هذه الأيام مهما بدت عادية و رورتينية إلا أنها حملت لنا في طياتها الكثير لتحمد عليه و الكثير من الذكريات لتقال و الكثير من التحدي و الأمل


عن الأمنيات التي كنا نظنها بعيدة المنال و لكن كان يحلو لنا كثيراً التفكير بها و التخطيط لأجلها .. عن المشروبات و الأكلات الخفيفة التي كانت بصحبتنا أمنيةً أمنيةً و تؤنس وحدتنا .. عن القلوب الممتنة و المتفائلة حد السماء .. عن العيون الضاحكة الشغوفة المستبشرة .. عن اللقاءات العشوائية و الغير المخطط لها .. عن النجاحات الصغيرة التي فاجأتنا بموعدها .. عن الطريق التي لم يعد يهم إلى أين و متى و كيف بقدر ما تهم الطمأنينة و السعادة فيها .. عن الأحلام القديمة التي تنازلنا عنها لنتأقلم مع واقعنا .. عن الأحلام الجديدة التي بدأنا نسعى لها .. هذه الأيام حملت لنا في طياتها الكثير لتحمد عليه و الكثير من الذكريات لتقال و الكثير الكثير من التحدي و الأمل ..


لا أعلم كيف كانت ستكون حياتنا لو لم نتألم و نسقط .. لو لم نفشل و نبكي .. من أين كنا سنأتي بكل هذه القوة التي في داخلنا الآن؟ كيف كان للسلام أين يستوطن أرواحنا؟ كيف كنا سنكتشف أنفسنا و نتعرف عليها؟ كيف كنا سنحب أنفسنا كما نحبها الآن و نتفهمها و نقدرها؟


نحن اليوم و بعد كل ما ممرنا به في ماضينا نشعر و بأن ما كنا نظنه الأسوء بالنسبة لنا قد حصل فعلاً و مهما سيحدث في المستقبل من محن لن يخيفنا فنحن مستعدون له .. لم نعد نخشى المواجهة لقد اعتدنا التحدي ..


أكثر ما تعلمناه و علينا الاستمرار في تعلمه هو الصبر .. الصبر على كل شيء في الحياة .. الصبر عَلَى مَا لَمْ نحِطْ بِهِ خُبْرًا .. و عدم اليأس اذا ما تأخر تحقيق المراد .. بل الدعاء الدائم مع الايمان بالفرج القريب .. إن عدم الاستعجال بحدوث الأشياء يريحنا كثيراً و يزيل العديد من الضغوطات التي نضعها نحن على أكتافنا .. لا بأس بأن نستمتع برحلة الطريق بدلاً أن نحتفل فقط بلحظة الوصول ..


القبول بعدم كماليتنا و لا كمالية حياتنا و لا حياة أي انسان في هذا الكوكب مريح أيضاً و يبعث الطمأنينة في النفس .. أشياء منقوصة تكتمل برضانا و قناعتنا و تحلو بالمشاعر الكبيرة التي نقدمها لها ..


بعض الأشخاص من فرط رضاهم بأقدارهم و تسليمهم لأمر الله و ثقتهم العظيمة به و بحسن تدبيره .. تظهر لنا حياتهم جنة مليئة بالسعادة .. و لكن هذا ماهو الا نتاج لأرواحهم الجميلة التي أحبت فأزهرت جمالاً و صفاءاً .. و أقبلت على الحياة بكل ود و شغف ..


هذه الأرواح المتقدة هي أكثر ما يعنيني و يجذبني في الانسان و أتمنى أن تكون حياتي ممتلئة بهكذا أرواح ..




Afaf Achour

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Afaf Achour

تدوينات ذات صلة