هل حقا علينا ألا نأبه لما يجيئ في ذهن البعض عنا ؟

سأحكي عن مواقف حياتية أثبتت لي عكس النظرية التي يدفعك كل الناس للإيمان بها،

في بداية العام الأول لي بالجامعة، من الطبيعي أن أقابل أشخاصا جديدين لا يعرفون من أنا ولا أعرفهم ، واجهت بعض المشاكل في التواصل مع الآخرين ولكني لم أواجه مشاكلا أبدا في تقدم قدراتي العقلية إلا أشياءا لا تذكر.يخبرك الناس أنه عليك ألا تسمع لكلمات وتعليقات كل من هب ودب عليك ولا تهتم لها ، في حين أنك إن فعلت ذلك حقا فإنك ستعرض لخسارات قد تكون كبيرة كخسارة وظيفة أو عدم قبولك في عمل، أو شكوى الناس منك لمجرد أنهم لم يرق لهم جزء واحد من شخصيتك.الحقيقة أن الناس لا يؤمنون بك ولا يصدقون بأنك قد تكون شخصا عظيما في المستقبل، إلا ببراهين وأدلة أنت من تضعها لهم مسبقا، هم لا يصدقون امتلاكك لقدرات تميزك عن الغير، وقد يصدقوا بعد أن يروك قد عبرت المسير كله وحدك لم تذق أثناء عبوره قطرة إيمان واحدة بقدراتك تروي ظمأك و تسهل صعوبة طريقك، ولستُ أنا استثناءا من هذه القاعدة. الموقف السخيف الذي جرى بين زملائي في الجامعة كان بسبب قلة تواصلي معهم فحسب بسبب مشاكل قد حدثت لي في هذا الوقت تحديدا فأعاق تواصلي معهم بشكل كبير، إن الناس لهم قدرة على أن يظنوا أنه ليس بإمكانك أن تكون شخصا عظيما أو أنك لا تمتلك قدرات بارعة بعد التعرف عليك لمدة شهر واحد فقط، وأريدك أن تتخيل بنفسك أنهم يصدقون أن شهرا واحدا هو مهلة كافية لحصر قدراتك في عقلهم، كان الموقف أنهم ظنوا أني لا أستطيع الحديث وأني سوف أفسد تجربتهم بالعمل كفريق، لم أهتم أن أبرر لهم،. كنت أرى في أعينهم كيف كانوا يوقنون أني لست أهلا لاتكلم أمام الجميع وأني سوف أحرجهم، تجاهلت شكوكي بذلك ولم أهتم، حتى صار اليوم الذي قالوها لي بصراحة، إنك عليكِ أن تدرسي أكثر مما ندرس نحن لكي تؤدي أداءا مماثلا في المسابقه، هنا صار الأمر جديا، تغيرت ملامح وجهي وقلت لهم بحزم : أني لا أسمح لأي أحد أن يحدثني هكذا، خاصة أنكم لا تعرفون قدراتي وما رأيتم إلا شيئا لا يذكر عنها، صمت الجميع بإنصات وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي ينظرون لي بدنو هكذا، إن التعامل مع الناس ليس أمرا بسيطا أو عفويا سهلا، وأنت إن تحسبه كذلك فإنك قد تقع في كثيرمن المشكلات، عليك أن تفهم كيف يفكر البعض حتى لا تتعرض لمواقف قد تكون صادمة.

الحديث هما ليس عن جعل ما يقوله الناس محور تفكيرنا ومنبع اتخاذ القرارات ربما علينا أن لا نكترث لما يقوله عنا البعض ولكن علينا بشكل آخر أن نضع رأيهم في الإعتبار بدون أن يؤثر في عقولنا بالطبع إلا بما يساعدنا على المضي قدما.