نحن نعود كل يومٍ لشيء معين نعود للأصدقاء للأشخاص للربيع للشتاء للعادات التي كنا عليها سابقا
نحن أناس عالقون بالماضي رغماً عنا، بالكاد نستطيع الخروج منه، نحن نحتاج معجزات لنتخطاه بأقل الخسائر
نحن نحتاج السبعةَ مليار بشريٍّ موجود على الكرة الأرضية ليدعموننا دفعةً واحدة
لنترك الماضي خلفنا، وإن أقنعنا أنفسنا أننا نسينا يُرجِعنا اسم، جملة، كلمة، لهجة،
شبه، مكان، أغنية، عطر، ترجعك الأيام
نخن لا نريد العودة، لماذا نعود؟ لماذا؟؟!
هل لأن الذكريات آلمت أرواحنا، أم لأنها لم تكن كما نريد؟ أم لأنها كانت مفرحةً كثيراً
أم لأننا لم نلمسه؟ بدأتُ بالبحث مؤخراً عن إجابة؛ لكنني لم أجد
في إحدى المسلسلات التي تروقني؛ سمعت مصطلحاً جديد يسمى لعنة الذاكرة
كلمة تشعر بعمقها من لفظها تسرح بمعانيها من حروفها تتولد لديك خلفيةً لا بأس بها عنها
كلمة تنطوي تجتها تفاسير لأغلب مشاكل البشرية، ولو تعمقت أكثر لعرفت سبب اعتلالتهم النفسية أيضاً.
بقيت هذه الحروف عالقةً بين ثنايا أفكاري، إلا أن قررت البحث عنها في كل محركات البحث حتى وجدت جواباً مقنعاً
كان الجواب كما أتوقع وحتى أكثر
لعنة الذاكرة؛ هي أن تتذكر ما يجب عليك نسيانهُ،ونسيان ما يجب علية تذكره
فكرت بها تعني أننا كبشر بحال طبيعتنا نتذكر المواقف الحزينة، أو بالأصح المواقف المؤلمة التي تركت بنا آثارَ الجروح
لن تغلق مهما مرَّ عليها الزمن، وننسى اللحظات الجميلة التي ضحكنا فيها من أعماق، أعماقِ قلوبنا
نتذكر الموت والفقد، حتى إذا تذةرنا ولادة شيء نربطهُ بالألم، هذه فطرتنا؛ لا أتوقع
لا أتوقع أن الله خلقنا من أجل الألم فقط، نحن بشعور إرادي نفعل هذا لأنفسنا حتى يصبح عادة، أو يصبح كالتنفس لاأرادي
نحن نعود للأصدقاء، للأماكن، للروائح، لعادات الطفولة البريئة، أو لعاداتٍ تركناها بسبب الظروف التي خيمت علينا، نعود للدراسة
للسماء الزرقاء، للطيور الهائمةِ فيها، نعود لأشتال الغيوم، للتصافح مع النسمات التي تداعب عروق قلوبنا
وتدغدغ تلافيف عقولنا لتنعشها لتعود للحياة
كل هذه الأفكار راودتني لوهلة تتراود لعقولنا فكرة بعد هذه التخيلات التي غصنا في أعماقها مع مرجانها أن العودة لا تكون دائماً سيئة
نحن سنعود للحياة بعد الموت، لصديق بعد فراق، لنعود لحمامات السلام، لبتلات الربيع وصوت الشتاء
وارائحة الفجر............
بعد كل هذا هل قررت العودة؟
أنتطر اجاباتكم..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات