تشتد المحن و الابتلاءات في حياتنا.. تكثر الهموم و يتأخر الفرج.. نظنها النهاية ثم يأتي لطف اللطيف الرحمن الرحيم جبار الخواطر!
نكبر و نظن أن الحياة سهلة.. و أن الأحلام تتحقق بأيدينا.. و نظن أن الثبات على الأمل و الشغف شيء سهل.. و لكن نكبر وندرك أن لا شيء سهل في هذه الحياة و أنها أصعب مما كنا نتوقع بكثير..
في البدايات.. نبكي و نحزن.. نحارب و نقاوم بكل قوتنا كي لا نفقد الأمل و نحصل على جميع رغباتنا.. فتخيبنا الحياة مرة أخرى.. ثم ماذا؟ تمر الأيام و السنين تخف عندنا المشاعر نتوقف عن البكاء.. نرخي أيدينا و نعلن الاستسلام لأقدارنا.. نؤمن بعدها أن لن نؤخذ إلى ماكتبه الله لنا كما نؤمن أن أرزاقنا المكتوبة في السماء ستأتينا في وقتها المناسب رغم استحالة الظروف.. سنستنتج أن الصبر هو أهم مهارة علينا تعلمها.. و أن الدعاء هو سلاحنا الأقوى..
في كل محطة في حياتنا سنؤمن أكثر بأن لا أمان لنا إلا باللجوء إلى الله سبحانه..و بالتسليم لأمره.. التسليم التام.. و اليقين بأن أمر المؤمن كله له خير و أن الله ما خلقنا ليشقينا.. سيرضينا مضى مارضينا بأقدرانا رغم زلاتنا و تقصيرنا.. و سندرك أيضاً أن القرآن هو سر سعادتنا و مصدر نجاتنا.. و سندرك أن لكل شدة مدة و ستفرج مهما طااااالت..
في النهايات.. سنتعلم أن لا نرهق أنفسنا بمقارنتها مع الآخرين.. سيتخرج رفاق لنا قبلنا و سيحصل آخرون على شهادات أعلى منا.. سيسبقنا البعض بالزواج و سيحقق آخرون ثروات مادية قبلنا.. سنظن أنها النهاية و أننا أناس فاشلون ذوي حظ سيء.. سنجلد أنفسنا و سنلقي باللوم على ظروفنا..
فجأةً.. تتغير جميع هذه المشاعر السلبية و تتبدل بالطمأنينة و السكينة بعد أن ترانا رضينا بأمر الله و سلمنا أمرنا له.. فنرى العوض العظيم قد أتانا مهرولاً..
شخصياً.. لم تكن حياتي سهلة يوماً و لم أحصل يوماً على ما أريد تماماً.. غيرت أحلامي مرات عديدة و تنازلت عن بعضها حتى أستطيع أن أعيش و أتأقلم مع الواقع.. انتابني اليأس فترات عديدة و لكن ثمة نور في قلبي أبى أن ينطفئ بل كان يكبر و ينمو بعد كل شدة.. أصبحت أقوى من أي وقت مضى و أعتقد أنني سأصل الى يوم سأكون ممتنة فيه لكل مامررت به..
علمتني الحياة أن أرضى بأقداري و أسلم لأمر الله النافذ لا محالة.. ماهو مكتوب لي سيصيبني رغم جميع خوفي من حدوثه و ماهو غير مكتوب لي لن يصيبني رغم جميع سعيي لنيله.. أنا اليوم أعيش بقلب ينتظر قدره المكتوب برضا..
الآن أرخيت يدي من كل شيء
أسألك الأمان و السكينة و أنت رب كليهما
التعليقات