مات زوجى وانا بنت العشرين ربيعاً.ليس هذا فحسب وإنما ترك لى فى أحشائى جنيناً إبن أربعه أشهر

صار أملى فى الدنيا أن أعتنى به ليمتد به اثر زوجى الطيب , الذى مات فجاءة , مات وهو نائم . روحت اُيقظه فى الصباح فكانت مفاجئه صادمة لقد رحل . تجاسرت , رفضت أن أتزوج بعدة وفاءً لذكراه .

مرت الأيام ثقيله تعرضت فيها لكل أنواع الإغراءات لبدايه حياة جديدة بالزواج أقصد . ومنها تارة عروضاً للتسليه ,نجوت منها جميعا . رغم أننى أتمتع بجمال مبهر . عينين زرقاويتين وكل مؤهلات الجمال.

لم يترك لى زوجى الكثير لاعاشتى أنا وإبنى الصغير.

احتملت كل ذلك . وصار الحلم يكبر كل يوم , ويترعرع كل يوم , كبر الصبى وصار رجلاً .

حرصت على أن أعلمه جيداً واُربيه جيداً وان اُعطيه قدر ما أستطيع .

لم يحس يوما بضيق الحياة , رفضت كل المحاولات لمساعدتى مادياً حتى يكبر عزيزاً .

وانتهت بمهندس متميز , إبنى صار مهندساً فرحت وفرحت فقد أثمرت شجرتى الصغيرة وتحقق الحلم .

كان يقدر كل تعبى , كل تضحياتى وكان هذا يرضينى ويكفينى .

التحق بالعمل سريعا . وصار يتقاضى مرتبا مجزياً, كان ياتينى براتبة ويلقيه بين يدى ’إفعلى ما تشائين به’ كنت أفرح وأحس بنعمة ربى .

كنت أرده راضيه اليه , وادعوا له بالبركه .

.وبدات أناشدة أن يجد نصفه الثانى أريد أن أرى أحفادى واُنهى الرحله واجلس راضيه .

وكان يرفض ويتعلل أنه يريد أن يعوضنى خيراً .

كررت والححت حتى رضخ وبدا يتجاوب .

وبدات رحله البحث , وانا اذكى له كل يوم من فتيات الأقارب والأصحاب.

جائنى فى يوم متهللاً وجدتها يا أمى . فرحت كثيراً .

.وبدات اساله عنها , فقال هى زميلتى فى العمل وإنها جميلة وإبنه مهندس كبير .

فرحت وطلبت أن أزورها , التقيها وحدث بالفعل .

كانت الحقيقة رقيقة وجذابه , تطورت الأحداث والفرح يعم الجميع حتى تمت الخطبة.

وبدأ إبنى يحس بالعاطفة والفرح ولكن بدأ يدب فى نفسي بعض المشاعر المتضاربة تحديداً .

صنفتها فى البداية غيرة على ثمرتى اليانعة .

فأنا أرى أنه من حقى أن استمتع بثمرتى وحدى . ولكن غلب شعور الفرح لفرحتة كما إعتدت .

لكننى لم أعد اتحمل , ضاق صدرى بكل تصرفاتها ,

فى البداية لم اتحمل تدليل ولدى لها . أحسست أنه لى أنا كمكافئه على تعبى .

تطور الموضوع ليصير رفضاً لكل التصرفات بكل أنواعها . حتى بدأت مرحلة جديدة . النقد الآذع لكل تصرفاتها . بدأت ذلك فى نفسي ثم تطور الأمر الى النقد العلنى لها أمام ولدى , كنتيجة لحبه الشديد لى بدأ يتجاوب معى , تطور الأمر حتى صار نفوراً منه الى أن انتهى الأمر بفسخ الخطبة رغم محاولات البنت المسكينة فى أن تتعايش ولكن فى النهاية إنتهى الأمر.

