اليهود هم من عرفوا الحق ولم يعملوابه ، فإياك والتشبث برأيك بعد معرفة الحق ..

ظاهرة التشبث بالرأي :70614942698378970



إنّ من أشنع الظواهر التي وقعت بين العلماء ، والأدباء ، والمُثقفين بشكل خاص ، والعوام بشكل عام ، قديماً وحديثاً هي ظاهرة

( التشبث بالرأي ) وإن ظهر الحق للطرف الآخر في حال كانوا في مناقشة ، أو مناظرة ، أو حوار ، أو حتى لو رُد بمصنف يؤلَف ، أو بورقة تُكتب .


ظاهرة التشبث بالرأي (على غلط ) ، أي: إذا كان صاحب الرأي متمسكاً برأيه وقد علم الحق ، ولكنه عدل عنه ، ولم يلتفت إليه .


ما أبشع ذلك ..

أن يُفكر أحدنا بأنه علمَ الحق كله ، ويناقش بذلك على خطأ وجهل ، بل يَضخم الأمر أحياناً لَأن يرمي المتشبث بالرأي نظيره بالجهل والفسق ، والكفر ، ويبدأ بمُحاكاته من فوقية ، وعلو نفس ، وتكبر ، ما أبشع هذا وأقبحه ..


وما أجهل من يظن نفسه أعلم الناس ، حتى ولو لم يدّعي ذلك ، فهو بأفعاله يحسب نفسه أنه ختم العلم والتعلم ، ولكن في الحقيقة ليس هو إلّا مجرد جاهل عرف الحق ومالَ عنه ، فقط لأنه تكبرعلى العلم ، فظن أن التراجع

عن الرأي الغلط رذيلة ، لا فضيلة.

ما أجهل من ظن نفسه أنه قد علم

أُشفقُ بشدّة على هذا النوع من الناس ،


لبأس العلم هو إذا لم يُعلّمنا ..


لبأس العلم هو ، بغض النظر عن نوعه ، إذا لم يُعلّمنا أن نتراجع عن رأينا إذا علمناهُ خطأً .


لبأس العلم هو ، إذا اتبعنا أهواءنا دون أن نهتم ونُكرّس أنفسنا ولا نُكلفها حتى عشرة دقائق للبحث عن الحقائق .


لبأس العلم هو ، إذا لم تسمح لنا أنفسنا أن نعترف لنظيرنا أنه كان على حق ، دون خجل أو خوف من الموقف .


- ( أعتذر لقد كنتُ على خطأ ، ورأيك قد أقنعني بعد التثبت والتحقق من الأدلة ).

ما أسهلها على من أراد الحق ، وما أصعبها على من أراد أن ينتصر لرأيه وإن علم أنه باطل .


- ( شكراً لك ، قد فكرتُ بسببك من زاوية أُخرى ، كلامك وفكرك قد فتحا لي آفاقاً لم أكن أراها )

ما أجملها من قلب وراء الحق راكض ، وما أقبحها على نفس وراء الهوى مُهرولة .


وكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :

(ائتَمِروا بالمَعروفِ ، وتَناهوا عن المنكَرِ ، حتَّى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا ، وهوًى مُتَّبعًا ، ودُنيا مؤثَرةً ، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ بِرَأيِه ، فعَليكَ بنَفسِك ، ودَعْ عنكَ العوامَّ)


ففي هذا الحديث توجيه بعدم التشبث بالرأي .


وذلك لا يُناقض أبداً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(لَو وَضعوا الشَّمسَ في يميني والقمرَ في شمالِي علَى أن أتركَ هذا الأمرَ حتَّى يُظهرَه اللهُ أو أهلِكَ فيه ما تركتُهُ).


فإن التشبث المحمود : يكون بالقول الصحيح قطعاً ، فقط. كالتسمك بآيات الله سبحانه وتعالى ، والتشبث بالسنّة الشريفة ، والعض عليهما بالنواجذ من أشرف الأعمال.


ما أجمله من تشبّث ، وما أقبح مخالفه من متعبّث .


إذا كان ذلك التشبث بسنّة رسول الله .



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام راقي وجميل جزاك الله خيرا صدقت هذه الظاهرة منتشرة جداً في وقتنا الحالي والبعض عندهم الاستعداد بأن يتخاصموا ولا يرجعو عن رأيهم الخاطئ حلو الأنسان يكون سلس ومتفاهم ويحترم الرأي والرأي الأخر 🤍

إقرأ المزيد من تدوينات عبد العزيز جنيد

تدوينات ذات صلة