اسم المتسابق: انعام محمد حسن الطنطاوي - فئة المسابقة: الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة



تلخيص مسرحيّة "بجماليون" لتوفيق الحكيم


معلومات هامّة:

ارتكز توفيق الحكيم في مسرحيّته على الأساطير الإغريقيّة القديمة، وأهمها أسطورة النحّات الشهير بجماليون الذي كرّس حياته لصنع تماثيل عاجيّة حتى تكون أثرًا له بعد أن يموت ولكنّه يقع بحب تمثال قام بصنعه وتسميته جالاتيا. واستعان الحكيم ببعض الشخصيّات الأسطوريّة المعروفة كالآلهة فينوس (آلهة الحب والحياة) والإله أبولون (إله الفن) والجوقة وهنّ مجموعة راقصات حسناوات والشاب نرسيس الذي يعشق نفسه ويتباهى بحسنه ووسامته.


الفصل الأول:

تبدأ المسرحيّة بيوم عيد فينوس، ونعلم أن بجماليون قد اتخذ من تمثاله زوجة وعاهد نفسه على أن يفعل من أجلها المستحيل. من المعروف أن بجماليون معجب بنفسه كثيرًا، فهو يرى أنه لا يوجد امرأة حقيقية تستحقه. ومن شدّة حبّه لزوجته - أو عشقه لإبداعه وقدراته الفنيّة المتجلّيه فيها – يقوم بتعيين صديقه نرسيس حارسًا لها من كلّ عين تراها أو ذرّة غبار تقع على جسدها اللامع. كلّ الناس في المدينة يتحدّثون عن حبّه اللامتناهي لها ويصفونه بالمجنون؛ فقد غمرها "بكلّ ما تصبو إليه المرأة من ترف."

في ذلك الحين يقتحم أبولون منتصف المهرجان ويأخذ فينوس إلى منزل بجماليون ليريها تمثال جالاتيا بعد أن غادر نرسيس المكان. وهنا يحاول أبولون تسديد هدف ضد فينوس مقارنًا جمال جالاتيا بجمال النساء الحقيقيّات، ليبدأ الصراع بين الحياة - متمثّلةً بفينوس- والفن - متمثّلًا بأبولون-.

يقاطع صوتٌ صراع الآلهة، وإذ به بجماليون يطلب من فينوس أن تبثّ الروح في زوجته جالاتيا فقد شعر بالتعب من أن يفني كلّ عمره يخلق الجمال ولا يتلقى حبًا بالمقابل. يُصدم أبولون بمطلب بجماليون، وتظهر عليه علامات الغضب بعد أن تنفخ فينوس الحياة بجالاتيا.

يرقص بجماليون فرحًا بعد رؤيته لزوجته حيةً أمامه. لا يتمكن من أن يمنع عينيه من النظر إلى ما خلقه بإعجاب، ولكن هذه النظرات كانت تثير خوف جالاتيا وقلقها؛ فهي تجهل حقيقة كونها تمثالًا وكونه هو خالقها. تُكثر جالاتيا من أسئلتها لبجماليون وخاصةً فيما يتعلّق بعمله؛ فهي تريده أن يعمل ويشقى كباقي الأزواج ومن هُنا يبدأ شعور الندم لدى بجماليون بالنموّ لأن زوجته الحيّة ليست بالكمال الذي توقعه.


الفصل الثاني:

يبدأ الفصل يجلوس بجماليون ملومًا محسورًا بسبب هرب جالاتيا منه، ويعلم لاحقًا أن زوجته هربت مع صديقه نرسيس. وهكذا يتأكد من صحّة وجهة نظره السابقة المتعلّقة بالنساء! أخذ يشتِم فينوس ويلقي عليها لوم كلّ ما حصل طالبًا منها الاعتراف بأنه صنع جمالًا خالدًا لا مثيل له وهي قامت بتدميره.

بعدها ينقلنا الحكيم مرّة آخرى إلى عالم الآلهة، ونشهد حوار فينوس وأبولون الذي كان يحاول فيه أبولون أن يجعل فينوس تقرّ بذنبها وبتفوق الفنّ الخالد على الحياة الفانية. يتفق الاثنان على أن يخبرا جالاتيا بالحقيقة وأن يجعلاها تعشق بجماليون بكل ما أوتيت من قوّة وتنفذ كل مطالبه. تأتي بعدها جالاتيا إلى بجماليون وتطلب منه العفو عمّا اقترفت وتبجّله بقولها "معبودي بجماليون" و"بجماليون العظيم" ولهذا يخبرها بأنها الآن أصبحت جديرة بحبّه.


الفصل الثالث:

قد تراكم الغبار على فراش بجماليون وجالاتيا، ولهذا تقرر جالاتيا تنظيف منزلها، ولكن هذا يُغضب بجماليون ويزيد إحساسه بالندم؛ فالمرأة التي صنعها أعظم وأجلّ من أن تكون كسائر النساء، هو صنع ملكة جمال مثالية و حتمًا "لم يصنع امرأة في يدها مكنسة" (116). فهم بجماليون أن هذه الجالاتيا هي بالطبع ليست الأثر الخالد الذي كان يطمح أن يدوم. واعترف لها بأن كل مافيها محدود على عكس جالاتيا العاجيّة الغير محدودة الجمال. وبعد أن سمعت جالاتيا كل هذا قررت أن تفترق عنه لأن وجودها سيذكره بأثره الضائع وفنّه المسلوب، فصاح بجماليون مناشدًا الآلهة : "ردوا إليّ عملي وخذوا عملكم" (126).


الفصل الرابع:

أعادت فينوس جالاتيا كما كانت جسدًا مثاليًا بلا روح. لم يستوعب بجماليون ما حصل واعتبر أنه اقترف جريمة بحق زوجته، استنتج بعد فوات الآوان أن " المودة والرحمة أشياء تعطيها الحياة ولا يعطيها الفن" وأن الافتتان بالنفس والذات خطيئة يقع بها كثير من الفنانين؛ فَهُم يبحثون دائمًا عن الكمال؛ ولهذا لا جمال الحياة يشبعهم ولا كمال الفن يكفيهم.

صار يحس مع التمثال بالوحدة ولم يعد يحبّه كما سبق؛ لذلك قام بتكسيره. تنتهي المسرحيّة بنهاية مفتوحة عندما يقول يجماليون لنرسيس: "لقد آن الأوان،" وقد اعتبر بعض النقّاد أنه قد مات(157).

تدوينات من تصنيف محتوى أدبي

تدوينات ذات صلة