في حال قامت نفسك بمقارنتك مع الآخرين وإظهار مميزاتهم وأدى ذلك لشعورك بالفراغ في كل مرة، أدعوك لقراءة التالي ثم الإجابة عن السؤال أسفل المقال..
إن الحياة العصرية في هذهِ الأيام تطلب أن تمتلك شهادات مرئية لتثبت نجاحك بين ألآف المجالات المليئة بكافة أنواع البشر ، إنها الفترة التي تشعرك بأن الجميع متقدم عليك،
ستبدأ الإعلانات التي تدعوك للتطوير الذاتي بالظهور أمامك وكيف تزيد من متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف يمكنك أن تستفيد من هذهِ التكنولوجيا العظمى التي بين يديك، ستشعر بأنك في الصفوف الأخيرة وطريقك طويل، وبأنه عليك أن تقوم بفعل شيء ما لتثبت وجودك على الساحة، سترى بأن الجميع يُسافر ويستكشف، الجميع يتذوق أطعمة جديدة، ويبني أسرة مليئة بالسعادة، بعض الأشخاص من ذوي الأعمار الصغيرة، أو العقول اللاواعية، كانت قد اتجهت نحو المحتويات الخالية من القيمة والمتعة ومع هذا ترى حصادهم بعشرات الآلآف من المتابعين والذي يعطي صورة وهمية بالـ "التقدم والنجاح المزوّر،
هل هذا منطقي برأيك؟
ليس عليك أن تكون مثاليًا في كل شيء أو أي شيء، ليس عليك أن تحفظ أسماء الكتب وكتّابها، أو أن تصاب بالهلع لعدم احرازك نقاطًا عالية في اختبار أو مسابقة ما،
لا بأس إن لم تظهر في نشرات الأخبار إن حققت إنجازًا ما ولم يتم تسليط الضوء عليك،
لايغرّك كل أولئك المبدعين والكتّاب وقائدي الحروب ومقدمي البرامج وأصحاب رحلات السفاري بين الجبال والوديان، لا بأس إن لم تستطع أن تكن ماتشاءه بسبب ظروفك الحالية..ليس عليك أن تشعر بالسوء نتيجة عدم التفات الناس إلى مواهبك أو أفعالك الخيرية أو مواجهاتك العنيفة خلال الحياة ..
وإن لم يقم أحد بالالتفات إليك أعلم أنه بامكانك كتابة أحداثك أو توثيقها بطريقة مرئية أو حتى صوتية، يمكنك الاحتفاظ بها أو اعطائها لصديق أو لابناءك، أو تفريغها في ورقة بداخل قنينة ورميها في البحر ..أريد أن أخبرك أنه لا بأس إن فاتتك الحياة بصقل مواهبك نتيجة أحداث الماضي، كن على ثقة أنك تمتلك شيئًا عظيمًا في داخلك، شيئًا يمكنك ايصال رسالتك عن طريقه..
يكفي أن تشعر بالعظمة لكونك تعطف على الآخرين، لإنك تقف مع أصدقائك في أوقاتهم الصعبة وتستمع إليهم، يكفي أن تطعم قطًا أو تنقذ طيرًا، يكفي أن تعامل الأطفال وكبار السن بلطفٍ يجعلهم يبتسمون أيامًا عديدة بعد مقابلتك، أن تطمئن أولئك الجالسين في عيادات الطبيب أثناء انتظارك، يكفي أن تبتسم في وجوه الآخرين، سيعنيهم ذلك كثيرًا وإن لم يحفظوا اسمك..
بهذهِ الطريقة عليك أن تجمع نقاطك الخاصة وتنظر إليها بين الحين والأخرى حين تشعر بأنك أمورك المادية قد خانتك أو أن علاقاتك قد تدهورت أو انجازاتك لم تأتي كما يجب، جميعها أمور مزعجة وتضيق الخاطر وتجعلك تشعر بالذعر وقلة الحيلة، لكن ثق في أنك ستتجاوز طالما اتأكت على نفسك الأولى ..
والآن أخبرني/أخبريني ما هو مقياسك المعتمد في مقارنتك مع الآخرين - في حال فعلتها - ؟ هل هي مميزاتهم أم أفعالهم ؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كلام واقعي ومنطقي جدا ..احسنتي الطرح
بالنسبة لي احاول قدر الامكان ان اخرج من دائرة المقارنة مع الاخرين