قصص الطفولة التي شاهدناها مرارا ورأيناها مختلفة .. اليوم بعيون في السابعة والعشرين
توم ودونالد وكل المعذبين
قد يبدو توم مجرد قصة كرتونية هزلية ولا تعنى للجميع ما يوقفهم ولكن كيف لا ينتبه لها الناس وهي قصة تبدأ بزئير أسد.
لي أنا توم هو المهضوم حقه دائماً، ليس لهذا شأن أبداً برغبتي في أن تتخذ الحياة مساراتها الطبيعة كأن يأكل القط الفأر ويأكل الفأر الجبن وهكذا دواليك.
بل في رغبتي فقط أن تنجح ولو مرة معاهدة سلام على الأرض حتى ولو بين قط وفأر وعلى أرض ديزني.
يبدو توم للبعض هو شرير القصة الذي يحاول جاهدا أن يبتلع جيري او فرخ البط الأصفر ولكن لننظر إلى الأمور من زاوية أخرى، أليس هذا البيت بيت توم من الأساس وإن دخل بيتك فأر ستطلق عليه النار بلا تفكير؛ بالطبع لن تأكله ولكن حتما ستقتله وهذا ما لم يفعله توم فدائما ما يرق قلبه ويتراجع عن فعله ويعقد اتفاقات تحفظ السلام حتى أنه تحالف مع چيري الفأر ضد أحد بني جنسه لأنه هدد أمن علاقتهم فلا يتشجار أي قط آخر مع چيري هذا هو القانون الواحد والدائم لتوم.
بالطبع أبدو لك الآن كمن حارب طواحين الهواء ولكن سيدي امش في حذائي لدقيقة فأنا أعود إلى منزلي في العاشرة والنصف مساءاً واطلق الرصاصة السحرية لأهرب من أخبار الأطفال اللاجئين المعذبين في بقاع الأرض الكثيرة إلى والت ديزني وأفلامه التي انتجها لأجلهم فيظهر أمامى توم بكل مغامراته مع جيري ويخبرني أن محاولات صنع السلام فاشلة تجني على أصحابها وأن كل محاولات الهروب من الواقع تقود إلى التفكير في الأسوء..
أما دونالد ، دونالد البطة التي تشبهنا جميعا، يستيقظ في السادسة صباحاً ليعد الفطور لأبناء أخيه ويذهب هو جائعا إلى عمله مصنع الزبدة ليغلف القوالب الصفراء الجميلة التي لايملك ثمن واحد منها.
ينهي دونالد دوام المصنع ويعود إلى عمه دهب ليكلفه ببعض المهام نظير قرش ذهب ولا يحصل عليه إلا بعد التوبيخ ولكنه كافِ ليأتي بالعشاء لأبناء أخيه.
إن شاهدت حلقات دونالد داك يوماً لن ترى هذه التفاصيل واضحة فمحب الأطفال لا يشعر بقسوة الحياة أبداً نظير ضحكاتهم بل ستجد نفسك ضاحكا لهذا أخبرتك أنه يشبهنا جميعا.
ولحسن حظه أنه طفل أيضاً في عيون جدته التي تصنع فطائر التفاح اللذيذة وترسلها له بين حين وآخر وكأنها يد الدهر التي تمتد لتعين..
التعليقات
جميلة جدا ومعبرة عن أشياء كثيرة
فعلا هذا هو حالنا