طريقة خاطئة في التفكير قد تكون السبب في اثباط نمو جهاز المناعة والصحة النفسية
في كتاب "مضاد الهشاشة" Antifragile للمؤلف الأمريكي من أصل لبناني نسيم طالب, يستكشف طالب الفكرة التالية: اذا كانت بعض الانظمة هشة تنهار من اصغر الصدمات (مثلا, النظام المالي العالمي), هل هناك انظمة عكس ذلك؟ هل هناك انظمة تصبح اقوى مع التعرض للصدمات؟
في جسم الأنسان, هناك عدة أمثلة على أنظمة من هذا النوع. أنظمة مضادة للهشاشة تتعلم وتصبح أقوى مع التعرض للصدمات. منها جهاز المناعة والصحة النفسية. وهما متشابهين الى حد ما.
جهاز المناعة في الأنسان يتعلم من البيئة المحيطة به. حيث يتلقى باستمرار محاولات من الميكروبات المحيطة به من فيروسات وبكتيريا وغيرها للتعدي على مناعة الانسان. عدا عن ذلك فهو ايضا على صلة مستمرة بالمواد التي تدخل الى الجسم عن طريق الاكل. التعرض لهذه المواد والميكروبات التي قد تكون مؤذية للجسم يؤدي الى تعلم جهاز المناعة وبناؤه ليصبح اقوى.
مثلا، اظهرت الدراسات ان التعرض للفستق منذ الصغر يؤدي الى نسب اقل من الحساسية ضد الفستق في المستقبل. والأمر كذلك لكثير من الأنواع الأخرى للحساسية. اي ان الحماية الزائدة للاطفال من التعرض لأي مواد مضرة أو ميكروبات قد تكون مؤذية لهم على المدى البعيد.
عالم النفس جوناثان هايدت في كتابه The Coddling of the American Mind يطرح فكرة ان الامر كذلك بالنسبة للصحة النفسية. الحماية الزائدة للاطفال من التعرض للمخاطر او المضايقة او الفشل او "التنمر" هو سبب رئيسي لارتفاع نسب القلق والاكتئاب عند صغار السن.
جزء مهم من النمو يعتمد على التعرض للعالم الخارجي بمخاطره والتعامل مع المضايقة من الاخرين (بالاخص عند الاولاد). الحماية الزائدة للأطفال تحرمهم من النمو في هذه المجالات مما يجعلهم اكثر هشاشة عند التعرض لهذه الاشياء كبالغين.
تماما مثل حمايتهم من الفستق.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات