ميزان الضحك و الدمعة هو الخط الرفيع بين القدرة على تخطي حاجز الحزن أو الوقوع بين ظلماته

لا أدرى ماذا على أن أفعل أمام هذا الشعور الطاغي على روحي بالضيق، غير أنه لابد أن أستأنف طريقي حيثما بدأت، قد أحاول الخروج عن الروتين وبجو ملئ بالصفاء الذهني والراحة أحاول أن أرتب هذا الكم من تزاحم الأفكار، أحاول العثور على نفسي التائهة، بتبسيط الأمور أكثر وأعاود القرب من نفسي أطمأنها.

لا أعتقد أن الوقت يطول، لابد ألا يطول حتى لا نقع فى ثقب الحزن الأسود، فيشل عنا الحراك الفكرى ويميت الشعور بالحياة والوقت، فنجد أنفسنا في ربع العقل الخالى تجذبنا أحزاننا بين ذرات رماله المتحركة.

ولا شك فى أن الإنسان بذلك التوقيت يكون أكثر أحاطه بالطاقة السلبية التى تجعله فى حالة من الخمول البدني والعقلي فإما أن يتضاءل المجهود المبذول عمليًا أو قد يتلاشى نهائيًا فى كلا الأمرين عليك أن تخرج نفسك بعيداً عن إطار حال الأكتئاب بعدم الاستسلام له وشغل العقل بتفاصيل آخري توازى فى وقتها محاولة الخروج من الحزن بالوقوف على الأسباب الرئيسية المُسببة، أن كانت معلومة.

لا تتصور أنه هناك من يُنجدك وينتشلك من هذا الحزن، دائماً ما كنت أعتقد بأن على الإنسان أن يساعد نفسه باستمرار، لكي يتخطى كُل الحواجز الحياتية التى تُعركل مسيرته لا أحد غيرك سيكون قادر على ذلك لحل المشكلة بشكل جذري، الأمر يجب أن يتخطى حدود أسناد ما تُعاني منه لغيرك حتى وأن كان شخصاً ذو قدرة على الأنصات وتحليل الأمور، هي فقط مسكنات، ستُخرجك هذه المرة ربما، والقادمة من الوارد، ولكنها ليست حلاً نهائي لما تُعاني.

دعنا نتوقف لثواني وندرك معاً أنه هناك مواقف خارجية تحدث أمام أعيننا لا نكون طرف بها ولكن طبيعة الإنسان أنه قد يتأثر سلباً بما تراه عيناه وتسمعه أذناه، والمواقف الشخصية أي أنك طرف أصيل فى هذا الموضوع محل عدوى الحزن، سيكون الحزن الأول سريع الخروج عنه أما التانى ربما لانه يخصك سيستمر معك قليلاً، ومع الوقت ستكتسب مناعة لأنه أصبح لديك قدرة على التعامل وتحليل كل التفاصيل المؤدية لذلك.

الكثير من المواقف تجعلنا نحزن، ولما لا هل تتصور أنه على الإنسان أن يعيش طوال العمر فرحًا، الحزن هو حالة من التوزان النفسي، وانفراجه عن الروح كي تكتشف ما هو جديد وتتعلم، وكما ذكرنا تكرار المواقف بعينها أو تغيرها يكسب الإنسان منا مناعة التعامل بحرفية قد تجعلنا نتفادى ما هو أصعب أو على الأقل تقبله بصدر رحب وأفق متسعة فكريًا.

وباختصار ستٌدرك في نهاية الأمر، أن لا شيء يستحق أن تحزن لأجله، لا شئ على الاطلاق، تخلى عن تلك الندوب وأسقط عنك هذه الخيالات التي أحطها بنفسك لترى الطريق أكثر وضوحًا دون ضباب.


Mohamed Salah

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Mohamed Salah

تدوينات ذات صلة