الأم كائن حساس يحتاج إلى الكثير من الاعتناء على الصعيدين الجسمي و النفسي فهي الأصل في الحصول على منزل متوازن و سعيد.
كيفية القضاء على اكتئاب ما بعد الولادة
تتحمل الأم الكثير من الضغوطات منذ بداية حملها و إلى غاية ولادة صغيرها و تستمر هذه الضغوطات إلى ما بعد الولادة حيث تعتبر مرحلة الحمل لوحدها من بين التحديات الكثيرة التي تمر بها الأم و يمكن أن يحدث الكثير خلال فترة 9 أشهر كبعض الأمراض الجسمية و النفسية و قد تصاب المرأة الحامل بالاكتئاب أيضا فهو ليس مختصرا على فترة ما بعد الولادة فقط، اذن
ما هو الاكتئاب؟؟
هل يوجد اكتئاب في مرحلة الحمل!؟؟
كيف نعرف اكتئاب ما بعد الولادة؟؟!
و هل يوجد علاج فعال للقضاء على الاكتئاب؟؟!
ماهي الطرق الأساسية للقضاء على اكتئاب ما بعد الولادة؟؟!
تعريف الإكتئاب عند معظم الأمهات:
قد لا تعرف الكثير من الأمهات انهن مررن بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن كأمهات مثاليات...و لكن تؤكد الكثيرات أنهن مررن بالفعل بفترات صعبة خلال فترة الحمل او ما بعد الحمل و هي الولادة او حتى خلال مرحلة التربية(راجعي المقال الخاص بالأم و التربية) فالإكتئاب يعتبر اضطراب نفسي و عقلي يصيب الأم خلال مراحل مهمة من حياتها خاصة بعد الولادة و اذا لم يتم احتواء الإكتئاب بسرعة قد يؤدي إلى مالا يحمد عقباه...
اكتئاب الحمل:
نتيجة لتغير الهرمونات الضخم خلال مرحلة الحمل تمر الأم بفترات نفسية صعبة فهذه المرحلة تعتبر الأهم لتهئية المرأة لاستقبال صغيرها على أكمل وجه، أما إذا لم تجد الأم الاهتمام و الاحتواء المناسبين فقد تؤدي إلى اضطراب سلوكي خطير حيث تصبح الأم الحامل عدوانية أكثر أو منطوية على نفسها و هذا ما يجعلها تستسلم للأفكار السيئة التي قد تجعلها تؤذي نفسها او جنينها بأي شكل من الأشكال
أشكال اكتئاب الحمل:
قد يكون إكتئاب الحامل على شكل حزن مفرط كأن تكره كل شيء حتى جنينها فالأفكار المسمومة التي تطغى على نفسيتها تجعلها عرضة للبكاء أكثر
* أو الشعور بالحساسية الزائدة حتى للأمور التي يراها البعض تافهة و ما نتحدث عنه هنا لا يمت للوحم باي صلة...
*شعور الأم الحامل بالخمول و التعب الشديدين يجعلها غير قادرة على حمل نفسها خارج السرير، سيكون النوم هو الحل المثالي بالنسبة لها للخروج من أزمة الشعور بالإكتئاب.
*عدم تقبل الأم الحامل لشكلها الجديد و تضاريس جسدها الهائلة تجعلها عرضة للإنتقاد و جلد الذات فتشعر بالذنب و الخجل، هذا ما يجعلها تنفرد بنفسها عن العائلة و المحيطين بها و هو ما يؤدي في اسوء الحالات إلى الشعور بالإكتئاب.
فإذا كانت هذه بعض أشكال اكتئاب الحمل فكيف نعرف
اكتئاب ما بعد الولادة:
اكتئاب ما بعد الولادة من أصعب ما تمر به الأمهات على الصعيد النفسي و العقلي فذلك الاضطراب الشعوري في اسوء الحالات يؤدي إلى ايذاء الأم لنفسها او لرضيعها بابشع الطرق فما هي المظاهر التي تدل على أن الأم مصابة باكتئاب ما بعد الولادة
أعراض الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة:
يصعب على كثير من الأمهات تقبل واقع انهن اصبحن مسؤولات فجأة عن شخص آخر عدا أنفسهن و مع هذه التطورات الجديدة تجد الأم نفسها تصارع لوحدها كل متطلبات رضيعها، فعملية الولادة في حد ذاتها ليست هينة و قد تخلف لدى الأم ذكرى فضيعة و ألم أفضع فليست كل تجارب الولادة ممتعة (اقرئي المزيد عن الولادة الطبيعية و الولادة القيصرية) و من بين المظاهر التي يجب الانتباه إليها و التي تدل بالتأكيد على وجود اكتئاب ما بعد الولادة :
*الأفكار السلبية الحادة التي تشعر بها الأم بداية من الأسبوع الأول بعد الولادة و قد تستمر على هذه الحال مدة زمنية طويلة.
