الحظ واحد من ضمن أشياء قليلة يتفق عليها البشر باختلافهم، يؤمنون أكثر بأنهم ذووا حظ سيء!!

الحظ.. كلمة نستخدمها كثيرا في حياتنا اليومية بمختلف أعمارنا وطبقاتنا الاجتماعية وثقافتنا.. ربنا يكون الحظ من أكثر الأشياء التي يتفق عليها الناس رغم اختلافهم وبعد المسافات بين أفكارهم بعد الشمس عن القمر.. وأكثر ما سيتفق في تصديقه الناس عن الحظ هو أنهم يملكون حظا سيئا!


ما هو الحظ السيء بالنسبة لك؟ أو بمعنى آخر ما الذي يجعلك تقول أنك ذو حظ سيء؟ مثلا أن تستيقظ متأخرا عن موعدك وبعدها يرتطم خنصر قدمك اليسرى في طرف السرير وتسقط أرضا متألما أو تقفز متألما كمن يرقص رقصة من الثقافة الأفريقية.. بعدها تركض لألا تتأخر أكثر وتتجه نحو صنبور الماء الذي تجده خاويا يقرقر بأصوات غريبة معلنا عن انقطاع الماء.. تقرر النزول من بيتك وبمجرد أن توصد الباب خلفك تتذكر أنك نسيت المفتاح بالداخل!


أو غير ذلك من الإخفاقات التي قد تلحق بك وتعكر صفو يومك منذ بدايته رغم صغرها وتفاهتها إلا أنك تؤمن -ومثلك معظم الناس- أنها تحدث لك لأنك ذو حظ سيء.

إن كان ذلك هو الحظ السيء فما الجيد إذا؟ و إن كان معظم من هم على وجه البسيطة يملكون السيء من الحظ فمن هم "المحظوظون" ذووا الحظ الجيد إذا؟


مثلا إن تابعنا مسيرة صديقنا ذو الحظ السيء الذي تكلمنا عنه منذ بضع سطور، فبعدما نسي المفتاح بالداخل قرر أن يذهب إلى عمله بشكل طبيعي وأن يبحث عن حل لمشكلة المفتاح عندما ينتهي دوامه في العمل حتى لا يتأخر أكثر مما تأخر بالفعل بسبب "حظه السيء"


صديقنا هذا مهندس مدني كان يتجه إلى موقع عمله في منطقة إنشاءات وبالطبع كاد أن يفقد عمله بسبب تأخره الذي زاد أكثر بعدما استقل إحدى المواصلات العامة التي تؤخرنا حتى وإن لم نكن متأخرين من البداية!، وصل موقعه فوجد أن صديقه وزميله الذي كان يقف في موقعه ليملأ الفراغ الذي تركه صديقنا بسبب تأخره قد أصيبت عظمة ذراعه بشرخ بسبب تهدم أحد أجزاء الحائط التي كان يقف إلى جوارها وارتطمت به..

قبل بضع لحظات كان صديقنا يظن أنه ذو حظ سيء لأنه كان على وشك خسارة عمله لأنه تأخر كثيرا عنه لكنه لم يكن يعلم أنه تأخر لكي لا يتأذى.. إذا هل هو هنا ذو حظ جيد؟ لا أظن ذلك أيضا..


أو صديقه الذي جبرت ذراعه أهو ذو حظ سيء؟ حتى وإن عرفت أنه كاد أن ينقل من مكان عمله لمكان آخر بعيد عن أسرته وتم استبعاده من ذلك النقل عندما جبرت يده، وحل محله شخص آخر تم نقله بدلا منه ليجد نفسه وسلامتها في المكان البعيد بعدما أصابته المدينة والحضر ومشكلاتهما بالاكتئاب فكان الحل الأسلم في الابتعاد عنها وذلك ما تم بهذا النقل..


تلك جميعها ترتيبات قدرية سواء أسميتها حظ أو لا ذلك لن يغير من حقيقتها شيء.. يحدث لنا ما هو جيد وما هو سيء ويتناوبان فيما بينهما فلا يوجد من يعيش السيء دائما أو الجيد بطول الدهر، ولذلك تداعيات وأبعاد أخرى قد لا ندركها وليس من الضروري أن تعرف الحكمة من ورائهما.. لكن عليك أن تؤمن من صميم قلبك أن هناك حكمة خلف ما يحدث لك.. وأن هناك خير في كل شر.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة