمسّ حاجَتِهِ إليْك، شارِكْ بصمَتَكَ وكنْ على يقينٍ أنّها فريدَةٌ من نوعِها، مهما كانَت البَصمَةُ التي تمتَلِكُها خَلْقِيّةً كانَتْ أمْ خُلُقِيّةً، عِلمِيّةً، فِكريّةً أو حتّى مادِيّةً، فالعالمُ يهتَمّ بالنّوعِ لا بالكَمّ، حاوِلْ جاهِدًا في إحداثِ تغييرٍ ما بشكلٍ ما وانتَهِز الفكرةِ.
نحنُ نُبعَثُ عِدّةَ مرّات، إنّها الفُرَصُ اللاحِقَةُ بعدَ خَيْبةِ الأملِ التي ألحَقَتْ بكَ اليَأس، أنتَ لم تفشلْ في الاختيارات، لربّما أضلَلْتَ السّبيلَ أو انتعَلتَ حِذاءَكَ البالي قبلَ وُصولكَ القِمّة، إذًا يبدو أنّكَ فشلتَ في وضعِ الخُطّةِ ليسَ إلّا.
فاخرُجْ من النّطاقِ المَحصورِ الذي أقحَمتَ نفسَكَ فيهِ وابدأ رحلَةً واقِعيّةً جديدةً؛ فالعالمُ ينتَظِرُك.
التعليقات
مقال رائع