أحسست ساعتها بفرحة عارمة فقد عاد ولدى لأحضانى ولكن عاد معه شعور كبير بالذنب تجاه تلك الفتاة التى لاذنب لها . مرت الأيام وعزمت على أن يكون هناك فتاه أخرى لولدى , تدربت كثيرأ على عدم الغيره حتى أننى وكتدريب لنفسي سمحت له بأن يتحدث لفتيات أخريات فى العمل ومحيط الأسرة حتى أن هذا لم يعد يزعجنى .فى البداية.

أنطلق ولدى وصار يحب هذا اللون من الحياة وبدأالامر يتغير . قل إهتمامه بى . وإندفع فى علاقاته وصار كل يوم يهيم فى وادى .

بدأ يتغيب عن البيت ولم يعد صريحاً كما كان وفقدت السيطرة عليه حتى أنه بدأ يرفض فكرة الزواج والإرتباط بإعتباره أمر ثانوى يمكن تأجيله الان.

..ماذا أفعل أحس أننى فقدت كل شيء .ببساطة فقدت ولدى الطيب وصار عندى رجلا غريب .إرتباطه بالبيت فقط للأكل والنوم.فقط مجرد فندق .

قل لى ماذا أفعل لاستعيد ولدى؟ أم أن هذا ذنب الفتاة التى أضعت فرحتها بتصرفاتى الغبية ؟ .بدأت أفقد صوابى بالله عليك قل لى ماذا أفعل ؟ ...


للرد على الرسالة نقول:


لأجيب على هذى الرسالة لابد أن تعرفى يا سيدتى أن ما فعلتى لولدك هو جزء من مسؤليتك يوم ما قررتى أن يكون ولدك هو مشروعك بل وفرغتى كل وقتك وعشتى راهبة برغبتك وليس بناء على طلبة هو .

يوم قررتى ذلك لم تعدى لذلك مكافئة على كل تضحياتك , كل ما فعلتيه هو أنك وضعتى لنفسك إختبار قاسى جداً , ثم وضعنى لأبنك قدراً يواجهه نتيجة أختبارك أنت .

أنت نجحتى فى إختبارك وصار الطفل رجلاً يافعا صالحاً ..ولكن عليه أن يرد جميلا لم يطلبه بل ويضحى هو الآخر بكل مشاعره لكى يعوضك وإن لم يفعل كان ناكرا للجميل.وإن فعل وشاركتك فيه زوجتة وهذا طبيعى جدا ..ناصبتيها العداء.وإن ترك كل ذلك وهام على وجهه كان منفلتاً .

الحقيقة أنك أفسدتى كل شيئ بتدخلك السافر فى حياته . هو بشر له مشاعرة وأحاسيسه يحب ويكرهه ويختار حتى تمرد على كل شيئ واليوم تصوبين الخطأ بخطأ اكبر.تحاولين بإستماته أن تستعيدية كما كان على صورة ترضيها أنتى . إعتقاداً منك أن ولدك الطيب ملكك , صناعتك .

الحقيقة أنه لم يعد كذلك . أتركية يعيش حياتة بطريقتة وعليكى بالنصيحة فقد مضى زمن الوصاية .

لا تضغطى علية بتضحياتك من أجله فغداً من كثرة تكرارها سيملها وستفتقدين أخر أسلحتك.

عليك أن تخوضى تجربة الصديقة له وأن يكون هناك قدرا كبيراً من سعة الصدر والصراحة وأن تتخلى عن دور الوصية التى يجب أن يستمع لها بدون تردد أو الأم التى تعطى الأوامر الغير قابلة للمناقشة . مضى زمن ذلك.

إقتربى أكثر منه فى صداقة , شاركية , ناقشية , إقبلى منه .

حتى يعود لك صاحباً فإن فعل فقد نجحت.واذا لم تنجحى . فقد خسرتى كل شيئ.

أما بالنسبة للبنت التى ظلمتيها .الحقيقة أنها نجت من حياة كانت ستصير بائسة تملؤها الغيرة والمشاعر المتضاربة لاتقلقى بشأنها فهى الأسعد فيكم أنتم الثلاثة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد الجرف

تدوينات ذات صلة