*الحزن و البكاء المستمر عند عجزها عن تلبية احتياجات صغيرها فعملية الرضاعة الطبيعية اختيار لم و لن يكون يوما اختيارا سهلا (الرضاعة الطبيعية).
*التنكر لصغيرها و هو من الحالات المستعصية للاكتئاب حيث ترفض الأم المصابة بالإكتئاب الاقتراب من رضيعها او حتى النظر اليه و يمكن أن يكون هذا الاضطراب النفسي بسبب مشاكل حدثت للأم أثناء الحمل.
*الخوف الشديد من المستقبل و من عدم تمكنها من الاعتناء بطفلها يجعل الأم في حالة من الارتياب النفسي الذي يؤدي بدوره إلى حدوث اكتئاب حاد.
*النوم بشكل مفرط بأن تجعله الوسيلة الأنجع للهروب من الواقع و بأن هذا الوضع أصبح حقيقة لابد من التعامل معها.
*التقلبات المزاجية فقد تجد الأم في حالة هدوء و رضا لتنقلب عندها الأحوال إلى غضب و نفور في نفس الدقيقة
بالتأكيد تختلف أعراض الإكتئاب و درجاته من أم إلى أخرى حيث يمكن لبعض الأمهات التخلص من الاكتئاب بعد اسبوع او اسبوعين من الولادة بينما تستمر الأعراض عند أخريات لمدة طويلة و قد تتطلب تدخل الطب النفسي.
كيفية علاج اكتئاب ما بعد الولادة:
تصاب على الأقل 10٪ من الأمهات باكتئاب ما بعد الولادة و ينتج هذا الخلل العاطفي بدرجة كبيرة عندما ينعدم الدعم للأم سواءا في فترة الحمل أو بعدها و لكن يجب عدم الاستهانة بهذا المرض لأن عواقبه قد تكون وخيمة فكثيرا ما نسمع عن أمهات فقدن السيطرة عند ولادتهن و آذين أنفسهن و أولادهن كما حدث مؤخرا لامرأة مصرية تعبت حسب قولها في رسالة أخيرة تركتها لزوجها من ضغوطات الحياة فأنهت حياة صغارها و قامت بالانتحار.
لكن إذا وجد هذا الاضطراب النفسي الاحتواء المطلوب و
* دعم الزوج و العائلة مهم جدا في هذه الفترة بل و الأهم دعمها في فترة الحمل حتى يمر دون مشاكل، عندها قد تقل فرصة الإصابة بهاذا الاكتئاب بعد الولادة لان الدعم يجب أن يستمر فترة طويلة.
* توفير جو مناسب ملؤه الحب و الود و التفاهم و تقسيم المهمات لترك وقت ترتاح فيه الأم قليلا لتستعيد عافيتها الجسمية و النفسية.
* الحوار الايجابي يجب أن يكون دائما في مقدمة كل حديث مع الأم و ذلك بمحاولة معرفة ما يؤرقها و ما يشغل بالها.
* عدم ترك الأم لفترة طويلة لوحدها حيث يؤدي ذلك إلى استسلامها للأفكار السلبية.
* تشجيع الأم على ممارسة نشاط ما قد يكون رياضي و اجتماعي لإعادة ادماجها شيئا فشيئا في حياتها السابقة و انه مازال يوجد بعض الوقت لنفسها ككائن حي.
* اللجوء للسكينة النفسية عن طريق قراءة القرآن و التقرب إلى الله عز وجل، الدعاء و التضرع و طلب الشفاء من الشافي وحده.
* قد يكون هاذا غريبا و لكن للأكل الصحي دور كبير في معالجة الإكتئاب (اقرئي مقال الأم المثالية و الصحة) بل و توجد أكلات معينة قد تساهم في رفع نسبة فيتامين د و المغنزيوم الذين يعتبر نقصهما بصورة حادة في جسم الأم من بين أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة نظرا لأهميتهما في إعادة التوازن للجسم.
* اللجوء إلى الطب النفسي كإجراء لابد منه في حالة تطور حالة الأم النفسية و الاستمرار بتتبع حالتها حتى بعد التحسن.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات