بينك وبين الله هل لك صدقاتٌ تخفى لا يعلمها إلا اللّه؟
سأحكي لكم قصة قصيرة ألهمتني من سلسة علم أنتفع به
يُحكى أن رسّاماً عجوزاً كان يعيش في قرية صغيرة، وكان يرسم لوحات في غاية الجمال
والإبداع وكان يبيعهم بسعر باهض.
في يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له:
أنت تكسب الكثير من المال من أعمالك، لماذا لا تساعد بشيء منها فقراء القرية؟
انظر لجزار القرية الذي يوزّع كل يوم قطعاً من اللحم المجانية على الفقراء رغم أنه لا يملك
مالاً كثيراً
ابتسم الرسام بهدوء ولم يرد عليه. فخرج الفقير منزعجاً من عند الرسّام
وأشاع في القرية بأن الرسّام ثري ولكنه بخيل؛ فنقم عليه أهل القرية وقاطعوه وهجروه.
بعد مدّة مرض الرسّام العجوز مرضاً شديداً ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتماماً حتى مات وحيداً.
مرّت الأيام ولاحظ أهل القرية بأن الجزار لم يوزع على الفقراء لحماً مجانياً!
وعندما سألوه عن السبب قال:
كان الرسّام العجوز يعطيني المال حتى أوزع اللحم على الفقراء؛ فلما مات الرسّام انقطع المال
فانقطع اللحم.
الخلاصة التي نستنتجها من القصة أنه قد يسيء بعض الناس بك الظن، وقد يظنك آخرون
أنك أطهر من ماء الغمام؛ ولن ينفعك هؤلاء ولن يضروك المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك..
فأسعى أن تكون لك خبيئة صالحة لا يعلمها إلا الله عنك.
صنفان يحرصان على إخفاء أعمالهم الصالحة فذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم):
{ورجلٌ تصدّق بصدقةٍ، فأخفاها حتى لاتعلمَ شمالهُ ما تنفِق يمينهُ، ورجلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خالياً
ففاضت عيناهْ} (رواه البخاري)
فلا تتهم الناس بالباطل دون معرفة الحقيقة، فليس الظاهر دائماً حقيقي..
وأصنع بينك وبين اللَّه طريقاً لا يراك فيه أحد وخبئ لنفسك صالحات تنفعك يوم لا ينفعك فيه أحد.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات