اسم المتسابق: عبد الرحمن كمال سليمان الخطيب - فئة المسابقة: الفئة العمرية الأكبر من 18 سنة



الى الذين وَضعت حربُهم أوزارها للتوّ، واعتلت رفوفهم شهادة جامعيّة حديثة بذلوا سنوات مُتعددة في سبيلها، الى الذين يظنّون أنّهم قاموا بأوّل خطوات النجاح وأنّه آن أوان حصد الثمار، إليكم جميعًا أيّها الخريجون نقول: أهلاً وسهلًا بكم في اختباركم الأصعب، السنة الأولى بعد التخرّج التي ستُشكل ملامح مستقبلكم.


مُحدّثكم من ذات جلدتكم وجيلكم، جيل الفرص النادرة الذي فُرِض عليه الكفاح ليحصل على عمل ما، الجيل العالق في المنتصف الذي لم يفز بفرص السابقين ولا بـلامُبالاة اللاحقين ومن واقع هذا الجيل أبلّغكم ما يلي:

أولاً: إذا كنتَ تعتقد أنّك تجاوزت المرحلة الصعبة فور تخرّجك فهذا وهم محض، بدأ مسيرك الآن يا صديق، أمّا ما سبق فهو محض دليل على أنّك مُتعلّم في مجتمع مُتخَمٌ بالمتعلّمين، وشهادتك تلك يوجد نسخ عديدة منها وليست "موناليزا اللوفر" أو "مومياء مصر القديمة".


ثانيًا: تعليمك الجامعيّ غير كافٍ ما لم تبدأ بنقض ما تعلّمته سابقًا وإعادة تعلّمه بصيغته العمليّة موائمًا بين نظريّات الكتب والميدان، ومُدَعّمًا سيرتك الذاتيّة بما يلزم من دورات تدريبيّة وخبرات عمليّة تخصصيّة.

ثالثًا: تطوّع وتدرّب بأجر زهيد في البداية وارفض أن تُستَغلّ في ذات الوقت. لا تقبل بأنصاف الفرص وارفض غير المناسبة منها ولو بلغ عددها ألفًا لأن رفض الفرص يُفسح المجال لفرص أفضل بالظهور الى الساحة.

رابعًا: احرص على توظيف الأدوات المناسبة للبحث عن الفُرص بذكاء وإن لم تجد الفرصة المناسبة فاصنعها، المشاريع الصغيرة خَيار متاح لمن أراد إليه سبيلًا، جِد فكرة نوعيّة تستحق أن تُقاتل لأجلها وامضِ في طريقك.

خامسًا: حدد خارطة الطريق قبل بِدء المسير، لا تسر على غير هُدى وتزوّد بمعارف وعلاقات بنّاءة تُعينك في طريقك الطويل.


وختامًا: احذر من وحش مفترس يتربّص بك في هذه الفترة تحديدًا يُدعى الإحباط، ثِق في ذاتك قدر ما استطعت، ضَع نفسك في المركز وابذل الجهد تلو الجهد سعيًا لتطوير ذاتك دون كَلل أو ملل وتذكرّ أنّ لكل مُجتهد نصيب يعتمد على قدر اجتهاده، وأنّ أفضل الفرص تأتي لأكثر الأشخاص استعدادًا، فكن كذلك.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عنوان جذاب ،موضوع أكثر من رائع ،
وسرد جميل جداً يجبرك على الإستمرار ، دمت مُلهماً

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة الخطاب المُلهم

تدوينات ذات صلة