أظهرت الحرب الروسية الإوكرانية بعد عامها الأول أهمية التأثير على الأمن والسلم الإجتماعى داخل المجتمع الدولى

وفى الدول التى لا تعد أطرافاً مباشرة فى الصراع الدولى .إن العالم صار قرية صغيرة بفضل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل المختلفة فقد أصبح ما يحدث فى الشرق يلقى بظلالة على أقصى الغرب. .

ظهرت الحكومات تصارع من أجل مواجههة التحديات على كافة الأصعدة , من أكثر التحديات التى ظهرت نتيجة لذلك الصراع أزمة الغذاء والتى أظهرت تأثيراً بالغاً على الأمن والسلم الداخلى والخارجى للدول , بل وغيرت الاوزان النوعية ومراكز الثقل فى العالم لتظهر أوزان وادوار لدول جديدة .

تلك الدول التى عملت كوسيط فى إخرج ما يوازى 11% من حبوب العالم الى الدول الغير منتجة مما خلق أدوراً جديدة مؤثرة .

بينما ظهرت دولاً اخرى كانت ذات تأثير دولى فى حالة من العجز .بينما تصارع حكومات الدول الغير منتجة للحبوب داخلياً فى محاولة مستميتة الى تقليل الفجوة فى متطلبات الغذاء.

من هنا بدأ التفكير فى حلول أكثر واقعية وخارج الإطار النمطى لحل تلك المشكلة .

فى مصر كانت الأوضاع أكثر إستقراراً فيما مضى فى الحُقَب الأولى من القرن الماضى وحتى قرب منتصفه نتيجة لتنامى إقتصاد القرية , الأمر الذى كان بدوره يقلل الفجوة تلقائياً من ميزان الإستيراد لتلك الحبوب .وإعتماد أنماط استهلاكية بسيطة أدت بدورها الى تكامل وإكتفاء القرية المصرية .

كانت بيوت القرية المصرية تمثل حكومات مستقلة لا ينقصها الكثير للتعايش .

كل بيت كان لدية ما يكفية من الحبوب المزروعة محلياً , أيضاً من الإحتياجات الأساسية من الخضروات واللحوم والدواجن والألبان والجبن والأقطان وكان هذا الإقتصاد يمثل نسبة كبيرة من هامش الأقتصاد المحلى والذى كان لا يحمل الميزانية العامة الكثير .

ثم بوسطة الاعلام الغير مسؤول طرأعلى هذا المجتمع المنتج المكتفى ذاتياً تقريبا ًأنماطا إستهلاكية جديدة أسهمت بشكل كبير فى تغيير تلك الأنماط المستقرة إى أنماط أكثر إعتمادية على الموازنة العامة للدولة بشكل مباشر .

أصبح الاقتصاد الريفى أكثر إستهلاكاً نتيجة الإفتقار الى الإعتدال فى الإستهلاك مقارنة باقتصاديات المدن الكبيرة التى بالفعل تمرست على الإعتدال فى الإستهلاك وأن كل ما هو مطروح من السلع إنما بغرض التنافس التجارى وليس من أجل التجربة والمفاخرة فى تلك الأوساط .

هنا اصبح كاهل الدولة يأن بهذا الإستهلاك الإضافى والغير مسؤول , بينما إزداد إستغلال الإعلام لتلك الأنماط فى الترويج لأكثر السلع إغراء لأهل تلك المجتمعات الناشئة والغير مدربة على ضبط إستهلاكها مما خلق إنهياراً فى المنتجات الوطنية نتيجة عدم كفاية المطروح وعدم القدرة على المنافسة مع المنتج المستورد فى ظل صمت الدولة فى تلك الفترة عن دعم الاقتصاد الوطنى .

وتفاقمت تلك الأنماط وأصبحت من أنماطاً ترفيهية الى واقع ملموس .

على سبيل لا الحصر لم يعد يقنع ساكنى المجتمعات الريفية بنوع واحد من المشروبات اليومية كالشاى والبن .وإنما نجد فى الأسرة الواحدة من يطلب أكثر من نوع .

تخيل معى أننا لا ننتج أى منها على الاطلاق .

كان فى البداية يقنع ذلك المجتمع بنوع أو إثنين , حتى تدخل الإعلام والتاجر ليداعب طلبات ذلك المجتمع النهم للجديد .

ظهرت تلك الانماط فى كل مناحى الحياة ( المأكل – الملبس – الاآلات – السيارات – البناء- ) وهنا لا نستطيع أن نحمل تلك المجتمعات المسؤلية عن ذلك ولا نستطيع أيضاً أن نغفل حقهم فى الرقى والعيش المرفه .

لكننا للاسف لا نسطيع بمنتجاتنا المحلية أن نغطى تلك المتطلبات مما يمثل ضغطاً على الدولة فى تدبير العملة الصعبة لتلبية تلك الإحتياجات .

هنا وجب علينا ان نتكاتف لحل تلك الأزمة .من وجهة نظرى المجردة أن الحل يعتمد على محاور عدة :

أولاً: سياسة إعلامية منظبطة ومسؤؤلة تهدأ من حدة السعار الإستهلاكى بجانب دور توعوى فى مجال إنطباط الإستهلالك وهذا ما تحدث عنه الرئيس المصرى فى المنتدى الدولى بالامارات .

ثانيا : تشريعات قانونية ملزمة لمحاربة الإحتكار وضبط الأسواق .

ثالثاً : إنشاء كيان له سلطة الضبطية القضائية للعمل داخل الاسواق من السيدات كونهن أكثر حسماً وحزماً ودراية بمتطلبات المنزل .

رابعاً : تفعيل دور المحليات فى إنشاء أسواق مركزية توفر النموذج الإستهلاكى الحكومى ( برصه الدواجن – برصة الخضروات – مناطق لو جستية .)

خامساً : قيام الحكومة بتقنين المنتجات المستوردة من الخارج للحد من الاستيراد العشوائي .

سادساً : تشجيع وتفعيل عودة إقتصاد القرية بدعم حكومى مباشر .تكون الحكومة ممول والقرية منتجة من المنازل بسعر التكلفة فقط لحين تنامى ذلك الاقتصاد وتعافية .

حال تعافي إقتصاد القرية وخروجة من دائرة الإستهلاك القومى الى الإنتاج القومى مجدداً ولو بنسبة صغيرة فإنه بمثابة طوق النجاة للإقتصاد الكبير.

فى النهاية أننا لا ندعى لأنفسنا العلم المطلق أو الفهم الملم بكل مناحى الحياة لكننا نطرح رؤئ وأفكاراً قد يستفاد بها من واقعنا فى تحقيق السلم الإجتماعى من خلال توفير المتطلبات الاستهلاكية ومنها الغذاء .

حفظ الله مصر من كل شر وسوء


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد الجرف

تدوينات ذات صلة