اسم المتسابق: إيمان محمد خليل قاسميه - فئة المسابقة: الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة



عرض كتاب: تحليل الخطاب: التحليل النصيّ في البحث الاجتماعيّ / فاركلوف


تجاوز مفهوم تحليل الخطاب من الإقتصار على دراسة العناصر اللغويّة، إلى دراسة الظروف الاجتماعيّة، التي تساعد على تكوين الخطاب. وهذا التوجه استرعى اهتمام فاركلوف في تناوله التحليل النقديّ للخطاب، الذي اتخذه شكلًا من أشكال البحث الاجتماعيّ، وموردًا للبحث الاجتماعيّ.

ومن أهم الأسئلة المنهجيّة التي طرحها فاركلوف في كتابه، محاولًا الإجابة عنها تتمثل في : ما هو الحدث الاجتماعيّ الذي يشكل النص ؟ وهل يمكن اعتبار المسلمات أيديولوجيّة؟ وما هي ضروب الخطاب والأساليب التي يستند إليها النص؟


حاولت هذه الدراسة أن تغني العرض بالتحليل، فتعاملت مع مفهوم الخطاب على صعيدي التنظير والتطبيق.


واتخذ فاركلوف محطات رئيسة وقف عندها، وشرح مبادئ التحليل النقديّ للخطاب ومصطلحاته، وميز بين نمطين من التبادل الكلاميّ: التبادل المعرفيّ، والتبادل الأدائيّ، وربط هذين النمطين بالوظائف الكلاميّة، ثم تراه يعالج فكرة تمييز هابرماس بين الفعال الاستراتيجيّة، والفعال التواصلية، في نطاق الاستعارة النحويّة.

وتبنى معالجة عامة تقوم بدراسة التفاعل الخطابي في النص، من خلال مزج الأصناف، وضروب الخطاب، والأساليب، وناقش الأساليب بتحديد الهوية، من خلال العلاقة بين الهوية الاجتماعيّة، والشخصيّة، من منظور جدليّ. وأشار إلى أن تحقق هذه الأساليب يتم بواسطة عدد من السمات اللسانيّة(سمات صوتيّة، وظيفية، ....).


ركز على العلاقة بين النصوص والأحداث الاجتماعيّة، والممارسات الاجتماعيّة، والبنى الاجتماعية، وتحدث عن التناص والمسلمات؛ إذ المسلمات لها مكانة في العمل الأيديولوجيّ في النصوص، وبيّن أن وجود المعنى المستتر ذات أهمية اجتماعيّة، تتضمن القدرة على ممارسة السلطة.


وتستند معالجته لتحليل الخطاب النصي، شكلا من أشكال التحليل الاجتماعي(النوعي) من خلال التفصيل والتحليل، من خلال اعتقاده أن هذا النوع من التحليل يعد منتجًا في البحث الاجتماعي.

وقدّم فاركلوف نماذجًا تحليليًّا، اعتمد فيها البعد الاجتماعيّ للسمات اللغويّة على نظريات فلسفيّة، يظهر وعيًا ملحوظًا بالآراء والنظريات، التي تناولها، ومن ثمّ ينتقي منها ما يفيد مادته التطبيقيّة.

وتتمثل أهمية الكتاب في أن فاركلوف يستند نظريته من بنية العلاقات الاجتماعيّة المختلفة، مستعينًا بآراء علماء الاجتماع، مع الاستئناس باتجاهات كل من : ميشيل فوكو، هابرماس، لاكوف..


والكتاب يتألف من ثمانية فصول، تتشكل بنية الفصل الواحد من استهلالٍ يعرفنا بالقضية المركزيّة في الفصل، وذُيّل كل فصل بعرض موجز يحوي أهم التفاصيل البؤريّة، وسنجد من خلال تقسيمه لمواضيع الدراسة أنها غير منفصلة عن بعضها البعض،إذ هي مكمل لها، سنشهد الترابط فيما بينها واضح، ومن ثمّ سنعثر مثلًا أنه ربط بين صيغة القول وأنماط التبادل والوظائف الكلاميّة، مع دراسة الهوية الاجتماعيّة، والشخصية.

إن وضوح الرؤيا التي تحكم فاركلوف في دراسته، تجعل الدراسة ذات أطر بيّنة، ويؤدي ذلك إلى وضوح المادة التي يحتويها. ويؤمل من هذا الكتاب أن يخاطب نوعين من القراء : الطلبة في تحليل الخطاب، إن كان طلبة دراسات عليا أو غير ذلك، والباحثين في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة.


يسعى الكتاب إلى أسس تستند على النظرية الاجتماعية، والبنى الاجتماعية التي تشكل بؤرة الدراسة. ومن أهم ما ميّز الدراسة، حرص فاركلوف على تعميق القراءة بإقتراحه مراجع إضافيّة، مع إشارته إلى مصادر معينة ينهل منها القارئ تزيد القضايا بيانًا، وقدم بطريقة توضح المنهج الذي يسمح بتحسين التحليل اللغويّ؛ للبحث في عدد من المسائل التي تساند الباحثين في العلوم الاجتماعيّة، وخاطب، أيضًا، الباحثون في العلوم الاجتماعيّة وتحليل الخطاب، إذ يعد الكتاب بابًا إلى التحليل الاجتماعيّ للغة المنطوقة، والمكتوبة، التي وضع فيها المفاتيح التي تفتح الأفق لهم، مع إمكانية استخدامه مقرر دراسيّ في أقسام العلوم الاجتماعيّة، والإنسانيّة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مبارك
بجدارة

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة