طبعا سبق لك أن لعبة لعبة قمار .. ( لا أتحدث عن القمار الرسمي ، أقصد فقط الألعاب القائمة على العشوائية ) لأول مرة ، أنت لا تفهم فيها شيئا ..

ومع ذاك ، فزت مرة ومرتين وثلاث !

وبينما أنت تتلذذ نصرك وتشمت ، صاح أحدهم مسقطا المطرقة على رأسك " حظ المبتدئين " ها !

غضبت أنت ،وعاهدت نفسك أن تتعلم اللعبة وتتقن قواعدها ، لكي تثبت لهم أنك نابغة زمانك ولا دخل لدحرجة النرد العشوائية في نجمك ، وتعلمت القواعد فعلا ، تأنقت في أفضل ملابسك ، وقلدت في طريقك إلى مكان اللعبة مشيت ممثلك المفضل ، لكن وبعد كل هذه الطقوس ، لم تحرز شيئا ، لم تحطم رقمك القياسي السابق عندما كنت أقل من مبتدئ ، أنت حتى لم تفز سوى مرة واحدة !


ثم صاح نفس الشخص السابق شامتا مجددا " قلت لك حظ المبتدئين "، فقلبت الطاولة أنت وافتعلت شجارا ، ثم خرجت من المكان على الأرجح حاملا في وجهك كدمة أو كدمتين ، واعدا نفسك أنك لن تلعب مجددا ..

يصاحب هذا التأثير دوما أولئك الذين يزاولون ألعاب العشوائية (الألعاب التي تحتوي على نرد - الورق - الروليت الخ.. ) بل قد يكون هذا هو السبب الأول في كونهم يعودون ثم يتحولون من محبي متعة عابرة ، إلى مدمنين متطرفين .. ، وعليك أن تعترف ، إن الأمر يبدوا وكأن حظ المبتدئين دليل على أن القواعد تجعلنا أغبياء فعلا !


ألا يذكرك هذا (سيعجبك هذا التشبيه ) بحبك الأول الذي لا زلت تفكر فيه إلى الآن ، ولا يرتقي لصفاته الملائكية أحد " هذا في نظرك طبعا ، كلنا أحببنا ملائكة وملاكك ليس مميزا كما تظن " ، ماذا إن كان ذاك حظ مبتدئين والآن وبعد أن أتقنت قواعد لعبة الهمس واللمس ، أصبحت غبي حب ، وصاح قلبك أيضا ، قلت لك ! حظ المبتدئين ، ياخ يا لعين !

إذا ..

هل يمكننا أن نتجرأ ونسقط هذا على الحياة الواقعية أيضا ، إذ وكما نعلم ، الحياة هي أم العشوائية عن جدارة ، باعتبار أن الفرص في أصلها ، خير مغلف بنرد ، واحتمالية سقوطه على الوجه الذي يخدمك ، هي نفسها احتمالية سقوطه على الأوجه الخمسة المتبقية ،

أتتفق طبعا تتفق ، أنت لأول مرة تقرأ تدوينة على ما أظن ،وقراءتك لهذه التدوينة بالذات ، حظ مبتدئين


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

حظ المبتدئين هو ظاهرة مثيرة للاهتمام، وغالباً ما يُستدل بها على أن القواعد الصارمة قد تجعلنا

إقرأ المزيد من تدوينات عبد البارئ العمراني

تدوينات ذات صلة