الحرب بين الأفكار الدخيلة والهوية المسلمة العربية!





سؤال محير, واجابة ضآلة, هل سنقبل بالنموذج الغربي للحياة أم سنتعصب للموروث حتى يدثرنا زخم العولمة وشعارات حقوق الانسان؟

هل سنتصر في حرب الأفكار؟ أم سنضل التابعون في المشروع الغربي الامبريالي؟




الطبيعة الحقيقة للصراع صراع المشروعية الفكرية في قلوب وعقول الناس روبرت رايلي




المتجاهلون للأثر السلبي المهول للعولمة الثقافية, والاجتياح الغاشم لتنميط سلوكيات البشر ماهم الا عميان أن هذا الاجتياح المخيف لا يخفى على ذي بصيرة!

أثرت العولمة الثقافية على الهوية المسلمة والعربية بشكل هائل,بدءًا باللغة وهي وعاء الثقافة ورَحِمها, يظهر ذلك في الفخر باجادة اللغة الانجليزية,وأنها أصبحت من مسلمات التوظيف, ومزج مصطلحات انجليزية مع لغتنا الأم (لم يسلم أحد من هذه المعضلة بمن فيهم أنا), ثم في اللباس,ثم الاسرة والعلاقات العائلية حيث تغيرت لبنة الأسرة, وأخيراً الى الجندرية والحرية الجنسية!

أن هذا الصراع الفوقي الغربي وعقلية انقاذ الشعوب المتخلفة هو ما نتجاهله أو نحاول تجاهله بحجة اللحاق بالركب, اللحاق بالركب يا عزيزي القارئ لا يكون بالتشرب بل بالتفكر!




أين تكمن المشكلة؟

من يعتقد أن مشكلتنا الان هي مشكلة انتاجية فهو ساذج ,مشكلتنا قبل كل شيء مشكلة (أفكار), ينقصنا النتاج الفكري والعقلية النقدية, أفكارنا الان ليست نتاج مجتمعاتنا وثقافتنا وديننا, بل هي نتاج العقلية الاوروبية, سيطرت الأفكار الغربية نظراً الى الهمينة السياسية والاقتصادية ؛ وبسبب آثار الحرب العالمية الثانية, بالاضافة الى الانفجار المعلوماتي الكبير في الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم قرية بحق!

ومع كل هذه الظروف أضف اليها ضحالة الفكر العربي, وتزعزع المرجعية الراسخة؛ تشرب الشباب النموذج الغربي بكل سهولة ويسر.

تعرض هذه الأفكار على سذج وأطفال, تخيل ماذا ستكون النتيجة, لا عقلية نقدية ولا يملكون أدوات التفكير السليم, فتركوها حتى استفحلت!

أن ما نفعله الان من تجاهل للموجة الجديدة خطير جداّ, اهمال الافكار الجديدة بدون عملية فحص أو نقد سيودي الى ترسخها, ويجعلها تكتسب قوة مع الوقت لتصبح هي السائدة والمتحكمة.





دافع الخطرة,فان لم تفعل صارت شهوة وهمة,فان لم تدافعها صارت فعلاً, فان لم تتداركه بضده صارت عادة. ابن القيم




هل سنقبل بالمثلية ؟

اسفة لرجم ذلك في أم عينيك ... نعم سنقبلها!

بالنظر الى التوجه والموجة الجديدة, وتأثير نتفليكس وحده, سيقبل الجيل الجديد النموذج الغربي للحياة وكأنه المفتاح الى جنة الخلد.

أننا نتدحرج في نفس المنحدر , سنخلق برعونتنا عالم لا يشبهنا ,عالم قادم خلال سنين, مالم نوقظ فكرنا!

نحتاج الى مرجعية راسخة وعلماء أفذاذ, والى عقد نقاشات موضوعية مع أصحاب الموجة الجديدة, والى تعليم النقد في المدراس والجامعات.

حان الوقت الاستيقاظ من هذا السبات الطويل, حان الوقت لحرية فكرية تشبهنا!




وأنت ما رأيك؟

هيا

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

يعني سنقبلها ونتلاقى في جهنم مع بعض

تدوينة رائعة و طرح ابداعي.

"من يعتقد أن مشكلتنا الان هي مشكلة انتاجية فهو ساذج ,مشكلتنا قبل كل شيء مشكلة (أفكار), ينقصنا النتاج الفكري والعقلية النقدية, أفكارنا الان ليست نتاج مجتمعاتنا وثقافتنا وديننا, بل هي نتاج العقلية الاوروبية,.."
نعم سنقبلها كما قبلنا عشرات المُدخلات سابقًّا!
العالم الإسلامي اليوم يعاني من الانهزامية أمام نظيره الغربي، أسوأ ما خلّفه الأثر الغربي علينا هو إشعارنا بالدونية وضرورة أن نكون متبوعين من فبل "من هم أعلى منّا"، وبالطبع العقل الغربي المتطور الذي يبني ناطحات السحاب والطائرات والأدوية هو الذي يستحق أن يُتّبع.. هذا ما رُسّخ بنا.

إقرأ المزيد من تدوينات هيا

تدوينات ذات صلة