اسم المتسابق: راما مصطفى فواز حسين - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (6-12) سنة



استيقظت في الصباح الباكر كعادتي، ذهبت لأفتح نافذة غرفتي؛ لأستنشق رائحة زهر اللوز وأسمع صوت العصافير التي تنتظرني كل يوم، وأنا أنظر إليها بفرح وسرور، نسيت أن أخبركم، أنا سوزان، أصغر فرد في عائلتي، ولدي أختان أكبر مني، وطبعاً لن أنسى أبي، وأمي الغالية التي تستيقظ كل صباح؛ لتجهيز ألذ الأطباق لنا مع ابتسامتها التي لا تفارق وجهها، دائما تقول بأني أتحلى بخفة الدم؛ بسبب حبي للعب والضحك.


تناولت الفطور، وودعت أمي، وذهبتُ لمدرستي، وهناك ألتقي بصديقاتي حلا، ورهف، ندرس سوياً ونلعب سوياً، ونتحدث عن هوايات تجمعنا، وأحلام نسعى إليها، فأنا أحبُّ الرسم، وخصوصاً رسم الشخصيات الكرتونية، أو المناظر الطبيعية، كالربيع الذي تتفجر فيه مختلف الأزهار ذات الألوان الزاهية، وحلا تحبُّ كتابة الخواطر، وقراءة القصص، أمّا رهف فتحبُّ اللعب بالدمى معظم الأوقات.


اليوم أتممت العاشرة من عمري، وكالعادة أمي تحتفل بمناسبة يوم ميلادي، وتصنع لنا الحلوى التي تتسرب منها محبة الأم، ولا أنسى الزينة التي تكون من نصيب أختاي، إذ يقومان بتزيين الجدران، ووضع بطاقات جميلة، وشموع، وورود، وطبعاً الهدايا البسيطة التي تحمل المعاني القيّمة، كانت جدتي دائما تقول أن الورقة للبسيطة من شخص خير من ألف هدية باهظة، تناولنا بشهية، وتبادلنا الأحاديث التي يسكنها بعض الذكريات الطريفة، لنسترجعها مملوءة بالضحكات.


هممتُ بفتح العلب الملوّنة، كانت أمي قد حاكت لي كنزة من الصوف، قبّلتها، وشكرتها على حنانها المفرط المتجسد حتى في هديتها، جلبت لي أختاي قلادة، ومجموعة صورٍ كنا قد التقطناها، فرحت بهذه الهدية جداً، وقد كان والدي فاجئني بأنه أحضر لي ولأول مرة جهازًا ذكيًا، وقال أني أستحقه؛ لأني أحسنُ التصرف، وأبلي حسناً في المدرسة، وأواظب على صلاتي، عانقته، وشكرته، كان هذا اليوم جميلاً وخفيفاً كالسنوسو.

أصبحت الأيام تسير بسرعة، أو أنّي أصبحت أفوّتها؛ لإنشغالي بالجهاز، إذ كنت اجلس عليه وقتاً طويلاً، طيوري التي كانت تنتظرني في الصباح، باتت تسأم، وتذهب قبل استيقاظي، لاحظ أصدقائي تغيّر حالي، وتفاجئتُ بتدني معدلي التراكمي منذ امتلاكي هذا الجهاز، خيبت ظن والداي، وخيبت ظن نفسي بي، كان الفرق بين تصرفاتي واضحاً كالشمس، أثناء تفكري بهذا طرقت أختي الكبيرة سلوى باب غرفتي، سمحت لها بالدخول، جلست، وبدأت بالكلام:


أختي العزيزة، أودُّ كثيراً أن أتحدث معكِ بخصوص تبدّل أحوالك في الآونة الأخيرة، ألا ترين يا حلوَّتي أنكِ تهدرين وقتاً كثيراً ممسكة بجهازك؟.

لقد اشتقت لسماع الضجيج الناتج من ألعابك.


نظرت لها وقد شعرت ببعض الإحباط وباشرت قائلة: أعلم، لقد كنتُ أفكر بهذا، هل أصبحت كسولة إلى هذا الحد؟.


أمسكت يداي برقة:

- ليس المهم أن ترتكبي بعض الأخطاء بل المهم أن تستطيعِ تداركها، أتودين البقاء هكذا؟.


قلت وقد تملكني شعور بالمسؤولية:

لا، لن أبقى هكذا، بل سأنظم وقتي، وأعود للأمور التي كنت أواظب عليها، الأمور التي كانت تصنع مني شخصاً جيداً ومحبوباً.


-هذه أختي النشيطة.


بدأت أخصص ساعةً للجهاز، وأستغلها بقراءة معلومات جديدة ومفيدة، كالأنشطة المرفقة بالدروس، مما جعلني أشارك بنشاط أكبر أثناء الحصة، ساعدتني أختاي كثيراً، أثنى أبي وأمي على ذلك، وقالوا أنني زهرة لا تذبل، عادت حياتي إلى مجراها الصحيح.


لا أنكر فضل الأجهزو الإلكترونية، ولكن هناك حياة، وعائلة جميلة، وأصدقاء أوفياء، علينا صنع ذكريات مبهجة معهم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الهمتني 😍😍😍😍😍 ابدعتي

مميزة بارك الله فيك

الهمتني رااااائعة 😭💙

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة القصة القصيرة

تدوينات ذات صلة